A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

روز غطاس تكتب: تداعيات الزمن

رسم المصور السريالي العبقري الفذ "سلفادور دالي" لوحة غريبة عجيبة اشتهرت في كتب ومقالات الفنون بعنوان "تداعيات الزمن". وهي لوحة بالألوان الزيتية رسم فيها مجموعة من الساعات المهلهلة المائعة كما لو كانت قطعة قماش تتدلي من على فروع الأشجار تعبث بها الرياح. فمن وجهة نظره كان يري الزمن يسقط ويتهاوى وتعبث به الرياح حيث أصبح كرايات مزقتها عنف هواء تلك الرياح فتلقفتها أفرع الأشجار لتزيد من تهرئها والعبث بها. أما المصور السريالي "رينيه ماجريت" رسم الزمن من خلال أحلامه متمثلاً في مقدمة قطار تخترق مدفئة منحوتة بحائط تعلوه ساعة. كما رسم لوحة أخري فيها فارس يمتطي جواد يجري فوق ظهر عربة. وغيره من الرسامين الذين رسموا سُحباً وأمطاراً وأشجاراً تعبث بها الرياح كتسجيل للزمن. وأخر رسم آلات موسيقية تقطعت أوتارها. أما "أينشتين" فيشرح عملية نسبية الزمن بمثال بسيط من الحياة اليومية قائلاً: تذكر عندما كنت تنتظر القطار على الرصيف لمدة خمس دقائق فإنك تنظر في الساعة مئات المرات متأففا من بطء وصول القطار لان حبيبتك فيه وأنت مشتاق لاستقبالها. بينما تمضي ساعات مع هذه الحبيبة تشعر أنها انتهت ومضت كثواني أو خمس دقائق وتتمني ان يطول الزمن. وكثيرا في وقتنا الحالي ما نسمع عن النانو ثانية والفنتو ثانية والسنة الضوئية وغير ذلك من المصطلحات المقترنة بالزمن. وتحدي الإنسان للزمن ندركه في توسعه بأبحاث الفضاء والطيران الأسرع من الصوت، والثورة التكنولوجية ووسائل الاتصالات وما الي ذلك من داتا اتسمت بها عصرنا الحالي. كما إنني اعرف رجلاً قيل عنه بينما هو في صندوقه في لحظاته قبل الأخيرة للقبر: "انه كان سابقاً لعصره، لم يشعر به أحدا ومضي في صمت لكنه لم ينساه الناس لأنه وان مات بعد يتكلم وأعماله تشهد وتعلن عما قد صنع وفعل". فالزرع والحصاد وفيضان النيل وشروق وغروب الشمس كانوا مقياس الزمن عند الفراعنة بجانب استخدام أدوات مثل المزولة والساعة المائية وساعة الشمع والرملية...وغيرها من الأدوات التي ساعدت الفرعوني القديم واليوناني والمايا وغيرهم من الحضارات القديمة كتابة تاريخها بدقة في الوصف. مما جعلني أطرح السؤال الاتي: ما هو الزمن؟ هل الزمان من الثوابت أم من المتغيرات؟ هل هي عملية “فلاش باك" كما يقول صناع الأفلام؟ أم أنه تحقيقاً للمثل القائل: دوام الحال من المحال لا يبقي حال على حاله. الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك. عزيزي ان أردت أن تعرف الزمن اسأل امرأة ولدت طفل ميت بعد حمل تسعة أشهر، أو من فاته القطار أو طائرة منذ ثوان معدودة أو ذلك الرجل الذي انهار زواجه الذي دام سنوات هذا عددها، أو هذا الشخص الذي نجا من حادث بشع منذ لحظات قصيرة. فالميلاد والموت محسوب بالزمن. فالزمن دائماً هو عدو الإنسان الأول والمصارع القوي معه. وهذا ما نشاهده في صراع الحضارات والبلاد والحكومات في وضع الخطط طويلة الأمد وقصيرة الأمد وتنفيذها. علي عكس الخطة الإلهية. ففي ملئ الزمان تجسد الرب الاله مولوداً من امرأة تحت الناموس ليفدي الذين هم تحت الناموس، الذين ينتظرون حكم الموت عينه (غلاطية 4: 4). والزمن هو صفة من صفات الرب الاله الحي القادر فهو الأزلي الأبدي السرمدي الذي ليس له بداية أو نهاية ولا يحده الزمان أو المكان. شبهه دانيال النبي بقوله: قديم الأيام. فالزمن توقف وتغير العديد من المرات بالكتاب المقدس فيشوع امر الشمس أن تقف في كبد السماء حتى تنتهي المعركة (يشوع 10). وحزقيا الملك طلب من اشعياء النبي علامة ان يرجع الظل للوراء فاستجابت السماء (ملوك الثاني 20: 8 – 11). وحزقيال النبي أمره الرب ان يتنبأ على العظام اليابسة فقامت جيش عظيم جداً (حزقيال 37). ولعازر أنتن في قبره ثلاثة أيام الي ان أقامه الرب يسوع المسيح له كل المجد (يوحنا 11: 1 – 44). والمسيح على الصليب أظلمت الدنيا وتزلزلت الأرض وانفتحت القبور عندما صرخ: قد أكمل" (متي 27: 51؛ مرقس 15: 33؛ لوقا 23: 44، 45). ومكتوب عن افرايم في العهد القديم انه رش الشيب على رأسه وهو لا يعلم. أي أن الزمن مر به وهو لا يدري. عزيزي هل أنت كذلك؟ هل تشعر أن عمرك سُرق منك؟ أبشر هناك من يرد المسلوب أضعاف، وهو فقط يريدك أن تثق فيه. هو الرب يسوع المسيح الذي قال: تعالوا الي يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وانا أريحكم. ذاك الذي في يديه أجلنا فنحن لا نعلم متى نولد أو متى نموت.