A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

روز غطاس تكتب: الإنسان العتيق

أروع المخلوقات التي كانت تذخر بها قصور الملوك طائر داجن يطلق عليه الطاووس. فتخلب انظارنا ليس فقط ألوانه الرائعة وحتى الابيض أو الاسود منه تحفة رائعة الجمال، فمشيته المختالة بينما يفرد ريشه كمروحة تتهاوي في حركتها كما لو كان يرقص طربا لرؤياك. فنحن عندما نصف شخص مغرور متكبر اناني في تفاخر زائف بما لا يملكه او يتحلي به، فنقول: ناشر وفارد ريشه كالطاووس. فالطاووس في الاسطورة الهندوسية يرسم كدابة تمتطيها الالهة. بينما في الاسطورة اليونانية هو مخلوق يحمل عيون الالهة (الرسوم الدائرية على ريشه الملون). والرومان رسموه على رأياتهم ودروعهم وقبورهم لاعتقادهم أن لحمه لا يتعفن لذلك لا ينفع أكله لصعوبة هضمه لذلك فهو رمز للخلود. أما في الحضارة البابلية والفارسية فهو حارس الملوك والعروش. و في المسيحية قديما كان  رسمه بمعني التجديد حيث ان هذا الطائر يغير ريشه كل عام. أيضا معني القيامة والحياة الابدية، واذا رسم يشرب من اناء فهو رمز المسيحي الذي يشرب من ماء الحياة. أما ذا رسم امامه الكرة الارضية فهو يرمز الي القيامة . لكن اذا رسم ياكل من عنقود عنب فهذا اشارة الي العشاء الرباني الذي يمارسه المسحيين متذكرين موت وقيامة الرب يسوع المسيح. ويذكر لنا الكتاب المقدس ان سفن ترشيش كانت تاتي كل ثلاث سنوات محملة ذهب وفضة وعاجا وقرود وطواويس هدية للملك سليمان ( 1 ملوك 10 : 22 ) وهي تعتبر هدية غالية عالية المقام. كما سبق سردنا ان الرمز القديم للطاووس في المسيحية يعني شئ، اما الحديث فيعني شئ اخر مرتبط بالغرور والكبرياء والشهوة والخطية التي تأتيك جميلة مزينة لابسة أحلى الثياب مخادعة في مظهرها غادرة في جوهرها. فيحذرنا منها الرسول بولس في (افسس 4 :22) امرا إيانا أن نخلع من جهة التصرف الانسان السابق العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور. او كما ورد بكولوسي 2 : 8 بحسب تقليد الناس حسب اركان العالم وليس حسب المسيح. وهذا ما اشار إليه الرب يسوع المسيح في مثل الزارع حيث ان الحبوب التي ألقيت وسط الشوك اختنقت بسبب هموم العالم وغرور الغني فلم تثمر فيهم الكلمة التي سمعوها. ويشير سفر الأمثال ان الكبرياء تأتي بالهوان والوضاعة لصاحبها. فقبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح (امثال 16 : 18). وهذا ذكرني بقول ارميا النبي (ارميا 12 : 5) ان جريت مع المشاة فاتعبوك فكيف تباري الخيل واذا سرت منبطحا بارض السلامة فماذا تفعل في كبرياء الاردن. فهذه الأية عزيزي القارئ جعلتني ابحث في موضوع كبرياء الاردن. وكم ادهشتني منحوتات مدينة بترا بالاردن. فكلمة بترا يونانية بمعني صخر. والرب يسوع اطلق علي سمعان ابن يوني اسم بطرس أي صخر. تشاهد تلك المنازل الرائعة المنحوتة داخل قلب جبل صخري فيمكنك ان تدخل الي تلك المدينة المغلقة المحصنة كقلعة من خلال ممر صخري طويل ضيق مرتفع شاهق العلو كما لو كان متصلا بالسماء اذا رفعت راسك لاعلي حتي تصل لنهايته. وجدرانها من الحجر الصخري الوردي والاحمر. مدينة يسرد التاريخ الروماني انها كانت معبرا تجاريا هاما للذهب والفضة والتوابل والعطور والحرير واللؤلؤ من بلاد فارس والهند والخليج العربي الا انها فجاة ولسبب غامض اصبحت خالية من سكانها البشريين إلا من منحوتاتها ومعابدها حتي اعيد اكتشافها حديثا من وقت قريب من القرن الماضي. ويقال ان سكانها هم نسل عيسو ابن يعقوب والملقب بــــ"ادوم" أي الأحمر. حيث انه باع البكورية باكلة عدس احمر. فهو رمز للانسان الجسدي الذي تتحكم فيه شهواته واحتياجات جسده اكثر من وعيه للغني الروحي وقيمة البركة. لذلك استعبد للأصغر وخسر ليس فقط البكورية بل والبركة ايضا. هذا هو كبرياء الأردن المدينة المحصنة كما  تنبأ عنها النبي عوبديا في سفره. عزيزي القارئ احذر من هذه الخطية البسيطة الكبرياء التي يمكنها ان تفسد عليك مشوار حياتك فلا تتمتع بالبركات التي منحها لك الرب يسوع المسيح لتستمتع بها ليس فقط في السماء معه بل على الأرض ايضا.