رامز ارمانيوس يكتب: لا فرق بين الصورتين
نظرت الي الساعة فوجدتها الخامسة بالضبط. فصديقي يتسم بالمواعيد الدقيقة جدا. فها هو يدخل لكي نحتسي القهوة سويا و لنتجاذب اطراف حديثا شيقا كما تعودنا. بدأ صديقي الحبيب بإلقاء التحية، ثم قام بقذف اول قنبلة فكرية أمامي. فقد صرح صديقي أنه متضايق جدا و مكتئب الي أبعد الحدود. أن صديقي هذا، هو أحد الخدام اللذين يتسمون بالنشاط و الامانة في الخدمة، و لكنه اليوم علي غير العادة حزين و مكتئب بل و رافض الذهاب الي الخدمة. سألته عن السبب فصرح قائلا: "أنه العهد القديم ". لم أفهم ما قاله صديقي، فقام بشرح وجهة نظره. فهو لم ولن يقرأ العهد القديم مرة أخرى، لأن الله يبدو غاضبا، قاسيا، بل وأقول دمويا!! فهو اذا غير مقتنع بالعهد القديم.
تحدثنا سويا وتناقشنا في هذا الموضوع الذي لا يزعج صديقي فقط بل ويزعج الكثيرين أيضا.
الحقيقية هو أنه لا فرق إطلاقا بين صورتي الله المرسومتين في العهدين القديم والجديد. ويشرح معلمنا يوحنا هذا الحق الكتابي حينما يعلن أن: "الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر" (يو١: ١٨). وتأتي هذه الأية في الاصل اليوناني هكذا: "الله لم يره أحد قط، الله الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر"
Θεὸν οὐδεὶς ἑώρακεν πώποτε· μονογενὴς θεὸς ὁ ὢν εἰς τὸν κόλπον τοῦ πατρὸς ἐκεῖνος ἐξηγήσατο.
فإن ما يراه الإنسان في يسوع هو بعينه طبيعة الآب، إله العهد القديم، فلا فرق بينهما في الطبيعة. فإله العهد القديم هو نفسه إله العهد الجديد. وبما أن هناك محبة في العهد الجديد، إذا هناك محبة في العهد القديم. وبما أن هناك دينونة في العهد القديم، إذا هناك دينونة في العهد الجديد. الفرق الرئيسي هو الفرق بين الدينونة علي مدي التاريخ ، و الدينونة في نهاية التاريخ.
فهل هناك إلها محبا في العهد القديم؟
إن الصورة الاساسية التي رسمها الله لنفسه حينما تكلم مع موسي ، هي الله المحب. فها هو الله يعلن عن ذاته: "فإجتاز الرب قدامه ونادي الرب: الرب إله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الإحسان والوفاء. " (خروج ٣٤: ٦)
نعم هذا هو التعريف عن إله العهد القديم وإله العهد الجديد أيضا فهو إله واحد لا يتغير.
إن الدارس لسفر هوشع، يري الله المحب الذي ينكسر قلبه على شعبه، فهو يصور نفسه في هوشع، زوج المرأة الزانية وما يريد أن يفعله هو أن يضمها بين ذراعيه. حقا هو لا يريد أن يتجاهل سلوكها، فخطته لها ليست الدينونة القاضية بل الدينونة التي تحول قلبها رجوعا إليه حتى يمكن أن يسترد (أسرته).
أما سفر يونان، فحب وغفران الله يتجلى في أبهي صورة، ها هو الله المحب يغفر ويقبل شعبا وثنيا عنيفا.
عزيزي القاريء،ان إله العهد القديم ليس إله الدينونة فقط ، كما إن إله العهد الجديد ليس إله الحب فقط. فالله واحد لا يتغير. إله العهد القديم هو هو إله العهد الجديد، هو إله الحب، هو إله الدينونة، هو إله الغفران، هو إله العدل، هو هو لا ولن يتغير.
المراجع
Bible
Hard Saying of the Bible : Walter C.Kaiser Jr., Peter Davids and Manfred T.Brauch.