A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

جورج موسى يكتب: في طريق المطار

كان الصمت هو السيد بينما تشق السيارة طريقها بصعوبة إلى مطار القاهرة الدولي، كانت السيارة تتوقف أكثر مما تسير بفعل الاختناقات المرورية التي أصبحت من علامات القاهرة المسجلة! جلس كلاهما على المقعد الخلفي للسيارة وكل منهما ينظر إلى الشباك الذي بجانبه! في صمت غريب مرت سنين عمرهما وكأنها شريط ذكريات يشاهده كل منهما أمامه على شاشة سينما صامتة تمثلت في شباك السيارة الذي بجانب كل منهما وبينما فشل كلاهما في تذكر مرة واحدة جلسا فيها بجوار بعضهما ولم ينظر أو يتحدث أحدهما للآخر كهذه المرة، كانت الدموع تفيض من أربع عيون بشكل مستمر وبنفس السرعة ونفس المرارة! تقاسما كل حكايات العمر، فعلا كل شيء سويا، عاشا الحياة بكل تفاصيلها معاً، لهما ذكريات معاً في كل ركن داسته قدم كل واحد منهما! في السينمات والمسارح ودور الثقافة والمقاهي والاستادات ومراكز التسوق والشوارع والحارات وكل شيء! لم يفترقا منذ ولد أصغرهما وقد كان بينهما بضع سنوات قلائل! ناحية شباك السيارة على اليسار جلس الذي سيهاجر بعد دقائق وعلى اليمين جلس الذي سيبقى وكلاهما سيودع نصفه الآخر بعد دقائق! كلما اقتربت السيارة للمطار كلما زاد خفقان قلبيهما وتعالت أنفاسهما بشكل مضطرب، عقل كل منهما لا يقبل فكرة بعد الآخر عنه وبينما كانت رائحة الحزن تفوح من كل جانب من جوانب تلك السيارة التي كرهها كلاهما، كان طعم مرارة الفراق يكوي حلق كل منهما بشراسة دون شفقة! أراد سائق السيارة أن يكسر هذا الصمت الكئيب الممتد بطول الطريق فأستأذنهما في تشغيل كاسيت السيارة فأجابا بالرفض بسرعة في نفس الوقت وبصوت واحد في نوع من الحدة! لم يفهم السائق أن سبب رفضهما معاً بتلك السرعة وبتلك الحدة وفي نفس الوقت أنهما كانا يعلمان أن أي ما كان سيدور في كاسيت السيارة كان سيلهب ذكرياتهما أكثر وأكثر علاوة على أنه سيحمل ذكري جديدة تحمل من المرارة الكثير فأشفق أحدهما على الآخر وعلى نفسه من تلك الذكري! بعد قليل توقفت السيارة ونزل كل منهما من ناحية عكس الآخر تعكس فراقهما بعد قليل! وبينما يحتضن كلاهما الآخر والدموع تملأ العيون همس الراحل بصوت أعيته الذكريات طوال الطريق قائلاً أنت تعلم أنا أرحل لأنني لم أعد أطيق العيش هنا! َفرد عليه الباقي وهو يمسح دموع وجهه وبالكاد تخرج الكلمات من فمه قائلاً وأنا لن أستطيع العيش بدونك! سأموت هنا وستموت هناك وأحدنا سيقف في السرادق يتلقي العزاء في الآخر وهكذا تنتهي القصة وسيكون لقائنا القادم في السماء. بعد بضع أعوام رحل الباقي وبقي الراحل في انتظار لقائهما في السماء. لم تتم، ستتم عند اللقاء!