مجدي حنين يكتب: صديقي الذي خان
يحكى أنه كان في قرية نائية من صعيد مصر شاب ذكي ومتفوق جدا في دراسته الثانوية وقد حصل للتو على مجموع عالي واتفقت أسرته على ضرورة إن يرسلوه إلى المدينة لإكمال تعليمه الجامعي، وبالفعل ذهب إلى هناك وفى الجامعة تعرف على أحد الشباب المقيمين في نفس المدينة فحدثت بينهم صداقة ازدادت مع الأيام حتى أصبح الواحد منهم تؤام لروح الأخر.
وأضحى هذ الشاب المغترب واحد من أفراد أسرة الشاب الأخر وانغمس معهم في علاقة محبة وصداقة وتأخى ومرت الأيام وتخرج الاثنين من الجامعة وقرروا إن يبدئوا حياتهم بمشروع مشترك بينهم، وبالفعل وبمساعدة الأسرتين استطاعوا إن يبدئوا مشروعهم الذي اخذ كل وقتهم، وبالفعل بعد جهد ومثابرة نجح المشروع وأصبح يدر دخل عالي جدا بل وقاموا بإنشاء فروع لهم.
وفى إثناء ذلك تقدم الشاب المغترب لخطبة إحدى الفتيات ووافقت وتم الزواج وكان الجميع في سعادة وسلام إلى أن جاءت فرصة للشاب الأخر الذي كان يريد أن يستكمل تعليمه، وقد أرسلت له إحدى الجامعات المرموقة منحة لدراسات عليا لمدة ٣ سنوات.
وصارح صديقه بهذا فرحب بالفكرة بل وشجعه عليها واتفقوا على إن كل شيء سيكون تحت إدارة الشاب المغترب إلى إن يعود الأخر ومرت الثلاث سنوات، وعاد صديقه ولكن المفاجأة أنه وجد كل شيء قد تحول إلى ملكية الشاب المغترب ولم يترك له أي شيء، وأيضا كان يرفض تماما فكرة الجلوس مع صديقه حتى يخبره لماذا فعل به هذا.
وأخيرا وبعد وساطة من أشخاص قرروا الجلوس بين الصديقين ومحاولة الصلح بينهم وفى المعاد المتفق عليه، قال الشاب المغترب أنه فعل هذا لان صديقه خانه، وفكر في السفر إلى الخارج ليستكمل دراسته وخطط لذلك دون علمه بل وانه استغل وجوده لكي لا يخسر شيء.
إما الشاب الأخر فقال إن صديقة خانة بأنه بيت النية ووافق على السفر والدراسة له لكي ينفرد بالمشروع ويطرد منه... والآن هذا هو السؤال: ترى من هو الصديق الذي خان الأخر من وجهة نظرك؟