عاطف حنا يكتب: ”بمن” أم ”بماذا” نكرز! (10)... هل نكرز ”بنص” أم ”بشخص”؟!
الثقافة السمعية المحيطة بنا من كل جانب أدت إلى إصابة الكثيرين بمرض خطير اسمه الاستماع الخامل، و هذا بدوره أدى إلى منطقة الراحة و الاستماع وراحة الضمير ورفض كل دعوة إلى التنقيب عن الحق، فالاستماع الخامل لن يقودنا في يوم من الأيام إلى التقدم بل سنظل نسمع عن الإله الذي آمن به إبراهيم واسحق ويعقوب، الإله الذي ترأى لموسي في العليقة ، الإله الذي كان محتجب في العهد القديم و مازال محتجب للكثيرين ولكن وقفة برهة من الوقت يا صديقي فلم يعد إله العهد القديم هو المعلن لنا ولا تفهم الكلام بسطحية، الله لن يتغير ليس عنده تغيير أو ظل دوران، ولكن عندما تقابل السيد المسيح مع السامرية قال لها نفس المعني عندما دخلت في حوار عميق معه إذ عطش هذه المرأة كان محرك لكي يعلن لها الرب يسوع عن حقيقة هامه إذ الإله الذي يعبدونه او يسجدون له هم لا يعرفونه
"آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هذَا الْجَبَلِ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ. قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«يَا امْرَأَةُ، صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ، لاَ فِي هذَا الْجَبَلِ، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ. أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ . لأَنَّ الْخَلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ". (يوحنا ٤: ٢٠-٢٢).
فالله سيظل مجهول وغير معلوم لكل من يسمع عنه فقط ولا يسمح للكلمة أن تعمل داخله، هنالك مثال في العهد القديم، شخصية زانية بتعبير الكتاب، سمعت ولكن لم يكن الاستماع الخامل بل كان استماع أدى إلى خلاص ليس لها فقط بل لكل أسرتها، راحاب الزانية.
في سفر يشوع ص ٢ إذ تقول للجاسوسين "لأَنَّنَا قَدْ سَمِعْنَا كَيْفَ يَبَّسَ الرَّبُّ مِيَاهَ بَحْرِ سُوفَ قُدَّامَكُمْ عِنْدَ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ، وَمَا عَمِلْتُمُوهُ بِمَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ اللَّذَيْنِ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ: سِيحُونَ وَعُوجَ، اللَّذَيْنِ حَرَّمْتُمُوهُمَا. سَمِعْنَا فَذَابَتْ قُلُوبُنَا وَلَمْ تَبْقَ بَعْدُ رُوحٌ فِي إِنْسَانٍ بِسَبَبِكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ هُوَ اللهُ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلَى الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ.(يشوع ٢: ١٠، ١١).
سمعنا فذابت قلوبنا، تعبير يدل على ذوبان قلب هذه المرأة عندما سمعت عن الرب، هذا هو مستوي العهد القديم، لكن غير مسموح لنا في العهد الجديد أن نسمع عن، لكن يجب أن يكون الاستماع إلى الله شخصياً، لكن إن كنت مازلت تسمع عنه، هذا لا يؤدي إلى شيء بل سيقودك إلى تدين زائف.
هنالك مثال عن أناس سمعوا لكن لم يتقفوا او يقبلوا ما سمعوه إلا بعد فحص، وَأَمَّا الإِخْوَةُ فَلِلْوَقْتِ أَرْسَلُوا بُولُسَ وَسِيلاَ لَيْلاً إِلَى بِيرِيَّةَ. وَهُمَا لَمَّا وَصَلاَ مَضَيَا إِلَى مَجْمَعِ الْيَهُودِ.,, إنهم آهل بيرية، وَكَانَ هؤُلاَءِ أَشْرَفَ مِنَ الَّذِينَ فِي تَسَالُونِيكِي، فَقَبِلُوا الْكَلِمَةَ بِكُلِّ نَشَاطٍ فَاحِصِينَ الْكُتُبَ كُلَّ يَوْمٍ: هَلْ هذِهِ الأُمُورُ هكَذَا؟ (أعمال الرسل ١٧: ١١)
فالاستماع "إلى"... وليس الاستماع "عن" ... هو قصد الكنيسة من تفسير الأسفار لم يكن لتوضيح المعنى فقط، بل أولا لإعلان المسيح نفسه لكي تحيا به الكنيسة، فالإيمان لا ينتهي عند الفهم ولكنه يبتدئ وينتهي بالحياة مع المسيح.
هل بدأت رحلة الاستعلان أم مازلت في مرحلة الاستماع الخامل فقط أو الاستماع عن الإله المعبود الذي خلق الإنس والجن ليعبدوه.
من المهم صديقي أن تدرك أن الله ليس قصده من البدء أن يخلق الإنسان وبعد ذلك ينزل أديان نطلق نحن عليها "الأديان السماوية" لكي يضعك في موضع اختيار لكي تختار من هو الدين الحق أو الأصح، وهذا يذكرني بسؤال سأله بيلاطس البنطي للسيد المسيح قبل صلبة قَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «مَا هُوَ الْحَقُّ؟». (يوحنا ١٨: ٣٨) ولم يجبه يسوع عن هذا السؤال، لان ببساطة السؤال، غلط، فالحق ليس شيئا أو مبادئ أو وصايا أو شرائع، لكن السؤال الذي يجب أن اسأله أنا وأنت هو «من هو الحق».