6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس استثمار 100 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي تطوير أول حارس إنقاذ بالذكاء الاصطناعي في الأنهار

جورج موسى يكتب: وفجأة يرحلون!

لماذا لا نشعر بقيمة الإنسان إلا بعد رحيله؟! لماذا كل هذا الجمود؟! مصدوم حقاً من حقيقة أننا نتغير بالرحيل! فقط بالرحيل! قبل الرحيل قلوبنا غليظة قاسية! لا تسمع ولا تري ولا ترق لحال بعضنا البعض بل ربما لا تراهم وربما تقلل من قيمة ما يعانون! نتركهم يصرخون ويصرخون ويصرخون ولكننا لا نبالي لأننا لا نتخيل أنهم سيرحلون يوماً! نتخيل أن حياتنا معهم سرمدية، وأن بقائهم معنا من طبائع الأمور! وانهم كانوا بالأمس هنا وها هم اليوم هنا وسيظلوا هنا إلى الأبد ولن يتغير هذا الأمر! لا نعلم أنهم سيرحلون وربما قريباً وقريباً جداً وجداً وجداً ولكننا لا نبالي أو لا نفهم لا أعلم! بعض الراحلون يصرخون ألماً قبل الرحيل وتارة يصرخون صمتاً وتارة يعرجون ما بين الصراخ والصمت ولكن لا حياة لمن تنادي لا الصراخ سمعناه ولا الصمت فهمناه وتجاهلنا الأمر بالكلية! نرى بعضهم يضمحل أمامنا شيئاً فشيئاً ولكننا نتركه حتى يتلاشى بالكلية أو يقرر الرحيل من حولنا! أصبحت قلوبنا غليظة قاسية لا تفهم ولا تريد أن تفهم أنك حين تفرش الطريق بالألم فنهاية هذا الطريق الحتمية لن تكون سوي الرحيل! والرحيل أنواع، البعض لا يحتمل جسده فيغلبه الموت فيرحل والبعض يرحل هارباً يلملم شتات نفسه أو ما تبقي منها تاركاً محيط ألمه يبحث عن بداية جديدة، والبعض يرحل بعقله والبعض يظل ولكن ترحل مشاعره عن المكان وما فيه فيصبح وجوده والعدم سواء! ويبقي السؤال لماذا لا نتغير سوى بالرحيل؟! لماذا لا نعلم قيمة من حولنا إلا حينما يرحلون؟! لماذا لا نسمع صوت العقل والعلم الذي يقول إنه لا جبال بين البشر وأنه لا أحد يحتمل فوق ما يطيق إلى الأبد؟! هذا الذي لا تشعر به اليوم سيأتي يوماً وتشتاق لطيفه في المنام ولن تحصل عليه! ستحدث صورته على الحائط باكياً! ستنظر إلى مكان جلوسه بالساعات تستعيد الذكريات وستمر بيدك على معطفه المعلق تتلمس ذلك المعطف الذي كان يرتديه ثم ستقترب تتنفس رائحته في المعطف باكياً منتظراً أن يعود صاحبه لبرهه ولن يعود! ستغمر دموعك معطفه وستعود لتعلقه كما كان وستعود وحدك تتجرع المرارة مرتين، مرارة رحيله ومرارة أنك لم تشعر بألمه حين صرخ وحين صمت حتى رحل! ترفقوا ببعض فإن الأيام شريرة وأشعروا ببعض، فإن عاقبة الجمود وخيمة، وإذا حدثك أحدهم أنه لم يعد يحتمل فلا تستهين بكلماته فإن المرء يشعر بنفسه وقدرته على الاحتمال أكثر مما يشعر به الآخرون، وأنظروا للأمور بعين الآخر وقلب الآخر ومشاعر الآخر لا بعينكم أنتم، فإن البشر مختلفون! لا تتركوهم يرحلون فإن رحيلهم لن يطاق! أشعروا ببعضكم بعضاً قبل فوات الأوان!