جورج موسى يكتب: ماذا يخبئ القدر لمصر في 11/11
انتشرت دعوات الخروج للتظاهر في ربوع المحروسة في الحادي عشر من نوفمبر القادم عقب تردي الأحوال المعيشية للمصريين في ظل الأزمة الطاحنة التي يمر بها العالم نتيجة تعاقب حدوث أزمتي وباء كورونا ثم الحرب الروسية علي أوكرانيا ، والحق أن المواطن المصري لم يعد يحتمل المزيد من الضغوط في شتي مناحي الحياة ولا شك أن دعوات الخروج للتظاهر قد تلاقي قبول عند قطاع من الشعب بينما سينظر القطاع الآخر بكثير من القلق من انفلات الأمور وتكرار سيناريو أحداث ثورة 25 يناير وربما أسوأ ووسط هذا كله نترقب نحن المصريون في الخارج ماذا سيحدث بكثير من القلق على مصر وعلى الأهل في الداخل. وربما أود أن أشاركك عزيزي القارئ بعض النقاط التي تدور في رأسي البسيط حول بلادي في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها مصر:
(1) الرئيس عبد الفتاح السيسي يحتاج أن يمارس فضيلة الصمت الآن ولابد له أن يعلم أن أفضل شيء يمكن أن يقوم به في هذا الوقت هو أن يصمت قليلاً لأنه يقيناً حينما يتحدث بالساعات بطريقته المعهودة دون التحضير الكافي لكلمته فإن ثمن هذا قد يكون باهظاً علينا جميعاً، سيادة الرئيس سبق وأن قال لك مستشاريك على حد قولك وكما قلت أنت شخصياً أنهم وصل بهم الأمر أن يقَّبلوا يدك حتى لا ترد علي المقاول محمد علي في موضوع القصور الرئاسية وأنت رددت بأنك بنيت قصوراً رئاسية وستبني.. وستبني.. وستبني واليوم الشعب أصبح عنده يقيناً أنك تأخذ ماله وتحرمه من حاجاته الأساسية لأنك تبني قصوراً باعترافك أنت شخصياً، ويقيناً أنت لا تبني القصور للشعب ولكن القصور تُبني للرؤساء يا سيادة الرئيس أي لكي تسكنها أنت وأنت وحدك!
(2) لن يستطيع إعلامي أن يجعل مواطناً غاضباً من عدم قدرته على إطعام فلذات أكباده يرضي لأنه يكرر له أن العالم كله يعاني وأن عليه التحمل كما يتحمل مواطن فرنسا وألمانيا مكرراً له الكثير من أنصاف الحقائق وآلاف الأكاذيب! المصريون لا يثقون في إعلام السلطة وينعتونهم بالمنافقين والجميع يعلم ذلك وأولهم إعلاميي السلطة! و"سلملي على السياق"
(3) أنا لا أفهم ما هو السياق الذي تحدث عنه الرئيس والذي يدافع عنه الرئيس بل والذي يفتخر به سيادة الرئيس والذي يطالب الشعب بالالتفاف حوله والدفاع عنه، ما أعلمه أن هذا السياق جعل البعض يلتف حول جمال مبارك ويقبل يده ويسبح بحمد زمن مبارك الذي خرج عليه منذ سنوات وأن الرئيس السيسي خرج مقموصاً من هذا المشهد مع يوسف الحسيني في برنامجه (الذي لا يتابعه أحد)، ولأن الشيء بالشيء يذكر لا أفهم من هو هذا العبقري الذي أشار على الرئيس للخروج علينا عبر منصة يوسف الحسيني الإعلامي الذي خدع المصريين منذ أقل من شهرين لإيداع مدخراتهم الدولارية في البنوك المصرية قبل ميعاداً محدداً في شهر سبتمبر الماضي مدعياً كذباً أنه ينبههم لمصلحتهم ليس أكثر وأتضح كذب روايته بالجملة، فماذا تتنظر يا سيادة الرئيس بعد هذه المداخلة التليفزيونية؟! بماذا سيشعر المصريين تجاه حديثك هذا مع اعلامي مخادع لم تمضي على خديعته لهم سوى بضعة أسابيع؟! بالمناسبة سلوك يوسف الحسيني وتودده وتملقه الفج ووقوفه لمدة ساعة وعشرون دقيقة مستمعاً لكلام الرئيس له دلالات على سمات شخصية يوسف سأترك القارئ العزيز يخمن ما هي!
(4) الذي يعتقد أن المصريين لن يخرجوا على نظام السيسي لدوره في ثورة يونيو واهم ووهمه هذا وهماً مركباً، فالمصريين خرجوا على مبارك وهو بطل حرب أكتوبر في يناير وخلعوه وخرجوا من قبله على السادات وهو صاحب قرار العبور لمجرد أن الأسعار ارتفعت قروشاً قليلة في ما أطلق عليه السادات كذباً بعد ذلك "انتفاضة الحرامية"، فالشعب المصري لا يحب من يمن عليه ويرفض المن أو حتى مجرد التلميح به والرئيس السيسي لسنوات طوال يمن علينا بما فعل، ولكن أغلب المصريون الذين يرفضوا الخروج على النظام الحالي لن يخرجوا لسبباً واحداً وهو خوفهم من تكرار سيناريو الفوضى والانفلات الأمني التي عاشوها منذ سنوات قليلة! لقد كان كابوساً بحق!
(5) لا أعتقد أنه كان من الحكمة في شيء في هذا التوقيت التلميح بإلغاء مجانية التعليم كما أنه لم يكن من الحكمة سابقاً الحديث عن إلغاء دعم الخبز! كما أنه لم يكن من اللائق حديث الرئيس عن نفسه بأنه البطل المغوار وأنه أيقونة كما لم يكن من اللائق سابقاً عمل مسلسلاً درامياً يمجد شخص الرئيس بصفته وشخصه بينما هو ما يزال في سدة الحكم! كما لا يليق أن يخرج رئيس الجمهورية يهدد خصومه أو من له وجهة نظر مختلفة عنه بما يملك من معلومات أيام ما كان مسؤولاً عن المخابرات والأجهزة الأمنية! هذا لا يليق برئيس مصر!
(6) سؤال يدور في خلدي، ماذا سيكون وضع الأقلية القبطية حال سقوط هذا النظام بينما تغالي المؤسسة الكنسية ورجال دين أقباط كُثر في تمجيد وتعظيم والدفاع عن شخص الرئيس بشكل مبالغ فيه جداً! مجرد سؤال ومليون علامة استفهام.
(7) لا أتفق مع القائل بأن سقوط هذا النظام عن طريق الثورة عليه هو الحل فثورة ثالثة ستقضي علي الأخضر واليابس في مصر ولكن الحل أن يكمل الرئيس مدته ولا يترشح مرة أخرى أو حتى يفكر في الترشح ويعلن هذا من الآن، فكلنا يعلم أن هذا النظام كله يتلخص في شخص الرئيس وأفكار الرئيس وأحاديث الرئيس (الشيقة) وفيما يبدو أن التجربة أثبتت أن الشعب لن يكون سعيداً بهذه الأفكار وهذا الشخص وهذه الأحاديث بل لم يعد مهتماً بالاستماع إليه وتصديقه كما كان في السابق!
(8) سيادة الرئيس لا أفهم كيف يتسق قربك من الله مع موت شادي حبش في سجونك لمجرد أنه قام بعمل أغنية لا تعجبك ولا سنوات السجن التي قضاها شادي الغزالي حرب بعيداً عن زوجته وبنته ولا سنوات عمر زياد العليمي التي ضاعت في المعتقل ولا التي قضاها رامي كامل ويقضيها علاء عبد الفتاح وغيرهم لمجرد اختلافهم في الرأي معك! سيادة الرئيس أي رب يرضي عن هذا؟! سيادة الرئيس في شهور حكمك المتبقية أطلق سراح معتقليك السياسيين وكفاهم ما عانوه لعل الله يمسح دموع الأمهات والزوجات والآباء والأبناء بعد سنين المرار التي عاشوها محرومين من ذويهم
(9) ألف مبروك لخروج زياد العليمي، يا زياد على قدر فرحة جميع الأحرار بخروجك على قدر حبنا واحترامنا لوالدتك السيدة إكرام يوسف! حقاً لا ضاع حقاً وراءه إكرام يوسف... سلاماً ومحبة واحترام للسيدة أكرام
(10) أخيراً وليس آخراً ... لك يا مصر السلامة وسلاماً يا بلادي!