روز غطاس تكتب: لا تقل إني ولد
كيف تنظر إلى نفسك؟ وكيف تتعامل مع المواقف والمسؤوليات التي تواجهك؟ هل تقول إنني لست مؤهلا لهذا فأنا ولد وصغير وليس لدي الخبرة الكافية؟ أم تقول كما قال يعقوب في تكوين 48: 15 "الإله الذي رعاني منذ وجودي إلى هذا اليوم".
فقد شعر بمعية الرب الإله منذ الطفولة حيث كان يصارع أخاه في بطن أمه للوصول للباكورية واحتال لنوال البركة، والذي شهد عنه الرب الإله انه صارع مع الناس ومعه وغلب أي كسب كل ما أراده؛ فقد قدر البركة وعرف قدرات الرب الإله الحي الصادق الحقيقي في كل أمور حياته وتميزه في الحصول علي ذلك دون سائر الناس، فهو قد رأي الرب الإله وجها لوجه عدة مرات وظهر له في صورة إنسان صارعه حتى طلوع الفجر ولم يقدر عليه حتى كسر حق فخذه لكنه حصل علي ما يريد رغم أن أخيه الشرير المستهتر طلبها بدموع بعد ضياعها منه – أي بعد فوات الأوان رغم أنها كانت له- فقدها فلم يكن له نصيب فيها لأنه احتقرها واحتقر مقدمها فقد كانت لا قيمة لها في نظره.
هل تعطي الرب الإله أمانته وصلاحياته وقدراته الحقيقية في حياتك أم إنك مثل عيسو؟ وكلا من جدعون وارميا قالا للرب أنا الأصغر، أنا ولد فقد كانت حجة غير مقبولة لدي الرب. فالرب الاله يقول لك:" قبلما صورتك في البطن عرفتك ...لا تقل أنى ولد" (ارميا 1: 4 ،7).
إن هذا يذكرني بقصة طفلين صغيرين كان عمرهما ثمانية سنوات فقط؛ الأول يذكر عنه الكتاب المقدس انه عمل المستقيم في عيني الرب، أما الثاني عمل الشر. يوشيا الملك (2 أخبار الأيام 34، 35) طلب إله داود أبيه وهو بعد فتي ثم بدأ يطهر يهوذا وأورشليم من المرتفعات والأصنام ثم عمل وباجتهاد في ترميم بيت الرب إلهه (لاحظ عزيزي كلمة إلهه التي تعني التخصيص، بمعني الهي بتاعي هو لي وأنا له، فأنا اعرفه شخصيا وهو يعرفني).
والجميل في يوشيا تلك الحساسية الروحية التي تميز بها بصورة واضحة جلية معلنة عندما عثر الكهنة علي سفر شريعة الرب، ولما قرأت أمامه مزق ثيابه وسأل من اجل نفسه ومن اجل باقي إسرائيل، أي صلي طالبا وجه الرب للصفح والغفران والقيادة.
كما جعل جميع الموجودين في أورشليم يعبدون الرب إلههم كل أيامه لم يحيدوا من وراء الرب إله آبائهم، وبعد ذلك أقام الكهنة وعمل فصح للرب لم يعمل مثله من أيام صموئيل النبي وكل ملوك إسرائيل والكهنة والآويين وكل يهوذا وإسرائيل الموجودين وسكان أورشليم.
وقد سجل الكتاب المقدس إصحاحان طويلان عن قصة حياته وعن كل إنجازاته وما فعله، بينما يهوياكن ابن ثمان سنوات أيضا لم يكتب عنه العهد القديم سوى سطرين اثنين فقط لا غير، حيث ملك ثلاثة أشهر وعشرة أيام عمل فيها الشر في عيني الرب وبالتالي سباه نبوخذ نصر إلى بابل مع آنية بيت الرب الثمينة وأعطي ملكه إلى أخاه صدقيا (2 أخبار الأيام 36: 9، 10).
وأنت يا تري ماذا عملت المستقيم أم الشر في عينيه؟ إذا وقفت في مفرق الطريق أمامك طريق الحياة لتحيا اطلب الرب الاله لأنه قال:" أنا هو الطريق والحق والحياة"(يوحنا 14: 6)