عاطف حنا يكتب: ملكوت اللـًه...سيمتد... مَا طَهَّرَهُ اللهُ لاَ تُدَنِّسْهُ أَنْتَ!!!
أحشائي، أحشائي! توجعني جدران قلبي. يئن في قلبي. لا أستطيع السكوت. لأنك سمعت يا نفسي صوت البوق وهتاف الحرب. (ارميا ٤: ١٩)
وهنا اقصد بالحرب الروحية التي يتزعمها إبليس وجنوده ضد شعب الرب (أولاد الرب الحقيقيين) في العالم ليست كالحرب في إيام ارميا عندما سبي الشعب علي يد ملك بابل وآشور! فالحرب في هذا الزمان تأتي غالباً من الداخل، من داخل الكنيسة، فعلي مدار التاريخ الكنسي أصعب حرب أرهقت الكنيسة هي الحرب من الداخل ليست الاضطهاد أو الضيقة أو حتى الذين هم من خارج الكنيسة، لكنها التعاليم الغريبة التي أرهقت ومازالت ترهق الكنيسة على مر العصور!!
انتابني حزن شديد ووجع في قلبي لما سمعته علي الميديا الأسبوع المنصرم، فيديو متداول لكاهن من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مع كامل الأسف يدعي فيه بالحرف إن جواز البروتستانت "الإنجيلين" باطل بل زنا، انا تخليت إن هذا الفيديو مركب بطريقة أو بأخرى مِن مَن يدعون انفسهم انهم حماة الإيمان أو أي فصيل آخر يتصيد في المية العكرة كما يقولون آو شخص يريد الوقيعة بين الطوائف المسيحية ،،، فلم اصدق هذا الهراء في بادئ الأمر و تجاهلته و لكن كلما فتحت موقع من مواقع السوشيال ميديا اجد هذا الفيديو بل نشطاء الميديا بحثوا و فتشوا حتى أتوا باسم هذا الكاهن وفي أي كنيسة يخدم.
انا هنا لا أريد أن أخوض في تاريخ الزواج الكنسي أو المدني ولا أريد أن أخوض في الفرق بين الزواج في العهد القديم والجديد ولا أريد أن أخوض في الفرق ما بين الزواج عند الأرثوذكس الأقباط المصريين - الذين انا واحد منهم واعتز بذلك - وبين الطوائف المسيحية الأخرى، ولا أريد أن اكتب مقال عن التعريف والتفريق بين هذا وذاك، لكني أريد أن ألقي بالضوء على ألف باء المسيحية!!
مسيحي لا تعني أنك تنتمي لفكره أو معرفة ذهنية أو إنك تنتمي لأسرة مسيحية ...
يجوز أنك قرأت الكتاب المقدس و لديك معرفه ذهنية و تحفظ بعض أو معظم آيات الإنجيل أو كنت ذهبت إلى مدارس الأحد في طفولتك، أو انك في خدمة في الصفوف الأولى في كنيستك أو لك مركز مرموقاً في طائفتك، لكن لم تعرف الشخص الذي هو موضوع الإنجيل ولم تتقابل معه ابدأ، ولا مرة في حياتك عينك نظرت في وجهه ونظرت عيناه كالحمام على مجاري المياه، مغسولتان باللبن، جالستان في وقبيهما. (نشيد الأنشاد ٥: ١٢) ففي هذه الإعداد من سفر نشيد الانشاد قد رأت العروس (انت وانا) عيني حبيبها (يسوع)كالحمام على مجاري المياه" تعبيرا عن اللطف والوداعة كما رأت فيهما أجمل صورة للطهارة والنقاوة "مغسولتان باللبن" فعواطف المحبة واللطف والحنان تشع من هاتين العينين، ولكنهما في الوقت نفسه تفيضان طهارة وقداسة، وهذه الصفات مجتمعة معا _ اللطف والحنان مع الطهارة والقداسة _ هي ما يريد أن تتصف بها عروسه وحبيبته.
فهل أنت تتصف بهذه الصفات على الأقل من ناحية أخواتك في الإنسانية، أم أنت تأخذ موقف العبد البطال الذي سامحه سيده بالكثير، أما هو فرفض أن يرحم اخوه في الإنسانية، فاسمع ما يقوله الكتاب المقدس على فم الرب " فدعاه حينئذ سيده وقال له: أيها العبد الشرير، كل ذلك الدين تركته لك لأنك طلبت إلي. أفما كان ينبغي أنك أنت أيضا ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا؟". (متى ١٨: ٣٢، ٣٣)
هل اختبرت نفسك؟! من تكون، هل أنت العروس بحسب قلب الرب التي تتصف بالوداعة والطهارة والقداسة واللطف تجاه العريس وبالتبعية تجاه الإخوة؟! أم أنت ذاك العبد الشرير الذي يصنف أخواته تصنيف راديكاليا على أساس طائفي لا أساس له لا في الكتاب المقدس ولا في تعليم أباء الكنيسة الأولى ولا سمعنا عنه من أباء كنيستنا المرتشدين بالروح القدس؛ أين نحن من يوحنا ويعقوب إخوة عندما قالا للرب أن تنزل نار من السماء على مدينة السامرة، فانتهرهما الرب ...فلما رأى ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا، قالا: «يارب، أتريد أن نقول إن تنزل نار من السماء فتفنيهم، كما فعل إيليا أيضا؟» فالتفت وانتهرهما وقال:«لستما تعلمان من أي روح أنتما!» (لوقا ٩: ٥٤، ٥٥)
من أي روح أنت يا من تدين غيرك هو لمولاه كما قال العظيم في الرسل بولس....
من أنت الذي تدين عبد غيرك؟ هو لمولاه يثبت أو يسقط. ولكنه سيثبت، لأن الله قادر أن يثبته. (رومية ١٤: ٤)
أين أنت وأنا من بطرس الذي مجرد أن رفض أن يذهب الي كرنيلوس فظهر له الرب في حلم ...فَقَالَ بُطْرُسُ:«كَلاَّ يَارَبُّ! لأَنِّي لَمْ آكُلْ قَطُّ شَيْئًا دَنِسًا أَوْ نَجِسًا». ١٥ فَصَارَ إِلَيْهِ أَيْضًا صَوْتٌ ثَانِيَةً:«مَا طَهَّرَهُ اللهُ لاَ تُدَنِّسْهُ أَنْتَ!» (أعمال الرسل ١٠: ١٤، ١٥) «مَا طَهَّرَهُ اللهُ لاَ تُدَنِّسْهُ أَنْتَ!!!
ارحموا الأجيال الجديدة من هذا الهراء
استقيموا ....... يرحمكم الله....