The Parallel Societies Within... A Threat to Canada’s Unity المقاطعة... وجهاد الشيبسي كواليس ما قبل يوم الانتخابات الأمريكية من أنت لتحمى إيمان القوية الأرثوذكسية‎؟! متى جاء ابن الإنسان….!!! ابن الطاعة تحل عليه البركة القط... ذلكَ المخلوق المحبوب! ولكنها اختيارات إجبارية أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً!! هذا هو موعد تلقي إعانة الطفل الكندية القادمة حاكمة نيو برونزويك الليبيرالية هولت تؤدي اليمين الدستورية التحقيق في استخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة أسعار الإيجار في كندا

عبد المسيح يوسف يكتب: هل يضرب بايدن ”كرسي في الكلوب” في اجتماعه مع الزعماء العرب في السعودية؟ (4)

أيام قليلة ويأتي الرئيس الأمريكي جو بايدن للاجتماع مع زعماء من ملوك ورؤساء وشيوخ وأمراء دول المنطقة العربية وفي مقدمتها دول الخليج، خاصة وأن العلاقات الأمريكية الخليجية خاصة على صفيح ساخن هذه الفترة. هذه الزيارة مخطط لها يومي 15 و16 يوليو الجاري. الإدارة الأمريكية تعاني الشيخوخة والتخبط. وجو بايدن بعد تسريبات الإعلام بأنه فاقد السيطرة على سلوكياته، ويسير بورقة في يديه لتذكره ما الذي يجب أن يفعله، بدءا من القاء التحية وحتى الجلوس على المقعد، في موقف هزلي يمس الصورة الذهنية السياسية والقيادية لزعيم واحدة من أكبر دول العالم.

الإدارة الأمريكية تتهتم بشدة المملكة العربية السعودية والإمارات ومن خلفهما مصر بالتحالف غير المعلن مع روسيا في حربها ضد أوكرانيا، وتحديدا السعودية والإمارات اللتان ترفضان بكل قوة زيادة حصص المعروض من البترول والغاز الطبيعي في الأسواق العالمية، وهو ما يمنح ميزة نسبية قوية للغاية لروسيا، أدت لزيادة قيمة عملتها الروبل، ورفعت أسعار الطاقة في الأسواق العالمية لدرجة جعلت أسعار البترول والطاقة والغاز الطبيعي في أوروبا وأمريكا الشمالية، بل والعالم تصل لمستويات قياسية لم تعرفها حتي السبعينيات من القرن العشرين بعد حرب أكتوبر المجيدة ضد إسرائيل المدعومة من الغرب.

هناك تسريبات بأن الخلاف العميق الأمريكي السعودي والرفض الأمريكي لتولي الأمير القوي والإصلاحي محمد بن سلمان لمقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، لم يعد له أي قيمة، خاصة وأن ترتيب الأوراق العربية يتم باقتدار وتنسيق كبير ما بين أهم ثلاث عواصم عربية، وهو المثلث المؤثر للرياض والقاهرة وأبو ظبي.

وقد قام الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي بزيارات ذكية ومؤثرة لعدد من العواصم العربية في مقدمتها القاهرة وعمان وأبوظبي والمنامة. كما قام بعدها الرئيس السيسي بزيارات مماثلة للسعودية والإمارات والبحرين. واضح أن التنسيق العربي يتم حتى على مستوى ادق التفاصيل، ليكونوا مستعدين لمواجهة حليف الأمس، والعدو غير المعلن اليوم، ممثلا في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تهدد بفتح أبواب النظام العالمي أمام إيران وفنزويلا سياسيا مقابل أن تضخا كلا منهما المزيد من المعروض من الطاقة لتعويض النقص الشديد والارتفاع الجنوني للأسعار.

كانت قديما الإدارة الأمريكية هي المتحكم والآمر الناهي في النظام العالمي، لكن الوضع اختلف كلية الآن. فالسعودية لديها أوراق ضغط وتهديد قادرة على توجيه ضربات مؤثرة وقوية للاقتصاد الأمريكي. ففي الوقت الذي تم تسريب مشروع قانون في الكونجرس الأمريكي يتيح رفع قضايا دولية على دول الخليج المنتجة للنفط بسبب الاحتكار في سوق البترول لمجموعة أوبك بلس التي تضم من بين دولها السعودية والإمارات وروسيا.

فإن السعودية هي الأخرى بدورها بدأت تسرب إمكانية ربط تجارة البترول في الأسواق العالمية بعملة أخري غير الدولار الأمريكي، وهو ما سيتمثل ضربة قاتلة للاقتصاد الأمريكي، الذي يعاني بشدة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة، وعدم رضاء المواطنين عن أداء حكومة الديمقراطيين، فضلا عن أزماته الداخلية من أزمة لبن الأطفال، وأزمة المياه، ولهذا موضوع مستقل سنتناول فيه هذه الأزمة، إذ تعاني عدد من الولايات الأمريكية الصحراوية من شح كبير في المياه لدرجة قد تؤدي لعمليات سرق المياه بين الولايات وبعضها البعض مثلما يحدث في ولايات مثل كولورادو وأريزونا ونيفادا وغيرها مع تراجع مستوي مياه البحيرات.

والأمر الثاني الذي يمكن أن يمس قلب الاقتصاد الأمريكي سحب جزء من الاستثمارات السعودية والإماراتية التي تتجاوز مئات المليارات من الدولارات. وهذا أمر لن تتجاهله الإدارة الأمريكية التي تعاني من الشيخوخة والزهايمر.

على الجانب الآخر، روسيا والصين، الحليفين الرادعين، لا يتفرجان على الأحداث، ولكن يتابعان عن كثب، وعلي استعداد للتدخل في أي لحظة، ولكنهما يران أن السعودية والإمارات ومصر تدير هذا الصراع غير المعلن من الإدارة الأمريكية باقتدار، وكلا منهما مستفيدة من طبيعة العلاقات الساخنة حاليا بين الإدارة الأمريكية التي فقدت وزنها وثقلها وتأثيرها علي دول الخليج وغالبية المنطقة العربية. في الوقت الذي تمثل فيه كلا من الصين وروسيا ظهيرا استراتيجيا للدول الخليج ومصر وقت الحاجة، خاصة وأنه بالبلدي "عمايل أمريكا الماسخة لم تكن مجرد نقطة أفاضت الكأس، ولكنها بلاوي سودا، انتهت بفشل مؤتمرات ما سمي بثورات الخراب العربي"، التي مولتها ودعمتها واشنطن لكي تسيطر جماعات الإسلام السياسي الدموية والإرهابية على مقاليد السلطة والحكم في الدول العربية ثم في دول الخليج لاحقا.

كانت التوقعات الأمريكية، والإعلام الأمريكي غير الموضوعي، يري أن اطالة أمد الحرب يمثل ضربة قوية لروسيا واقتصادها. وهذه التحليلات كلها ثبت فشلها، حيث ان المتضرر الأول هو الغرب ممثلا في أوروبا والولايات المتحدة وكندا وغيرها من دول الغرب، وأصبح المواطن العادي غير راضيا عن أداء الحكومات ذات توجهات اليسار أو يسار الوسط من الليبراليين والديمقراطيين، في ظل نمو لحركة اليمين والراديكالية للعودة إلي أيام الرخاء وانخفاض معدلات التضخم. وأصبحت روسيا والصين هما ما تسعيان لإطالة أمد الحرب، لأن هذا يأكل في شرايين الاقتصاديات الغربية، بسبب ارتفاع الأسعار ومستويات التضخم وعدم رضاء المواطنين عن أداء هذه الحكومات الليبرالية والديمقراطية اسما، والتي تسير ومنساقة كالقطة العمياء، وراء إدارة أمريكية مصابة بالشيخوخة والخرف، لدرجة الحزب الديمقراطي الأمريكي نفسه منقسما على نفسه، هل يرشح في الانتخابات الرئاسية القادمة؟

جو بايدن، والكل يعلم أنه فاقد السيطرة علي سلوكياته بفعل سنة ومشاكله الصحية، ومن سيكون مرشح الحزب الديمقراطي أمام الجمهوريين، الذي اثبتت إدارة الديمقراطيين مدي الخرف والشيخوخة التي يعانون منها جعلتهم يدخلون في صراعات حتي مع الحلفاء الاستراتيجيين في دول الخليج، وهو ما أضر في النهاية بالمواطن الأمريكي البسيط، الذي يعاني من التضخم وارتفاع مستوي المعيشة، ولا يجد مخرجا مع إدارة أمريكية يقف علي قمتها رئيس تجاوز الثمانين من العمر، ويسير بورقة يخفيها في يديه ليتذكر أين يجلي؟ ومتى وعلى من يلقي التحية؟ 

وليس أدل على هذا من المؤتمرات الصحفية للرئيس جو بايدن والتي تشهد الكثير من المهازل، آخرها تصريحه بأنه لن يذهب لزيارة السعودية ولكن للاجتماع مع الزعماء العرب. والإدارة الأمريكية تعلم أنه بدون السعودية لن يجتمع أي زعيم عربي مع بايدن خاصة وأن سمعة الأمريكيين سيئة للغاية لدي مصر والأردن والبحرين والعراق والإمارات. هذه الأخيرة التي لم تسلم من اتهامات الإدارة الأمريكية بأنها أهم مركز لغسيل أموال الأوليجاركية الروسية، مجموعة رجال الأعمال المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

أمريكا لم يعد أحد من الزعماء العرب يثق فيها، واكتشفوا أن في أيديهم أوراق مؤثرة للعب ضدها ممثلة في الطاقة من بترول وغاز طبيعي وتحديد عملة المعاملات التجارية في الأسواق العالمية لاستمرار ربطها بالدولار أو ضرب الاقتصاد الأمريكي وفك هذا الارتباط، للاعتماد على عملات أخري كالروبل الروسي واليوان الصيني. واشنطن وضعت نفسها في موقف لا تحسد عليها، لأن شيخوخة إدارتها هو ما جعل الأمور تتطور في هذا الاتجاه السلبي.

لنتابع تطورات الاتجاه لنظام عالمي جديد.....

عبد المسيح يوسف - مونتريال

عضو نقابة الصحفيين المصريين

بايدن