A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

عاطف حنا يكتب: ”بمن” أم ”بماذا” نكرز!!! (14) هل نكرز ”بنص” أم ”بشخص”؟!

استكمل البحث في اليوم عن أزلية الله ووحدانيته ففي المقالات السابقة حاولت جاهدا أن أبرهن على تلك الصفات، فالله أزلي أبدى واحد لا شريك له وقصدنا بالوحدانية ليست الوحدانية العددية ولكن الانفرادية أي التي لا مثيل لهم في كل صفاته وهو ذات وجوهر بسيط غير مركب لا يتحيز بمكان ولا يتغير ولا ينقرض لا بداية له ولا نهاية كامل في ذاته يدرك ولكن لا يدرك كماله، حر. اليوم في هذا المقال استكمل بحثي عن .. و ابدأ بالسؤال هل العالم أزلي ولماذا خلق الله العالم، بادئ الأمر ستتفق معي عزيزي القارئ أن العالم مخلوق أي ليس أزليا وكل ما هو مخلوق له بداية وله نهاية وجميع الأديان السماوية تتفق أن العالم له بداية ونهاية فلن أضيع وقتي ووقتكم في إثبات أن العالم مخلوق له بداية في زمن ما،  وله نهاية في زمن ما ايضاً، سينتهي كما يقول الكتاب المقدس  «« وَلكِنْ سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ، يَوْمُ الرَّبِّ، الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا.  مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الَّذِي بِهِ تَنْحَلُّ السَّمَاوَاتُ مُلْتَهِبَةً، وَالْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً تَذُوبُ. (٢ بطرس ٣: ١٠، ١٢) »». إذا ننتقل إلى السؤال الآخر وهو لماذا خلق الله العالم هل خلق الله العالم ليعبدوه كما يقول القرآن الكريم ما خلقنا الأنس والجن إلا ليعبدوني؟!!  هل الله كان في حاجة إلى شخص أو شيء يعبده؟! فلديه الملائكة والمخلوقات السماوية حول العرش يمجدونه ويسبحون علي الدوام، فالله ليس بحاجة وليس إله سادي وليس إله لديه نقص في الشخصية ليخلق أشياء أو إنسان ليعبدوه، ولكن تتضح الصورة بشكل أوضح في صلوات القداس الإلهي إذ  نقول  «« قدوس قدوس أنت أيها الرب وقدوس في كل شيء، وبالأكثر مختار هو نور جوهريتك، وغير موصوفة هي قوة حكمتك وليس شيء من النطق يستطيع أن يحد عمق محبتك للبشر، خلقتني إنسانًا كمحب للبشر، ولم تكن أنت محتاجًا إلى عبوديتي بل أنا المحتاج إلى ربوبيتك، من أجل تعطفاتك الجزيلة كونتني إذ لم أكن،  أقمت السماء لي سقفًا، وثبت لي الأرض لأمشي عليها، من أجلي ألجمت البحر، من أجلي أظهرت طبيعة الحيوان، أخضعت كل شيئ تحت قدمي لم تدعني معوزًا شيئًا من أعمال كرامتك أنت الذي جبلتني ووضعت يدك علي، ورسمت في صورة سلطانك ووضعت في موهبة النطق، وفتحت لي الفردوس لأتنعم و أعطيتني علم معرفتك أظهرت لي شجرة الحياة وعرفتني شوكة الموت. غرس واحد نهيتني أن آكل منه هذا الذي قلت لا تأكل منه وحده،،،،،»» من هنا يتضح لفظ الله محبه السائد في المسيحية إذ أن الله محبا ومحبوبا ومن فيض محبته وصلاحه وجوده خلق الإنسان أي خلق العالم من اجل الإنسان ليكون الإنسان وكيل الله على الأرض أي امتداد الله على الأرض اذ يقول سفر التكوين ««فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.  وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا سَادِسًا. (التكوين ١: ٢٧، ٢٨، ٣١)»» أيضا يقول القديس أوغسطينوس رداً على إن الله كان يحتاج إلى خلق العالم، بصدور العالم عن الله صدورا ضروريا، معناه أن الله يتجزأ، والحال أنه إله لا يتجزأ، لذلك فالعالم لم يصدر من الله صدورا ضروريا بل صدر عنه بإرادته، ويقول توما الاكويني العالم لم يصدر عن الله بالضرورة لكنه صدر عنه باختياره وما يصدر عنه باختياره لا يشترط فيه أن يكون واحدا، وقالت المعتزلة «الفاعل هو الذي يفعل بقصد واختيار والقول بٓقدم العالم ينفي الاختيار عن الله، بما أن الله يتصف بالاختيار فبناء على منطقهم يكون العالم مخلوقا. اذا مما سبق... نستنتج أن الله أزلي ابدي، وان العالم مخلوق ليس أزليا وكل ما هو مخلوق له بداية وله نهاية، وخلق العالم لا يتعارض مع حاجة  الله لشيء أو إنسان ليعبده فاذ نظرنا لوحدانية الله كوحدانية جامعة مانعة سوف يتضح لنا  إنه البديهي أن الله منذ الأزل متصفا بصفات مثل المحبة والإرادة والقدرة والاختيار، وان تكون هذه الصفات ليست في حالة السكون بل في حالة العمل وعملها هذا لا يمكن أن يٌخفى لابد أن يظهر ويتجلى لذلك كان من البديهي أن يخلق ويعتني بما يخلق، والخلق في هذه الحالة لا يكون من باب العبث أو الرغبة في العبادة أو الرغبة في إعلان ذاته أو إضافة مجد جديد لمجده الأدبي أو الإقلال من مجده هذا بل يكون نتيجة طبيعية لعمل صفاته أزلا.