6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس استثمار 100 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي تطوير أول حارس إنقاذ بالذكاء الاصطناعي في الأنهار

خالد منتصر يكتب: انتحار أويمجي

أويمجي دمياطي شاب يترك حذاءه ومحفظته ويلقي بنفسه في النيل ولا يستطيع الأهالي إنقاذه!! صارت حكايات الانتحار والمشاجرات ونسب الطلاق في دمياط تستدعي وقفة ودراسة في مجتمع لم يكن يعرف تلك القصص والسلوكيات ولا يسمع عنها أصلاً، طول عمر الدمايطة شغل وعمل وجهد، خلية نحل ٢٤ ساعة. محافظة دمياط هي يابان مصر لا تعرف البطالة، لكن مع ارتفاع أسعار الخامات بشكل رهيب، وقلة الطلب على الموبيليا الدمياطي المتكلفة المعمولة بضمير واتقان وخشب حقيقي، والاتجاه الى الموبيليا التقليد التي لا تتحمل سنتين تلاتة وتنكشف عيوبها. هذا الأويمجي الشاب عندما تشاهده في ورشته وكأنك تشاهد نموذجاً مصغراً لمايكل أنجلو داهمته الماكينة الصيني التي تطبع وتقطع على الجاهز اسطمبات، لم يعد الفنان مطلوباً، بل صار المقلد المستنسخ الذي يضغط على الزر هو المطلوب، وكذلك الاستورجي والنجار والمنجد والمدهباتي …الخ. داخل مهنة الموبيليا ألاف التفاصيل ومئات المهن التي لا يعرفها القاهريون، فهم لا يعرفون مثلاً أن هناك مهنة "رصّاص" أي من يرص ويرتب الموبيليا في سيارة النقل لكي تستوعب كماً أكبر. دمياط فيها حوالي نصف مليون عامل في مجال الموبيليا هذا هو المعلن لكن الحقيقة المدرس ممكن يعمل في الموبيليا بعد الظهر وكذلك الموظف وممكن المهندس والمحامي..الخ، كلهم ممكن يساعدوا الأب أو الأخ في الورشة، يعني ممكن العدد الحقيقي يكون الضعف، هؤلاء يعملون في 60 ألف ورشة صغيرة، إضافة إلى 2500 صالة عرض، و1500 مخزن خشب وأبلاكاش وخامات، هذه أرقام تقريبية توضح لكم ضخامة وأهمية صناعة الموبيليا، أصبح يوم الخميس وهو يوم تسليم أجور الصنايعية في دمياط يوم حرب داعس والغبراء، الورش مغلقة، صاحب الورشة يطارده العمال، هو لا يستطيع سداد أجورهم لأنه لا يستطيع سداد القروض، ومن يورد له الخامات يرفض التقسيط، يتم تسريح نصف عمال ورشته، يتذمر البعض وتكتئب الأغلبية ويهرب البعض الى العمل على التوك توك والميكروباص أو بيع المشبك على التروسيكل، أو سماسرة يلتقطون الزبائن من سياراتهم الملاكي أو محطة الأتوبيس!! أجمل قرى مصر التي ولد فيها أبي وولدت فيها أمي وكنت أذهب اليها في كل أجازة صيفية لأقضي أجمل أيام حياتي، قريتي التي كانت كلمة سر صناعة الموبيليا في مصر وكان فيها قهوتين تلاته بالكتير لأن مفيش شاب فاضي يقعد على القهوة، صارت الآن تباع فيها المخدرات علناً وجهاراً وصارت البطالة شعار المرحلة!!! عمال الموبيليا وصناع هذا الفن وأصحاب الورش والمعارض يحتاجون إلى حل جذري لمشاكلهم حتى تعود دمياط كما كانت، عنواناً للجدية والاجتهاد والعمل بلا ملل أو كلل، وحتى لا ينتحر.