6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس استثمار 100 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي تطوير أول حارس إنقاذ بالذكاء الاصطناعي في الأنهار

عاطف حنا يكتب: ملـكوت الله سيـمتد ... كَفَاكُنا دَوَرَانٌا (5)

سبي لوط، و ُاخذ هو وماله أسير أو ذليل إذ يقول الكتاب المقدس وَأَخَذُوا لُوطاً ابْنَ أَخِي أَبْرَامَ وَأَمْلاَكَهُ وَمَضَوْا، إِذْ كَانَ سَاكِنًا فِي سَدُومَ. (التكوين ١٤: ١٢). أرجوك أن تعيد قراءة الآية مرة أخرى، إذ كان ساكناً في سدوم، كلنا بلا استثناء يمكن أن تنطبق علينا هذه السطور، إذ سكنا في سدوم و وضعنا جذور أقدامنا في العالم الشرير سوف نسبي بلا شك من العدو، لكن شكراً للرب أن هنالك إبرام، رجل الله، أو بالأحرى يوجد من هو كائن قبل إبراهيم حيث قال عن نفسه * قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ». (يوحنا ٨: ٥٨)، يسوع هو من يحررنا من السبي الحقيقي من قبضة عدو وسيد قاسي لا يرحم بل قال عنه يسوع * ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ البدء، وهنا لا ألقى باللوم على رئيس هذا العالم، إبليس فهذه طبيعته منذ البدء، ولكن كل اللوم على انا وأنت ولوط (البارين) الذين وضعوا أنفسهم في مكان خطأ، كان من المفترض أن لا يكونا في هذا المكان. فكثير من مؤمني هذا الزمان وضعوا أنفسهم في المكان الخطأ لذا النتيجة الطبيعية أن تكون في المكان الخطأ هو الدوران في دوائر، والمكان الخطأ الذي اقصده هنا ليس مكان جغرافي. فعندما نأخذ مثال من العهد القديم، حيث الرمز والظل والمثال، يكون المكان الجغرافي هو إشارة إلى مكان روحي في العهد الجديد، حيث تجسد الرب وظهور الرب في الجسد وضع المؤمن في المسيح، أي في حالة خارج الحدود الجغرافية!!؟ فوجود لوط في المكان الخطأ، علاوة على إنه سبي في تكوين ١٤، لا نسمع عن لوط نهائيا حتى تكوين ١٩، أي غياب لوط من المشهد الروحي خلال ٥ إصحاحات كاملة وهذا في عرف الكتاب مدة ليست بقصيرة، فما بالك في عمر الإنسان المحدود أن يغيب عن المشهد الروحي أي يضع نفسه خارج المجال الإلهي، إنها كارثة!!، وهذا قمة الجفاف الروحي. ومع عودة لوط للمشهد مرة أخرى في تكوين ١٩، يذكر الكتاب المقدس وضع لوط، الإنسان الساكن خارج المجال الإلهي، فيقول الروح القدس، فَجَاءَ الْمَلاَكَانِ إِلَى سَدُومَ مَسَاءً، وَكَانَ لُوطٌ جَالِسًا فِي بَابِ سَدُومَ. فَلَمَّا رَآهُمَا لُوطٌ قَامَ لاسْتِقْبَالِهِمَا، وَسَجَدَ بِوَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ. (التكوين ١٩: ١) جاء الملاكان بعد مقابلة حارة بين الرب وإبراهيم تخللها وعد الرب لإبراهيم بنسل يأتي منه المسيح وبركه ليست قاصرة على شعب بعينه بل بركة إبراهيم لكل الأمم من خلال النسل المقدس، يسوع المسيح. والمفارقة انه عندما جاء الملاكان آتيا لوحدهما وتقابلا مع لوط في حين أن الرب كان ولا  يزال واقف مع إبراهيم في حديث و لا أروع إن دل على شيء فيدل علي الدالة العميقة بين إبراهيم و الرب أو بمعني آخر تدل علي صلاح الرب الذي لا يحد، أن يدخل في مناقشة مع تراب كما قال إبراهيم عن نفسه، فَأَجَابَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «إِنِّي قَدْ شَرَعْتُ أُكَلِّمُ الْمَوْلَى وَأَنَا تُرَابٌ وَرَمَادٌ. (التكوين ١٨: ٢٧) فهنا المفارقة، إبراهيم يتكلم مع الرب نفسه ويتحاور معه ويدخل في سيجال مع الرب، والرب يقبل بمحاورة إبراهيم بل يقدم تنازلات قائلا فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ مِنْ أَجْلِ الْعَشَرَةِ». (التكوين ١٨: ٣٢) على الجانب الآخر فمكانة لوط في مدينة سدوم وعمورة كانت توحي بما   وصل إليه لوط في هذه المدينة، إذ يقول الكتاب المقدس كما ذكرت سالفا إنه كان جالساً في باب المدينة أي أصبح لوط من من يجلسون ويستريحون للوضع الذي هم فيه، وهنا يذكرني الروح القدس بآية في سفر ارميا تقول «مُسْتَرِيحٌ مُوآبُ مُنْذُ صِبَاهُ، وَهُوَ مُسْتَقِرٌّ عَلَى دُرْدِيِّهِ، وَلَمْ يُفْرَغْ مِنْ إِنَاءٍ إِلَى إِنَاءٍ، وَلَمْ يَذْهَبْ إِلَى السَّبْيِ. لِذلِكَ بَقِيَ طَعْمُهُ فِيهِ، وَرَائِحَتُهُ لَمْ تَتَغَيَّرْ. (إرميا ٤٨: ١١)، والشيء بالشيء يذكر!! وهذا الولد "موآب" من ذاك الاب "لوط" احذر عزيزي القارئ من الدوران في دوائر، احذر من تسكن في العالم وتُسكن العالم داخلك، احذر من أن تجلس وتستريح "راحة بمنطق العالم" في باب المدينة أي تتأقلم مع وضعك في العالم ولسان حالك اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفوش أو لسان حالك أن هذه هي الحياة، وأيام تمر بلا جدوى وبلا ثمر روحي... نستكمل قصة دوران لوط في الأسابيع القادمة!!! أرجوك أن لا تستثني نفسك عندما تقرأ هذه السطور.