خالد منتصر يكتب: بين الشماعة والفزاعة
د. خالد منتصر
العقل السلفي لا يستطيع أن يعيش إلا بالشماعة والفزاعة، يعلق فشله على شماعة الغرب الذي يحاربه ويضطهده ويستعمره، ولكي يقنع الأتباع ويضم أتباعاً جدد يستخدم فزاعة الموت والقبر والآخرة وباربكيو جهنم ولدغة الثعبان الأقرع وزحف الشيخوخة وتمكن المرض.
تعالوا نناقش أولاً الشماعة، لقد تحررنا من الاستعمار منذ عشرات السنوات وبعض الدول اقتربت من القرن، ومازلنا حتى هذه اللحظة وبمرور كل هذا الزمن نتسول من رغيف العيش والدواء حتى السيارة والصاروخ من هؤلاء المستعمرين الذين تركونا منذ زمن طويل وحملوا عصاهم ورحلوا، معك كل الحق أن تكره احتلالهم لبلادك، ولكن ليس لك الحق في أن تكره منهج تفكيرهم العلمي الذي أوصلهم الى تلك المنجزات العظيمة، تركوك لكنك أدمنت الكسل ولم تقطع الحبل السري معهم وأدمنت الاعتماد عليهم وأقنعت نفسك أن الله قد سخر هؤلاء الكفرة لخدمة حضرتك لأنك ابن خير أمة ، يحاربونك ويضطهدونك ويعطلونك على ايه؟؟ ماذا نمثل نحن خير أمة في ميزان الأمم الاقتصادي والحضاري الآن؟ لو اختفى علماؤنا من العالم بكتب فقههم كلها، ماذا سيخسر العالم؟!
أما الفزاعة فقد ظهرت منذ أسبوع في صورة الفنانة ميرفت أمين في عزاء المخرج علي عبد الخالق، كتب المزاج السلفي المصري سطوراً من عار، عن كبر السن وشوفوا الزمن والحقي آخرتك ياحاجة وماعملتيش حساب اليوم ده ….الخ
وكأن تجاعيدنا عقاب رباني !!!
وطبعاً حدث ولا حرج عن ما كتب بعد موت نوال السعداوي وسيد القمني ووائل الابراشي ..الخ والفرحة الغامرة والشماتة الهائلة في موتهم وطلب العظة حتى يرتدع من لم يرتدع بعد .
كأنهم حصلوا على كارنيه الجنة ونتيجة الآخرة من الكنترول .
لم تعد تلك الشماعة تضمد جراح تخلفنا وتوهمنا بأن لو الغرب رفع ايده عننا سننطلق، ولم تعد تلك الفزاعة تخيف شبابنا الجديد الذي كشف ألاعيبكم وخداعكم وأساطيركم من خلال الشبكة العنكبوتية، وكل المسكوت عنه الذي كنتم تخفونه عن شعب لا يقرأ مجلداتكم الصفراء.
عقلنا يحتاج مواجهة حقيقية وصدق مع النفس بدون شماعات، ويحتاج أيضاً قدرة تمرد وشجاعة سؤال وبحث وشك في كل الموروث، بدون خشية من أي فزاعات .