سلام القطمة تكتب: حلم السعادة
بقلم: سلام القطمة
هل تذكرون فرقة الخنافس الموسيقية؟ التي كانت تسمى بيتلز؟ هل تذكرون جون لينون ذو النظارات ذات العدسات المدورة؟
صديقنا جون لينون أخبرنا عن فلسفته في الحياة من خلال قصة صغيرة حدثت له في طفولته حيث قال:
" أمي كانت دائماً تردد أثناء طفولتي أن السعادة هي مفتاح الحياة! لذلك عندما سألني المدرس في مدرستي عم ماذا سأصبح عندما أكبر.. أجبت: أريد أن أكون سعيداً.. فرد المدرس قائلا يبدو أنك لم تفهم السؤال.. ولكني أجبت يبدو أنك لا تفهم الحياة!"
ومن هنا يا سادة يا كرام.. انطلقت فكرة فلسفة السعادة.. وأصبح الجميع يلهث وراء شيء اسمه السعادة! أنا سعيد فإذاً أنا موجود.. وأصبحت السعادة كالهواء.. من ضرورات للحياة!
إذا سألنا بعضنا البعض أو قمنا بعمل مقابلة مثل تلك البرامج التي نراها في التلفزيون وحملنا معنا ميكروفون وتنقلنا من شارعٍ لآخر نستوقف خلالها المشاة ونسألهم السؤال الذهبي ذو المليون دولار: "ماهي السعادة في نظرك؟" أو بالأحرى دعنا نبدأ بسؤال آخر: "هل أنتم سعداء؟" الجواب بالتأكيد هو: "لا نحن تعساء في الحقيقة"
والآن سنطرح السؤال العجيب: "ما هي السعادة في نظرك؟" الجواب يختلف من شخص لآخر وليس ذلك فقط بل أنه يختلف من شارع لآخر .. من مدينة لأخرى!
ثم .. انتشرت ظاهرة جديدة تحت مسمى جديد اسمه New Age أي العصر الجديد.. حيث انطلقت فكرة:" كيف تصبح سعيد؟" وانتشرت الكتب التي تسمى Self Help لتساعدنا وتدلنا عن السعادة.. بالإضافة لخبراء التنمية البشرية الذين يظهرون على المسرح أما مئات أو ألوف الحضور ليتحدثوا عن السعادة وكيفية الحصول عليها..
وهنا أود أن أسأل القارئ.. ما هي السعادة؟
لو سألنا طفلٌ من ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الشرق الأوسط حديثاً ذلك الطفل الذي أُنقذ من تحت الأنقاض.. ولا يزال البحث جارياً عن والديه.. ما هي السعادة؟
لو وجهنا ذات السؤال إلى أحد نزلاء المستشفى.. ما هي السعادة؟ لو سألنا جستن ترودو .. ما هي السعادة؟ سيقول السعادة هي أن أبقى عل كرسي الحكم أطول مدة ممكنة! لو سألنا المواطن الكندي البسيط عن السعادة سيجيب بأن سعادته هو أن يستطيع تسديد ديونه ودفع ضرائبه وفواتيره وجلب الطعام لعائلته و.. أن يبقى في عمله بالتأكيد!
السعادة يا سادة يا كرام.... سراب...وهم... حلم... خلقته لنا هوليوود في أفلامها وقصصها الخيالية! لتجعلنا نلهث وراء حلم يصعب تحقيقه.. فالرجل القديم الذي كان يسعى في الماضي لحماية عائلته من الكوارث الطبيعية وهجوم الحيوانات المفترسة، لم يكن وقتها يبحث عن السعادة، إنما عن البقاء! ونحن لازلنا مثلنا مثل أجدادنا القدماء نسعى للبقاء وليس للسعادة!
فالبقاء هو الأهم أما السعادة فهي حالة مؤقتة تصيبنا عندما نعيش ظرف ما فيه مرح، بهجة، راحة.. فسعادتي أنا شخصياً عندما أعود من العمل إلى البيت الدافئ هي البيجاما الشتوية الكاستور! أما سعادتي في هذه الأيام وفي موسم تقديم الضرائب للحكومة الموقرة فهي أن يصلني شيك من مصلحة الضرائب بكام ألف دولار مثلاً .. تلك هي سعادة حقيقية!
وأنتم أعزائي القراء ... هل أنتم سعداء؟ وما هي السعادة؟