جورج موسي يكتب: صدق أو لا تصدق ... جرجس في الدوري المصري!
لم أصدق المذيع حين شاهدت مقطع لهدف في الدوري المصري بينما ينطق المذيع باسم اللاعب الذي سجل الهدف ويقول جرجس! جرجس مين يا عم؟! جرجس إيه؟! أنت بتقول جرجس! أحنا معندناش جرجس بيلعب في الدوري.. لا وكمان بيجيب جون في السوكه؟!
لحظات ويتم اعادة الهدف بينما يصر المذيع على النطق باسم جرجس مجدي و بينما أنا في كامل "الاذبهلال" يخطر على بالي خاطر ثم خاطر ثم خاطر بأنه قد يكون مثلاً جرجس مغشوش أو اسمه حاجة تانية وبيدلعوه باسم جرجس لأنه شكله يدي على جرجس بينما هو مش جرجس ولا حاجة وارد وبتحصل في أحسن العائلات!
وبينما مازلت في أوج "الاذبهلال" وفرض الفرضيات واستبعاد بعضها لاستحالته وأنكار الواقع أيضاً لاستحالته وتكذيب المذيع لاستحالته هو الآخر! ولكن ويالهول المفاجأة المدوية حين أنظر جرجس يرشم الصليب عقب أحرازه الهدف! أيه اللي بتعمله ده يا جرجس! قلبي الضعيف لا يحتمل والمدرجات الفاضية لا تحتمل وشاشة التليفون بل وريموت التليفزيون لا يحتمل ما تفعله يا رجل!
جرجس وجول ورشم صليب في ماتش واحد! ده أنت غلبت صور ناسا يا راجل! لكن كده الموضوع شكله جد! لاعب اسمه جرجس في الدوري المصري وسجل هدف ورشم الصليب في مباراة رسمية لنادي مصري وهو نادي إنبي! إنبي ده غالباً هينزل درجة عاشرة بعد الموضوع ده! أو ممكن الشركة دي تفلس بعد الموضوع بتاع جرجس ده! عزيزي القارئ يقيناً أنا وأنت نعلم جيداً أنه علي حد علمي وعلمك أن هاني رمزي لاعب النادي الأهلي الذي شارك في تشكيلة الفريق المصري في كأس العالم بإيطاليا عام 1990 بتاع عدالة السماء اللي وقعت على استاد باليرمو كان اللاعب المصري القبطي الوحيد الذي يلعب في الدوري المصري ويشارك ضمن تشكيلة منتخب مصر وبعده وربما من قبله كنا قد فقدنا كل أمل في أن نري قبطياً يلعب مباراة في الدوري المصري!
فالدوري المصري والأندية المصرية طالما كانت عنصرية ضد اللاعبين الأقباط وليس الأقباط وحدهم بل كل أحد لا يدين بدين الأغلبية فمثلاً لن تجد لا ديني ولا بهائي ولا شيعي ولا قبطي يلعب في الدوري المصري، والذي لا يعترف بأن هذه عنصرية يجافي الحقيقة، فاستبعاد جماعة معينة أو قطاع معين من الشعب من لعب لعبة معينة وجعلها حكراً علي من يدين بدين الأغلبية هي عنصرية بل هي المادة الخام للعنصرية وإن لم تكن هذه عنصرية فماذا تكون العنصرية إذن؟!
عزيزي القارئ على مدار سنوات وسنوات طالبنا بوجود الأقباط وغيرهم ممن لا يدينون بدين الأغلبية في الفرق الرياضية ولم يستجب أحد! ولا أدري كيف لهذا الوطن أن يقبل على ذاته اهمال ونبذ جزءاً منه بهذه الكيفية!
هل يعي الوطن كم تجرع أطفالاً مرارة الاستبعاد أثناء الاختبارات لمجرد ذكر الاسم القبطي أو معرفة التوجه الديني! وعلى قدر سعادتي بوجود جرجس وتسجيله الهدف على قدر حزني من الكثير من تعليقات السوشيال ميديا التي عبرت عن غضبها لتسجيل نصراني ذمي واسمه جرجس في مرمي حارس مرمي مؤمن هدفاً بل ورشمه الصليب أيضاً! ياللهول يا سعادة البك! خلاص أحنا قبل نهاية العالم بيومين!
عزيزي القارئ لا أعلم لماذا يُصر البعض على هذه العنصرية التي ما جنينا منها سوى الفشل والفشل والفشل! أفسحوا المجالات للجميع وستتقدم مصر، أعطوا الفرص علي قدر الكفاءة دون النظر للديانة وستتقدم مصر وستحقق الإنجازات! وأخيراً أقول أتمنى أن أرى الجميع ممثلاً في الفرق الرياضية المصرية وأن تكون الاختيارات للكفاءة دون النظر للديانة أو المعتقد.