A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

عبد المسيح يوسف يكتب: كارثة كنيسة إمبابة ... متى بتم تدقيق إجراءات السلامة في الكنائس بدون تعنت؟

كارثة بكل المعايير الإنسانية والدينية والاجتماعية حريق كنيسة القديس أبي سيفين مرقوريوس في إمبابة يوم الأحد الموافق 14 أغسطس، نتيجة ماس كهربائي، بسبب انقطاع التيار الكهربائي لمدة عشرة دقائق تقريبا، واستخدام المولد لتوفير الكهرباء، ثم يعود التيار الكهربائي فيحدث ماسا وحريقا قاتلا، راح ضحيته حسب الأعداد الأولية 41 شهيدا من مختلف الأعمار، ربنا ينيح نفوسهم مع الأبرار الصديقين. ولا يختلف هذا الحريق عن حريق مشابه تعرضت له منذ عدة شهور كنيسة مارمينا والملاك سوريال في العمرانية. أمر محمود للغاية تحرك كل مؤسسات الدولة المصرية في مقدمتها الرئيس السيسي والوزارات المختلفة لدعم أسر الضحايا "الشهداء" والمصابين. لكن هناك عدة ملاحظات يجب التحقيق فيها: ֍ ما قيل من أن سيارات المطافئ والإسعاف تأخرت كثيرا، وليس كما صرح رئيس الوزراء مصطفي مدبولي أنها خلال دقائق كانت في مكان الحادث، إذ أن الروايات الشعبية تكذب سرعة استجابة المطافئ والإسعاف، وسرعة الانتقال إلي مكان الحادث، وأدي هذا إلي زيادة عدد الشهداء، من الأطفال والأب الكاهن راعي الكنيسة، الذي رفض ترك أبنائه وبناته. ֍ الرئيس السيسي، تحرك بصورة وطنية، لدعم الضحايا "الشهداء"، والمصابين، إذ تم رفع قيمة التعويضات من 50 ألف إلى 100 ألف جنيه، وللمصابين إلى 20 ألفا، والاعلان عن إعادة تعمير الكنيسة بواسطة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. ֍ تحرك الرئيس السيسي، ووطنيته التي لا يشك أحد فيها، فإننا نلتفت الأنظار وبقوة هذه إلى ظروف وشروط بناء الكنائس المجحفة بسبب التيارات السلفية والاخوانية والمتطرفة التي كانت تسيطر على القرار السياسي والمحلي لفترات طويلة، وكان بناء الكنيسة في أي منطقة أشبه بسر حربي!! يتم احاطته بالسرية وإقامة المبنى علي شكل بناية أو عمارة عادية، حتى لا يتشكك أحد في أنها ستكون كنيسة، ثم يتم رفع الصليب عليها، للتعامل مع الأمر الواقع، كنوع من التعامل مع طيور الظلام المتطرفة، التي حكمت القرار السياسي والمحلي لفترات طويلة، قبل وصول الرئيس السيسي الوطني، المؤمن بوطنية كل المصريين إلى سدة الحكم في مصر، بعد ثورة 30 يونيه 2013. - كانت هذه النوعية من البنايات، أو العمارات، غير مستوفاة للشروط الأمنية والسلامة، خاصة وأن استيعاب وقدرة عمارة كبناية سكنية، يختلف تماما عن مواصفات مبنى دور عبادة للاستخدام العام، ولأعداد كبيرة. فيما يتعلق باتساع الشارع، ومواصفات الأمن والسلامة داخل وحول المبنى ذاته. ֍ هذا الأمر، يتطلب ليس توفيق أوضاع هذه الكنائس، لكن هذه الكنائس رسمية، وذات أوضاع طبيعية، لا جدال عليها، ولكنها في حاجة لتأكد والتدقيق من أمور الأمن والسلامية بالبنائية للمبنى ومرتاديه، وهذا أيضا ما يجب أن تتم مراعاته في المباني الجديدة، التي ستشيد لتكون دور عبادة مسيحية، كنائس، يرتادها آلاف من البشر أو عشرات المئات في الصلاة الواحدة أو القداس الواحد.   ֍ من المهم أن تنسق الكنيسة، ممثلة في قداسة البابا تواضروس، مع فخامة الرئيس السيسي، المعروف عنه وطنيته الأمينة، وعلاقته الطيبة بالبابا، وإيمانه بأن مسيحي مصر، هم مواطنون مصريون كاملي الأهلية من حيث الحقوق والواجبات، وليسوا مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة كما كان يتعامل معهم رؤساء مصر قبل الرئيس السيسي. ֍ من المهم أن تشكل لجان أهلية من شعب كل كنيسة لها ذات الوضعية، لتدقيق شروط الأمن والسلام داخل مبني الكنيسة، وإصدار مجموعة من التوصيات، أو الأمور التي يجب تلبيها، ورفع هذه التوصيات أو إلى قداسة البابا، ليرسلها إلى رئاسة الجمهورية، بحيث تكون المحليات بالتنسيق مع الكنائس كل في منطقته ملتزمة بتوفير الاشتراطات الأمنية والسلامية، التي تنقص، حتى لا تقع كوارث جديدة، وما أكثر المهندسين بين شعب كل كنيسة، وحال لم يتم توفر مهندسين بين أبناء شعب الكنيسة، علي البطريركية أو توفر مجموعة من اللجان الهندسية لرفع التقارير الأولية، هو الأمور الناقصة لضمان التدقيق وشروط السلامة والأمن داخل المباني الكنسية. ֍ وباعتبار أن الأقباط مواطنين مصريين يدفعون الضرائب مثل غيرهم من المصريين، حال تطلب تكاليف أو تمويلات لتوفير هذه الاشتراطات الأمنية والسلامية، فيمكن توفير تمويلها بالتنسيق مع بين الحكومة والكنيسة القبطية ممثلة في البطريركية أو شعب الكنيسة كل في منطقته، من خلال التبرعات ودور الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، التي لعبت دورا مهما ومحوريا وطنيا في إعادة بناء وتعمير العديد من الكنائس التي دمرتها وحرقتها جماعات الإرهاب الديني خلال أحداث ثورة 30 يونيه 2013، خاصة عندما وقف الأقباط في ظهر الدولة المصرية وساندوها، ووضعوا حياتهم أمام البطش الدموي لجماعات الإرهاب الدموي، لإنقاذ الدولة والهوية المصرية مع بقية القوى الوطنية المصرية الأمينة والشريفة والمخلصة. ֍ هناك عمل كبير يتعلق بتدقيق اشتراطات ومواصفات السلامة والأمن داخل الكنائس، وتقع هذه المسؤولية على عاتق البطريركية والكنائس والحكومة المصرية، دون أن يكون هذا ذريعة للعودة علي عصور وعهود التعنت والتطرف والإرهاب من جانب بعض المسؤولين السياسيين أو القيادات المحلية أو الأمنية تجاه الكنائس القبطية المسيحية المصرية وشعبها، خاصة وأن مصر في عصر الجمهورية الجديدة، القيادة السياسية مخلصة في  تدشين وتأكيد أسس المواطنة المصرية، القائمة علي المواطنة الكاملة، والمساواة في الحقوق والواجبات بين كل المصريين بغض النظر عن الدين أو الملة أو اللون أو الإقليم، خاصة وأن هناك رئيس وطني، يؤمن بهوية الدولة المصرية الوطنية، وليس أي هويات أخري شأن بقية الجماعات الإرهابية، التي كانت تؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة علي القرار السياسي والمحلي، وتقود للتعنت والتشدد والتطرف في الموافقة علي بناء الكنائس.   ֍ ويكفي أن نتذكر ولا ننسي مدى وطنية الأقباط، والتي أكدها كل الرؤساء الروحيين للكنيسة القبطية الارثوذكسية، ونذكر هناك بمثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث الذي قال مقولته التي لا تنسي أن: "مصر وطنا يعيش فينا، وليس وطن نعيش فيه". وأكد قداسة البابا تواضروس الثاني، عندما حاولت الأجنحة العسكرية للجماعات الإرهابية الضغط علي الدولة المصرية خلال ثورة يونيه 2013، لمهاجمة الأقباط وقتلهم وحرق كنائسهم، لتفتيت الدولة المصرية وإحداث فتنة فيها، تتطور إلي نتائج مدمرة، لكن البابا تواضروس قال مقولته، التي لا يمكن لأحد أن ينساها: "وطني بدون كنائس .. خير من كنائس بلا وطن"، وهذا يؤكد مدى إيمان أقباط مصر المسيحيين بالهوية والدولة المصرية التي تأتي في مقدمة الأولويات، ويمثلون لها دعما غير محدود حتي لو كان هذا علي حساب حياتهم وحريتهم الدينية وكنائسهم. تشييع جثامين حريق كنيسة امبابة ֍ متي نري مثل هذه التقارير حول التدقيق الهندسي لاشتراطات السلامة والأمن داخل المباني الكنيسة، لسلامة الشعب، من مختلف الأعمار، أطفال وشباب وعائلات وكبار سن، ممن يذهبون إلى الكنيسة من أجل الصلاة إلى الله، بكل محبة وتواضع، دون أن يمثل هذا تهديدا لأي جماعة أو مساسا باستقرار وتنمية وتطور المجتمع المصري.