جورج موسى يكتب: حول معجزة السيدة العذراء بعزبة النخل
يوجد زخم واختلاف وربما انقسام واستقطاب غريب حول موضوع معجزة السيدة العذراء مريم الأخيرة التي حدثت في ضاحية عزبة النخل بالمحروسة للأستاذ عادل الذي أقعده المرض العضال لسنوات طويلة ورأيناه أمام شاشات الكاميرات يقوم داخل الكنيسة صارخاً العذراء العذراء!
بداية أنا أؤمن بحدوث المعجزات ولكني أؤمن بأنها كونها الاستثناء وليست القاعدة! وأعتقد أن ما تعرض له العقل القبطي على مدار العقود الماضية منذ هوجة انتشار كتب المعجزات وبيزنس كتب المعجزات تسبب في تغيير بوصلة الوعي الجمعي القبطي في التفكير بالمعجزة كونها القاعدة وليست الاستثناء! وهنا تكمن المشكلة بل وهنا تكمن خطورة هذا الفكر على أيمان الشخص بصفة عامة!
فانتظار المعجزة الذي يعتقد فيها الكثير من الشعب القبطي الآن على كونها القاعدة حتمية الحدوث وليست الاستثناء النادر الحدوث قد يؤدي إلى عكس النتيجة تماماً! فربما يفقد الشخص إيمانه بالكلية نتيجة تفكيره بحتمية المعجزة، نقطة أخرى أود مناقشتها للذين ينكرون القصة أنكاراً مطلقاً، هل هذا الفعل مُستبعد عن السيدة العذراء؟! الإجابة لا، فالسيدة العذراء وأعاجيب السيدة العذراء وظهورات السيدة العذراء في المحروسة يشهد لها المسيحيين وغير المسيحيين على السواء، ولعل ظهور السيدة العذراء في الزيتون في ستينات القرن الماضي الذي رآه الآلاف وربما الملايين وإلى الآن صوره الموثقة في الجرائد وشهادة كل من رأى هذا الظهور يشهد بذلك!
من ناحية أخرى هل وارد أن تكون هذه المعجزة محض صدفة أو خيال أو أنها ليست صحية أو يكون صاحب المعجزة مُدعي نعم هذا وارد، ولكني أميل إلي تصديق الرجل، فالرجل لا يعيش بمفرده في الصحراء فله جيران من المسيحيين وغير المسيحيين وله أقارب وعاوده أطباء في المحروسة ولو كان يدعي كذباً أنه ظل قعيد لسنوات هذه عددها من السهل جداً أن يخرج علينا أحد جيرانه أو أقاربه ليكذب روايته ناهيك عن شهادة آباء كنيسته الشاهدين علي قصة معاناة الرجل طوال هذه السنوات لذلك فلا أجد أنه من المنطقي أن يكذب الرجل في أمر كهذا.
أما من لا يصدقه لأن روايته خارج حدود المنطق فالرد ببساطة أن طبيعة المعجزة أن تكون خارج حدود الطبيعي وخارج حدود المنطق وإلا لما كانت معجزة ولا يصح إطلاق لفظ معجزة عليها! أخيراً أود أن أقول شيئاً واحداً يا عزيزي، تستطيع يا صديقي حل معضلة المعجزات بالتفكير بها كونها الاستثناء وليست القاعدة! فلو حدث هذا الاستثناء فهذا حسن وأهلاً به ولو لم يحدث فهذه هي القاعدة! دمتم بخير وكل عام وأنتم بخير!