A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

عبد المسيح يوسف يكتب: جدوى الاستماع لنصائح مثلث الحياة... الابنة والزوجة والابن

في مرحلة سنية معينة يبلغ الإنسان من العمر مدي يتمسك فيه برأيه أحيانا كما لو كان يمر بعنفوان وقوة مرحلة المراهقة. ولكن الغريب ومع مرور السنوات، ورغم تمسكي برأيي سابقا على مدار سنوات كثيرة، إلا أنني مؤخرا اكتشفت أنني بصورة أو بأخرى، لا أتأثر فقط برأي شخص قريب إلى قلبي وعقلي، اسم هذه الشخص "سارة"، وسارة هذه ليست مجرد فتاة في بداية مرحلة الشباب، ولكنها أميرتي ابنتي، التي كثيرا ما تكون المناقشات بيننا حادة أو ساخنة، ولكنني من داخلي أحب الاستماع إلى وجهة نظرها، لأنه عادة ما تكون من منظور ونسق أولويات واعتبارات مغاير لما يحيط بنسق أفكاري. كلما مر بي العمر، اكتشف أنني اتعلم الكثير من ملاحظات سارة وكريم وبالطبع زوجتي الحبيبة سامية، حتى وإن كانت ردود أفعالي الأولي هي عدم الارتياح والاستياء من التعليق على أفكاري أو سلوكياتي، كما لو كانوا هم أولياء أموري، ولست أنا المسؤول الأول عنهم، بعد الله. لكنني اكتشفت أنني أحب، بل وأعشق الاستماع إلى آرائهم وتحليلاتهم، خاصة وأن كل منهم وتحديدا سارة يحاول أن يحاورني بنفس طريقتي ومنهاجيتي في الحديث والتحاور. كنت قديما أقرأ خلال سنوات دراستي الأكاديمية الصراع بين الأجيال، وإن كنت أفضل الاختلاف وليس الصراع بين الأجيال، وقد عشت هذا مع والدي رحمه الله وأحسن إليه، ولكن مع ابنائي دائما ما أشعر بالسعادة عندما يعلن أحدهم سارة أو كريم أو زوجتي الحبيبة بأنني هزمت في مناقشتي معهم حول موضوع أو قضية ما. ويقلون لي دائما، أن لهم حق توجيه النصيحة والملاحظات، كما لي الحق أن أقوم بذلك. كنت أمتعض وأرفض ذلك ولا اتقبله في البداية، بسبب سلطتي الأبوية، وكنت أحيانا "أهرج" و"أهزر" للتهرب مما يقولونه، لكن مع مرور الوقت والتفكير فيما يقولونه ويتحاورون به معي، اكتشفت أن هناك منهجية ومنطق وأسس لما يطروحونه من أفكار، ربما لا أكون مستسيغا لها 100%، ولكن بعد وقت من التفكير مع نفسي فيما يقولون، خاصة كريم وسارة، أجد أن هناك أسس قوية ومنطق رشيد، ربما يناسب مراحلهم العمرية في بداية العقد الثاني من العمر. أحيانا، أعبر لهم عن سعادتي عن الحوار والنقاش معهم، رغم لحظات من "التنشنة والسخونة" في الحوار والنقاش، ولكنني أقر وأعترف بسعادة غامرة في الاستماع إلى نصائحهم، التي تصل أحيانا إلى حد توجيهي تجاه قضية أو موضوع ما، وعلى أن أنفذه وإلا "هيزعلوا مني" "زي ما بعمل معهم بالضبط". أعترف أن هذه العلاقة طيبة وسوية ومن المهم التعبير عن أبعادها، حيث بالفعل كما علمونا في الأمثال "إن كبر ابنك، خاويه"، والابن هنا، ليس الولد فقط، ولكنه كذلك الابنة، سارة، الأميرة. من المهم ان نحسن الاستماع إلى بناتنا وأبنائنا وكذلك زوجاتنا، فهم أغلي ما نملك من الحياة، خاصة إن كانت نقاشاتهم وجدالاتهم مجدية، حتى إن لم تكن مقتنعا بها مبدئيا في البداية، فإن هناك منطقا وأساسا يقف خلفها، يجعل من المهم التفكير في أبعادها. سارة وزوجتي يتدخلان تقريبا في كل الموضوعات، لكن كريم، يتسم بقدر من التروي والهدوء الذي يصل إلى حد التركيز على موضوعات بعينها، وربما يكون هذا متسقا مع طبيعة الأنثى التي تهتم بالتفاصيل، في حين أن الرجل، كريم، يعشق النتائج ويهتم بما ستؤول إليه الامور. نعمة عظيمة من الله، أن تكون لك أسرة، تساعدهم في التفكير، وتحليل سلوكياتهم، وأنماط أفكارك تجاه نفسك، وفي علاقاتك مع أسرتك ووالديك سواء كانا أحياء أمد الله في عمرهما، أو انتقلا إلى السماء رحمهما الله، وكذلك في علاقاتك مع الآخرين. من المهم أن نستمع إلى زوجاتنا وبناتنا وأبنائنا، حتى في البداية لو كان هذا يمثل غصة بالنسبة للبعض ممن لا يقبلون التقييم أو التعليق علي ما يفعلون. لكن مع الوقت ستكتشف أنه كما أن لك الحق أن توجه النصائح والملاحظات لزوجتك وبناتك وأبناءك، فهم كذلك لهم نفس الحق، لأن علاقة متكافئة، تقوم علي الحب والشراكة والبذل والتضحية. نعم أميرتي سارة، وزوجتي الحبيبي سامية، وصديقي وابني المفضل كريم اعشق وأحب الاستماع إليكم ولانتقاداتكم وملاحظاتكم، حتى لو لم تكن تروق لي في لحظتها، ولكنني أفكر فيها جليا وجليا، لأجد أنه في أحيان يكون لديكم الحق والمنطق فيما تقولون. ويحبذا لو كل أب وزوج يستمتع باهتمام إلى زوجته وبناته وأبنائه، يقول لهم من وقت للثاني، شكرا يا أغلي الناس، ما تقولونه لي محل اهتمام وتفكير، وسأحاول تعديل أفكاري وسلوكيات بما يجعلنا جميعا متناسقين، خاصة وأن أعلي درجات الرضاء النفسي، عندما يكون الإنسان راضيا عن سلوكيات، ويشعر بهذا خاصة من تقدير وتقييم أقرب الناس إليه، وهم أسرته زوجته وأبنائه وبناته.