A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

دولا أندراوس تكتب: معني السعادة

رغم أن البحث عن السعادة هو المحرك الرئيسي للحياة، إلا إنه قد يكون في الوقت ذاته أحد الأسباب الرئيسية للتعاسة. ذلك لأننا غالباً ما نعتقد أن سعادتنا تكمن في حصولنا على ما لا نملكه وأننا بمجرد إمتلاكه ستعرف قلوبنا الفرح المقيم، فنظل نلهج في دروب التطلعات تصبو نفوسنا للوصول لغايات نتوهم أن في تحقيقها السعادة. وقد تكون هذه الغايات غير واقعية فنعجزعن تحقيقها فنغرق في التعاسة ملقين باللائمة علي الظروف و الآخرين. أما إذا لم نكن من الحالمين ووضعنا لأنفسنا أهدافا واقعية إستطعنا تحقيقها، تتغلب الطبيعة البشرية ويظل الإحساس بعدم السعادة يراودنا ثم نبدأ في سعي آخر نحو هدف جديد علي أمل تحقيق السعادة المبتغاة. السبب في هذا التخبط هو عدم إدراكنا الصحيح لفكرة السعادة، فهي أحد المفاهيم التي يستغلق علينا استيعابها لدرجة أننا أحيانا لا نفهمها إلا بنقيضها..بمعني أننا نادراً ما نسعد بما نمتلك ومع ذلك نكون أتعس الناس إذا فقدناه. سألت صديقة ذات مرة عن مفهوم السعادة من وجهة نظرها وكانت هذه الصديقة قد مرت بظروف عصيبة حيث أنها كانت تعاني من مشكلة في الإنجاب لعدة سنوات إلى أن أذن الله فحملت وأنجبت فتاة جميلة تعلقت بها بدرجة مرضية فكانت مركزاً لحياتها. وإذ حان وقت دخولها الجامعة إذ بصديقتي تحمل فجأة وتنجب إبنة أخري. كانت مفاجأة بكافة المقاييس ولم تدر صديقتي كيف تتعامل معها فلقد كانت موقنة بإستحالة أن تنجب مرة ثانية إذ إن إنجابها في المرة الأولي كان شبه معجزي وقد كانت وقتها في عز شبابها فكم بالحري الآن وقد مضي من العمر أرذله ووخط الشعر المشيب؟ ولكنها لم تستطع أن تتذمر وهي التي ذاقت طعم الحرمان من الذرية وتقدر جيداً قيمة الأبناء. لم يكن أمامها سوي أن تشكر وتستكمل الحياة كما قدر لها وبالفعل بدأت تتقبل الأمر وتتعلق بالمولودة الصغيرة كذلك. ولكن سرعان ما عصفت بحياتهم كارثة كادت تدمر كيان تلك الأسرة الصغيرة.. فقد أصيبت البنت الكبري بسرطان في الدم وبدأت رحلة العذاب بين المستشفيات والعيادات والتحاليل والفحوصات وبدأت صديقتي تنهار وقالت لي ذات مرة: "أنا لن أسامح الله أبداً إذا أخذها مني..هل أعطاني أختها ليعودني عنها".. ومرت الشهور وهم في رعب ومعاناة إلي أن انزاحت الغمة واستطاع الأطباء إنقاذ حياة البنت عن طريق النخاع الذي حصلوا عليه من الأخت الصغري. وبعد أن عبرت المحنة بسلام سألت صديقتي عن مفهوم السعادة فقالت لي بدون تردد:"السعادة هي أشعة وتحاليل خالية من السرطان". يقولون أن السعادة تنبع من داخلنا وأن التعساء فقط هم الذين يبحثون عنها خارجهم.. وهذا صحيح لأن السعادة سلوك وليست هدف.. إتجاه وليست مكان.. هي حالة ذهنية لا علاقة لها بالمبلغ الذي في البنك ولا بحجم البيت وماركة السيارة وعدد الأصدقاء ولا تتأثر بمعاملة شريك الحياة أو سلاسة العلاقة مع الأولاد. السعادة هي قرار بالرضا..في أي وضع وتحت أي ظروف.. لوأردت أن تعرف إن كنت تملك مقومات السعادة أم لا، فاسأل نفسك سؤالاً واحداً..هل ستشعر بالتعاسة إذا فقدت شيئاً تملكه إن أجبت بنعم فهذا يعني أنك الآن سعيد.. فالسعادة تبدو صغيرة جداً وهي في أيدينا ولكن متى نطلقها، نعرف كم كانت غالية وثمينة.