A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

سلام قطمة تكتب: الجار قبل الدار

مع تطور العالم الحديث وسرعة وتيرة الحياة، فقدت الكثير من القيم والعادات التي اعتدنا عليها في مجتمعاتنا، مثل المقولة التي درسناها في المدارس "حسن الجوار". كانت تلك الجملة بالنسبة لنا في الصغر خاوية مثل جمل أخرى مثل "العفو عند المقدرة" و"إغاثة الملهوف" وغيرها من الجمل الصعبة التي كان من الصعب علينا فهمها.

واليوم، بعد نمونا وتطورنا، فهمنا معنى تلك الجمل. فهمت أيضًا مقولة "الجار قبل الدار"، والتي تركز على أهمية وجود جار صالح ومتعاون في حياتنا. كشرقيين، نعتقد أننا الأفضل ونعتقد أن المجتمعات الغربية هي مجتمعات باردة وفاسدة ومنحلة، لكن الحقيقة ليست كذلك تمامًا.

على سبيل المثال، عندما كنت أعيش في كندا في مدينة كبيرة ومزدحمة، لاحظت أن جاري ترك سيارته متوقفة أمام منزله وكانت جميع النوافذ مفتوحة. وبما أن المدينة معروفة بوجود لصوص السيارات، قررت أن أتوجه إلى منزل الجار. رنت الجرس وانتظرت أحدهم ليفتح الباب. تأخروا كثيرًا في فتح الباب على الرغم من سماعي للأصوات الداخلية وعندما فُتح الباب، ظهر أمامي شاب في مقتبل العمر بوجه متجهم وسألني من أنا وماذا أريد. أخبرته أنا جارتهم هنا وأردت فقط أن أخبرهم بأن نوافذ سيارتهم مفتوحة. رد علي قائلاً "حسنًا"، ثم صفع الباب في وجهي. كنت مذهولة وتساءلت لماذا تصرف بدون أدنى آداب.

بعد عدة سنوات من تلك الحادثة، قررت ترك تلك المدينة والانتقال للعيش في بلدة صغيرة يعيش فيها الغالبية أو حتى الجميع من الأجانب البيض. كنت خائفة من وجود التحيز العرقي، حيث كنت ربما من القلائل من الجالية العربية هناك. في يوم استلامي للمنزل وانتقالي إليه، وصلت بسيارة نقل كبيرة تحمل متعلقاتي التافهة. وفجأة، اقترب جيران الحي مني ورحبوا بي وأبدوا استعدادهم للمساعدة. وكانت هناك سيدة مسنة ذات بنية قوية وصحة جيدة اقتربت مني وقالت: "أنا مارغريت، عمري 95 سنة وأنا مستعدة للمساعدة".

شعرتُ بالسعادة الكبيرة لترحيب الجيران بي، حيث وجدتُ أن الجميع يتبادلون التحية أثناء المشي حتى لو كانوا غرباء عن بعضهم البعض. وجدتُ الدفء والترحاب في هذا المجتمع. أما مارغريت، أو مارغو كما سميتها، فقد كانت شخصية هامة في الحي، حيث يسلم الجميع عليها ويسارعون لمساعدتها دون أن تطلب. عندما يتساقط الثلج ويغطي الأرض، ويكون من الضروري أن نجرف الثلج من أمام منازلنا ومنازل الجيران، يكون من الضروري أن يتولى أحدهم جرف الثلج من أمام منزل مارغو! دون طلب منها!

وهنا فقط فهمتِ المعنى الحقيقي لـ"حسن الجوار". فالجيران هنا ودودون ولطفاء، يعيشون بسلام وهدوء، يتبادلون التحية، ويبتسمون في وجوه بعضهم البعض.

وبمرور الوقت، أصبحت جزءًا من هذا المجتمع المترابط والودود. تعلمت أن تكون جارة صالحة أيضًا، وكنت أسعد بتقديم المساعدة للجيران والمشاركة في الأعمال الخيرية المحلية. حيث تعاونت مع مجموعة الجيران في تنظيم حدث اجتماعي في الحي، وجمعنا التبرعات لإقامة ملعب للأطفال في المنطقة. كانت تلك تجربة رائعة للتلاحم والتعاون، حيث اجتمع الجميع وعملوا بجد لتحقيق الهدف المشترك.

إن العيش في مجتمع يتسم بالترابط والتعاون والاهتمام بالجيران يخلق بيئة صحية ومليئة بالسعادة. فعندما نكون جيرانًا صالحين، نعزز العلاقات الاجتماعية القوية ونساهم في بناء مجتمعات مترابطة. من خلال فهمنا لقيمة الجيران وتقديرهم، نستطيع أن نشعر بالأمان والدعم في حياتنا اليومية. فالاحترام والتعاون والعناية بالجيران ليس فقط يسهم في خلق جوٍ إيجابي في المحيط بنا، بل يؤثر أيضًا على رفاهية وسعادة الجميع.

لذا، دعونا نحتفظ بقيم حسن الجوار في قلوبنا ونسعى لبناء علاقات متينة مع جيراننا. فالتواصل الحسن، المساعدة المتبادلة والتضامن يمكن أن يصنع الفارق الحقيقي في حياتنا ويجعلنا جزءًا من مجتمع مترابط يحقق التقدم والازدهار للجميع.

فلنبدأ من الآن، بدءًا من جيراننا القريبين، بتعزيز روح حسن الجوار وتبادل الخير والتعاون. فبتلك الطريقة، يمكننا جميعًا أن نسهم في خلق عالم أفضل وأكثر انسجامًا.