A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

زينب علي البحراني تكتب: أُميُّون قادرونَ على القراءة

تفقد الأشياء الثمينة قيمتها حين تغدو بين أيدي الجميع بما فيهم من لا يُقدِّرونها، والتعليمُ الذي كان لهُ قيمتهُ العُليا بداية انتشاره المجَّاني تحول بمرور الزمن إلى "تحصيل حاصِل" من باب السير في طابور التقليد أو طمعًا بوظيفة تُبقي هذا التلميذ على قيد الحياة في المُستقبل بعد إتمامه واجب حفظ الدروس عن ظهر قلب وتسميعها على أوراق الامتحانات، ولا نجاة من هذا المصير إلا لفئةٍ نادرة تمتاز بتأجج شُعلة الإبداع في أعماقها إلى درجة السعي لتعلُّم ما يحمي عقلها من بلادة المناهِج الدراسيَّة المُعاصِرة التي تستهدف تأطير عقل التلميذ ليغدو استنساخًا عن عقول زملائه، أمَّا البقيَّة فيتحوَّلون إلى أمساخ مصيرها الغرق في لُجج الاكتئاب لأن قوانين العالم الواقعي الذي يتم إطلاقهم إيه بعد فوات الأوان مُختلفة ومُتغيِّرة باستمرار. لقد نجح هذا العصر في إغراق مساحات من العالم بأكبر كمٍ من الأميين الذين لا يعجزون عن القراءة؛ لكنهم عاجزون عن التفكير والتحليل واتخاذ قراراتٍ حكيمةٍ صائبة.. أفكارهم سطحيَّة، حركة عقولهم بطيئة، محكومون بالنرجسيَّة وأوهام الأفضليَّة رغم أن ليس بينهم من هو أفضل من الآخر، ينعقون وراء كُل ناعِق وينجرفون خلف كُل جارِف ويركضون تلبية كل نداء دون أن تُحذرهم عقولهم المُغيَّبة بالهاوية الكامنة تحت هذا النداء، إن العالم ينطلق إلى مصيرٍ أشبه بما حدث في الفلم الأمريكي الشُّجاع "حُكم البُلهاء – Idiocracy" الذي عُرض للمرة الأولى عام 2006م من إخراج "مايك جودج" وبطولة "لوك ويلسن"، ويبدو أن لا شيء قادرٌ على إيقاف تلك الكارثة إلا مُعجزة إلهيَّة تأتي بها حلول السماء مادامت الأرض لا مُبالية بإيجاد حل! كان الناس في الماضي يُقيمون وزنًا لذوي التعليم العالي والثقافة والإبداع مُعترفين بتميُّزهم ومُنصتين إلى نُتاج الإلهام الذي أدى إلى هذا التميز، الآن نعيشُ في معمعة وحالة من الفوضى والخلط الذي جعَل الجهلاء يتوهمون أن حالهم حال العُلماء، وكُل فردٍ يظن نفسهُ محور الكون وصاحب الرأي السَّديد الذي لا يعلو على رأيه رأي مخلوق! فصار المُتميزون مُضطرون للعُزلة حماية لأنفسهم ومشاعرهم من مخاطِر حُرية التعبير، بينما من هب ودب يطحنون أنفسهم معنويًا وحسيًا في كُل مكان! لا أمل بالتغيير الجمعي مادام كل هؤلاء عقولهم مُختطفة، تُسيرها خُطط وأهداف الذين يُديرون خيوط اللعبة عبر وسائط التواصُل الاجتماعي، الأمل الوحيد للإنسان العاقِل بالخلاص الفردي وإن كان ثمنهُ جانبًا كبيرًا من العُزلة في تلك الجائحة التي تستهدف خلايا العقول لتُدمرها وتُسيّر أصحابها بأجهزة تحكُّم روبوتيَّة لا يستطيع الشعور بها إلا من تجنب الشرب من نهر الجنون.