مجدي حنين يكتب: إلعبوا غيرها!!
أي عمل عسكري أو فدائي أو حتى انتحاري يكون له هدف واضح ومحدد فما هو الهدف من عملية حماس ضد الإسرائيليين؟ ما المغزى من كل ما حدث وسيحدث؟ بل والسؤال الأهم والأخطر كيف تمت هذه العملية من الأساس؟
يقول برنارد شو "إن الوطنية مرض وهي شكل سيكوباتى من الغباء". ومع الوضع المعقد للمنطقة والتسارع الكارثي في الأحداث يمكننا أن نرى بوضوح أن ما حدث مدبر بإتقان مخابراتي وسياسي، والهدف منه بالتأكيد حل القضية الفلسطينية باستخدام مصر، وما لم يحققه إخوان مصر ينفذه إخوان حماس الخونة بطبيعتهم، الذين قتلوا بدم بارد جنودنا في سيناء في شهر رمضان واحرقوا المراكز الأمنية والسجون وأشاعوا الفوضى والرعب أيام الرئيس "ابن سنية".
وعلى عكس كل التوقعات الساذجة التي كانت تقول إن مصر هي من أعطت الضوء الأخضر لحماس لتنفيذ هذه العملية الغبية وطبعا الفرحة الساذجة للمسلمين في أنحاء المعمورة بقتل إرهابيين حماس للشيوخ والأطفال والسيدات العزل وما تبعه بعد ذلك من عملية إرهابية لأمين شرطة مصري لاثنين من السواح اليهود في الإسكندرية.
كل ذلك ليس في مصلحة مصر على الإطلاق، بل وضع القيادة السياسية فى مصر تحت ضغط رهيب وخصوصا أن إخوان الداخل في مصر بدأوا مخطط الفوضى بدعمهم لما يسمى احمد طنطاوي الذي وجدوا فيه ضالتهم لكي يعودوا إلى المشهد ثانية فاذا نظرنا إلى المشهد نجد ما يلي من الخارج سيكون هناك طوفان من فلسطيني غزة على الحدود المصرية باتجاه معبر رفح من الجنوب سوف يزداد تدفق اللاجئين السودانيين من الغرب ستزداد الضغوط على الجبهة الليبية ومن الداخل ملف اقتصادي خانق وقلق مجتمعي بسبب زيادة الأسعار وقلاقل الإخوان وغباء احمد طنطاوي.
كل ذلك سيكون أوراق ضغط على القيادة السياسية المصرية للقبول بتوطين فلسطيني غزة في سيناء هذا من جهة، ومن جهة ثانية نجد أن تنفيذ حماس لتلك العملية غير منطقي على الإطلاق، فالجدار العزال بين غزة المعروف بالسياج الحدودي مزود بكاميرات عالية التقنية والمسماة بالكاميرات الذكية التي ترصد كل حركة داخل القطاع والمخابرات الإسرائيلية داخل القطاع مثل الموساد والشباك.
ومخابرات الجيش الإسرائيلي لها عيون داخل حماس باعتراف المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي الأعداد المعلنة عن القتلى الإسرائيليين غير دقيقة ومبالغ فيها جدا إعداد الصواريخ التي قالت حماس والتي أذاعتها الحكومة الإسرائيلية نحو ٥٠٠٠صاروخ هي كفيلة بمحو عدة مستوطنات إسرائيلية نظريا ولكن واقعيا لم يكون لها أي تأثير لا على المنشآت ولا على الأفراد.
والاهم هل حماس خططت ونفذت تلك العملية بدون ما تضع في حساباتها ردة فعل الجانب الإسرائيلي؟ فإذا ربطنا كل تلك الأحداث مع طبيعة حركة حماس التي تفتقد الآن لمصادر التمويل والتي ممكن أن تخون حتى شعبها فسنجد أن تلك العملية مدبرة بين إسرائيل وحماس وأمريكا لإنشاء وطن بديل للفلسطينيين في سيناء، وغلق القضية الفلسطينية إلى الأبد، والكرة الآن في ملعب القيادة السياسية المصرية والجيش والمخابرات المصرية ونحن نثق بهم لأنهم على العهد رابضون، ولن يتنازلوا عن شبر واحد من ارض أجدادهم حمى الله مصر من شر الإخوان.