مجدي حنين يكتب: مقبولة” بديل عن ”إبادة شعب””فكرة
كل الدنيا في مصر في حالة هياج شديد جدا على فكرة أن فلسطينيين غزة يتم توطينهم في سيناء وان هذا حل نهائي للقضية الفلسطينية وهذا الحل سيكون صفقة بين الغرب وإسرائيل من جهة والحكومة المصرية من جهة أخرى تتم بموجب هذه الصفقة إسقاط كل ديون مصر الحالية وأيضا تسهيلات واستثمارات بمليارات الدولارات وضمانات أمنية لحدود مصر الغربية والجنوبية مما يعنى إعادة هيكلة مصر اقتصاديا لما قبل ثورة يوليو ١٩٥٢.
طبعا الحكومة المصرية رافضة تماما هذا الاتفاق لسببين: الأول أن بموجب هذا الاتفاق ستنتهي القضية الفلسطينية إلى الأبد ويسقط حق الشعب الفلسطيني في حقه لإقامة دولة مستقلة، الثاني أن سيناء ارض مصرية غير قابلة للبيع أو التنازل وما دون ذلك إلا الدم، وهذه هي عقيدة الجيش المصري ومعه كل الحق لان سيناء حررت بدماء أبناء الجيش المصري وطهرت من الإرهاب على جثث أبطاله الشهداء رحمهم الله.
ولكن دعونا ننظر إلى الموضوع بشكل أكثر عمقا وموضوعية، غزة الفلسطينية تحت حكم حماس والجماعات المسلحة ستكون مصدر قلق لكل المنطقة بما فيها مصر أولا، واحتمالية الحرب تبقى قائمة بنسبة ١٠٠٪ بين مصر وإسرائيل وما حققته القيادة السياسية المصرية خلال السنوات الماضية ممكن أن نخسره في بضعة أيام فقط من حرب مع إسرائيل، ونعود للمربع صفر مجددا، إذن ماذا؟! أنعطى جزء من سيناء للفلسطينيين ونبيع أرضنا ونصبح أضحوكة العالم وعلى رأسهم الإخوان.
الإجابة بالتأكيد... لا، إن غزة الفلسطينية وشعبها يأن تحت حكم حماس والأغلبية العظمى من شعب غزة يريد التخلص من حماس واتباعها لانهم يعرضون حياة سكان غزة الأبرياء للخطر وهم يختبئون، فمن يدفع فاتورة عمليات حماس هو الشعب الغزاوي المقهور، وإسرائيل تريد التخلص من غزة والغزاويين بما فيهم حماس، وهى في طريقها لتنفيذ دمار شامل لغزة حتى تصبح غير مأهولة بالسكان فيما بعد.
ولكن مهلا هناك حل عملي ويريح جميع الأطراف ولا يحتاج إلى تهجير الغزاويين إلى سيناء ولا إلى إنهاء القضية الفلسطينية، وهذا الحل يتم بأن تتولى مصر بضم قطاع غزة الفلسطيني إلى الإدارة المصرية على إنها ارض فلسطينية تخضع بشكل مؤقت للحكومة المصرية التي تتولى فيه الأمن والإدارة المحلية بالتنسيق مع حماس وحركة فتح، مع منح الفرصة لفلسطيني غزة بالإقامة في الأراضي المصرية، والعيش فيها متى شاءوا، وتقديم ضمانات أمنية لإسرائيل حيث ستتولى القوات المصرية حماية حدود إسرائيل مع غزة الفلسطينية وتنفيذ كل بنود الاتفاق من إسقاط لديون مصر والوعود الاستثمارية.
ويكون هذا الاتفاق برعاية أمريكية سعودية إماراتية إيرانية ويكون هذا الاتفاق فترة انتقالية لجمع الشعب الفلسطيني تحت حكم واحد تمهيدا لإقامة دولة فلسطينية موحدة بعد مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي وبهذا تكون كل الأطراف مرضية والأمور كلها تحت السيطرة ولا يتأذى أي طرف من الأطراف ولا يتم إبادة شعب بأكمله من اجل حفنة إرهابيين.