ابرام مقار يكتب: فيزا مصرية للكنديين ... قرار كارثي
في صباح السادس عشر من أغسطس الحالي صدر قرار مفاجئ، حمل رقم ٥٦ لعام ٢٠٢٣ والذي نصه "اعتباراً من الثالث من سبتمبر سيتم وقف منح الكنديين من تأشيرات دخول اضطرارية بالمطارات والمنافذ المصرية عند الوصول". وبالتالي يتعين علي الكنديين الحصول علي تأشيرة دخول مسبقاً من السفارة المصرية بكندا... وهو القرار الذي أراه كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى للأسباب التالية:
- هناك مصريين ممن يرغبون السفر لمصر لديهم جوازات مصرية منتهية الصلاحية أو لديهم بطاقات رقم قومي منتهية أو حتى بطاقات سارية ولكنها مكتوبة بالعربية، وعليه لا أعتقد أن موظفي المطارات الكندية سيسمحون له أو لها بالصعود علي الطائرة بتلك الوثائق وبدون تأشيرة من السفارة أو القنصلية
- كندا مساحتها ١٠ مليون كيلومتر مربع وبها فرق توقيت بين مقاطعاتها ومساحتها مرتين مساحة دول شمال أفريقيا مجتمعة، أي أنه إذا أراد سائح كندي يعيش في فانكوفر في الغرب أو نيوفاوند لاند في الشرق زيارة مصر فعليه أخذ طائرة من مقاطعته للسفارة المصرية، أي عليه أخذ رحلة مدتها خمس ساعات للحصول على الفيزا لزيارة مصر
- كثير من أبناء المهاجرين المصريين ليس لديهم أوراق مصرية، أي أنه في حالة ذهاب المصريين المهاجرين كعائلة عليهم الذهاب عبر آلاف الكيلومترات للحصول علي تأشيرة دخول لأبنائهم وأحفادهم للوطن الأم؟!.
- نعم هناك دول تنفذ مبدأ المشار له بالقرار المفاجئ، ولكن المعاملة بالمثل مع كل الدول وليس عبر اختيار انتقائي لمواطني دولة معينة، كما أن الدول السياحية والتي يقوم جزء كبير من دخلها علي السياحة تزيل كافة العراقيل مع سائح الدول الغربية الكبري، فمثلاً دولة مثل الجزائر تُطبق مبدأ المعاملة بالمثل مع كل دول العالم ولكن هذا لأن الاقتصاد الجزائري لا يقوم على السياحة
- توقيت القرار غاية في الغرابة ففي الوقت الذي يعاني في القطاع السياحي المصري من انخفاض عدد السائحين القادمين في أخر ست سنوات وحلت دول أقل كثيراً من مصر في مقدمة الترتيب للجذب السياحي نجد هذا القرار الذي سيحد بلا شك من عدد السائحين القادمين من كندا أو الكنديين الذين يعيشون أو يعملون في أوروبا وباقي دول العالم.
- الكنديين لا يستحقون هذا الفرز المتعمد، فكندا تُقدم معونات للحكومة المصرية، وتبرعات المصريين الكنديين لفقراء مصر يتم خصمها من الضرائب، وتقيم المهرجانات المصرية وأحياناً بدعم حكومي على اراضيها، كما أن مقاطعة أونتاريو الكندية أقرت شهر يوليو من كل عام كشهر الحضارة المصرية وترفع العلم المصري فوق برلمان المقاطعة، فلماذا يكون رد كل ما سبق هو قرار انتقائي ضد زيارة مواطنيها لمصر
الجالية المصرية في كندا جالية نشطة جداً، وبعد أيام سيُقام مهرجان مصري كبير على مدى يومين في مدينة مسيساجا لتعريف الكنديين بالحضارة المصرية وحثهم على زيارة مصر والاستمتاع برؤية الأرض التي تحوي ثلث آثار العالم ولكن للأسف ستضيع جهودهم هباء بهذا القرار الحكومي المفاجئ الغريب، والذي سيضيع عراقيل لزيارة مصر ليس للكنديين فقط ولكن ربما لأبنائها وأحفادها المصريين أيضاً.