د. نعمات موافي تكتب: مراهم التمرد الإيجابي
كثيراً ما أسمع وأري من خلال وسائل السوشيال ميديا التعليقات لللائي يشتكين من طفح بكابورتات الثقافة الذكورية البغيضة ولسان حالهن:
- ليست لدي مشكلة محددة بعينها، لكنني مش لاقية نفسى
- أنني في حاجة ماسة إلى الفضفضة لتصريف مكبوتتاتي وضغوطاتي المجتمعية
- لا يمكنني تقييم نفسى يعنى ببساطة مش عارفة أنا إنسانة كويسة ولا عايشه اللالا أى فى التواهان؟
- حياتى فاضية جداً وعالمى محدود، حاسه أني تافهة، بصراحة وكأني كَالْعُصَافَةِ الَّتِي تُذَرِّيهَا الرِّيحُ
- عندى شك دائم فى حب الناس ليَّ،
- عارفة أن أهلي يحبونني، يمكن لأني ابنتهم وهم مجبرون على حبي ولكنه حب روتيني لأنني فى عهدتهم وهم وكلاء على،
- حاسة إنى ماليش طموح، أنا عايشة ليه؟، وإيه أهمية الدنيا دى؟ يعني عايشه يومي وعدا بخيره وشره،
- ذهني يفيض بأسئلة مُحرجة وجارحة لأنها تفضحني أمام نفسى،
- فجأة ألاقي نفسي بأقول طب لما أنا مش مُحددة بأى شىء فى حياتى، طيب أنا عايشه ليه؟
وغيره من أعراض الحساسية والإرتكاريا الحادة المؤلمة والطفح الجلدي والهرش الناتج عن البيئة الذكورية المحيطة بمن اسمعهن، مما يجعلني حائرة متألمة وأنا أكتب لهم روشتة العلاج، لأن الرد غير مقبول والإجابة معروفة ويرونها بدعة وضلالة.. وهي:
أن ما تعانيه هو ارتكاريا بسبب تقاليع وفقاقيع ذكورية سادية، ينبغي أن تقاوميها بمراهم التمرد الإيجابي.
وعندما تصف الانثى نفسها بالتافهة والغبية.. وتقوم بإطلاق الصفات السلبية على نفسها، وتصدق ما تقوله وتطلقه على حياتها.. وتزرعه فى ذهنها فتحصده فى واقعها، بل وتأكد للوأدوين نجاحهم فى دفنها، حتى صارت، لها اسم انها حية وهي ميتة!!!
عزيزتي الأنثى الجميلة، يا صورة الرحمن، مهلاً على نفسك.
أيتها المخلوقة الجميلة الروح والنفس والجسد، دعك من الأحكام المطلقة بالنقصان والدونية والخزعبلات العجائزية والغباوات البداوية وعادات الأجلاف الصحراوية، لتكتشفين نفسك الجلية وحياتك وشخصيتك البهية..
لذلك من الأفضل أن نتحدث بطريقة عملية وبشكل صحيح ناضج على الطريقة التى تخرجك من دائرة الموروثات البالية والمليئة بالسادية:
أولا: أنت الوحيدة القادرة على إسعاد نفسك.. والسعادة تنشأ وتُخلق وتنبع من داخلك وليس من ظروفك المحيطة بك، فالمولى حباكي بالصفات الجميلة والرائعة من ذهن نقي ومشاعر فياضة وإرادة حرة وروحاً شفافة بلورية على صورة الرحمن،
فاحرصي جيداً أن تركزين عليها، فإذا ركزت على ما هو إيجابى فى شخصيتك سيزداد وتتطور لتصل لشطوط المحبة والفرح والسلام،
وإن ركزت على كل ما هو سلبى فى حياتك.. سيزداد وتتفاقم ويشدك لحضيض الكراهية لنفسك والغم الحيرة.
لهذا، فالحل أولا بيديك.. كونى إيجابية، وعادلة مع نفسك..
لهذا سأدلك على التدريب الأول وهو: استرخى تماماً.. وحاولي أن تنظري لنفسك من الخارج والداخل معا، واكتبى قائمة بكل الإيجابيات والسلبيات الموجودة في شخصيتك وحياتك.
ثانيا: لكى تعدلى من سلبياتك وتصححيها تصليحها.. لابد أن تكونى رحيمة بذاتك وقولى لنفسك:
أعرف أن، لدى نقاط ضعف.. أتقبلها .. وأحاول تعديلها بالتدريج.
أدعوك أن تذكرى نفسك بأن التحدى الحقيقى هو أن نستخدم النعمات الإلهية فى أنه وهب لنا العقل الراجح والفهم المتجدد لكى نواجه به أنفسنا والعالم ونحاول تطوير حياتنا للأفضل.
ثالثا: أغلقي وسائل التواصل فى السوشيال ميديا وقللي منها على قدر المستطاع، وضعي لنفسك أهداف تطالبين نفسك بتحقيقها، وأنتى أكثر الناس معرفة بأحتياجاتك المعرفية والعلمية وغيرها من الأمور التى ترفع شأنك مجتمعياً وعائلياً، وتحقيق رغباتك الصادقة فى فعل وإنجاز كل الأشياء المهمة لتقدمك..
ولهذا عليك أن تتأملي نفسك قليلاً وتسألينها عما تحبينه.. ما هي هواياتك المفضلة والتى تسعدك عندما تمارسينها؟
وما الذي تجيدينه، ما الذي تتمنين معرفته وإتقانه....
ولكن أحذري وأرجوك ألا تبادرى بالحكم على نفسك قائلة:
& ما باعرفش أعمل حاجة، ماعنديش هوايات.. إلخ من كل هذا الكلام السلبى المُحبط، بالتأكيد أنت تمتلكين مميزات كثيرة تستطيعين من خلالها أن تنجزى شيئا له أهمية.. وكلمة السر.. هي " ما تفكرينه على نفسك، وما تقولينه لذاتك وتؤمني به، سيتحقق وترينه" .
رابعا: أنسى ما هو وراء من ماضي، أمتدي نحو الأمام، ابدئي بنفسك الأن.. تأمليها.. أحببيها.. تصالحي معها.. خذى بيديها..
دربي نفسك على قبول قدراتك وانتقاديها بموضوعية وحب.. واعرفي أنك مازلت تتحسسين الخطوات الأولى فى الحياة المجيدة، فأنك تملكين طاقة هائلة فى حاجة إلى توظيفها واستثمارها وحسن استغلالها وستذهلين من حجم الطاقات التى وهبها الله لك.. فقط ثقي بنفسك..
وركزى على ما هو جميل وإيجابي بداخلك..
ولا تنسي أن فرح الله هو قوتك..
ودمتم فى ملء المجد الداخلي وفي الصورة البهية المرئية الخارجية.