مجدي حنين يكتب: يا ريس البلد كلها ”اتسلفت”
في بداية حكم سيدي رئيس مصر سيادة المشير عبد الفتاح السيسي كانت تملأ النفوس والقلوب آمال عودة الوطن والمواطنة، ولما لا؟!... والرجل شديد الصدق وإيمانه في وطنه وفى مستقبله كان قوى جدا، وخصوصا أن مصر بعد الإخوان كانت مهيأة تماما للعلمانية وقبول الأخر وان لا شيء يعلو فوق صوت القانون، ولكن لسبب ما قد قرروا الإبقاء على رأس الحية (السلفيين) ولم يقتلوها مع ربيبتها -اقصد الإخوان- وبالتالي ابقوا على أصل السم ومنشاءه.
والنتيجة تسمم الشعب المصري فكريًا وعقائديا وأصبح على ما هو عليه الآن شعب متسلف لن استثنى أي قطاع من قطاعات الدولة بما فيهم الرئاسة ولا طبقة من طبقات المجتمع بما فيهم النخبة الكل قد تسلف وانتهى الأمر حتى الرياضة والرياضيين أصبحوا هم اصل وبؤرة السلفية في مصر والنتيجة فشل زريع وكسرة في كل الأنشطة والذين كانوا خلفنا رياضيا اصبحوا أمامنا بسنين عديدة، لدرجة إن تشجيع فريق معين لابد أن يكون على أساس سلفي بحت وليس له علاقة بالرياضة بل بالغزوات حتى القوى الناعمة في مصر ضربها الـــ"تسلف" اكثر من غيرها حتى أن الفن اصبح يحكمه قانون محمد حسان والحوينى، ومن خرج على ذلك فهو كافر أو مارق يجب أن يفضح.
سيدي الرئيس ما الفرق بين مصر الآن، ومصر في عهد السادات حينما أطلق العنان للإخوان ليعثوا فسادا في المجتمع الطيب في ذلك الوقت ويحولوه إلى مجتمع مستقطب كافر ومؤمن.
سيدي العالم كله يشهد لأمانتك تجاه وطنك وإنك لم تبخل على بلدك بشيء في سبيل تحقيق المعجزة ووضع مصر في الصورة التي تستحقها ولكن هناك تنين شرير يهدم ما لم تبنية أنت بعد، يهدم الشخصية المصرية الأصيلة ويبنى التفرقة الدينية وأسس انقسام المجتمع.
سيدي أن الشعب المصري ووفقا للإحصاءات أكثر شعوب العالم حرصا للذهاب إلى دور العبادة وهو أيضا أكثر شعوب العالم تحرشا بالسيدات، في المجتمع المصري يمكنك أن تبدأ بالنقاش في أي موضوع عن أي شيء وتأكد أن نهاية هذا النقاش سيكون عن الدين.
أعمال الرحمة وتقبل الآخر والفكر المنفتح على الغير ومحبة الحياة انعدمت وحلت محلها الكراهية والتخوين والرأي المتعصب من علماء الدين وعدم إعمال العقل والمنطق كل هذا من مظاهر "سلفنة" المجتمعات التي تنتهي أخيرا بنسف كل الجهود المبذولة للتنمية والرقى ولنا في المملكة العربية السعودية مثالا.