إلى هنا أعاننا الرب
في بداية عام جديد نقف لنتأمل ما قد مضى منذ ايام مرت بأسرع من البرق، كثير مننا يندم على أفعال أو أقوال، وكثيرين منا يفقدون أحباء أو أملاك، كثير منا غير عمله أو مكان سكنه، وأخرين رزقوا بطفل مولود أو بدأوا حياة جديدة مع شريك للحياة، أخرون أتموا دراسة ما ومستعدون إلى استكمال المزيد من الدراسات أو استلام وظيفة ما، أو تحقق ترقية ومنصب في العمل، والبعض الاخر قد استسلم للمرض والموت.... الخ.
نعم نحتاج لتلك الوقفات التي تساعدنا على تذكر البركات التي نحن مقيمون فيها، فصموئيل النبي صرح بأعلى صوته على مسامع الشعب كيف كان الرب ومازال معين وحافظ لمن يتمسكون به، لذلك أقام ما اسماه حجر المعونة الذي كان تذكارا لاحسانات ومراحم الرب الإله الذي كان مرافقا لهم في الصباح بسحاب يظللهم من غدر الشمس وفي الليل عامود نار ينير ظلمة طريقهم فلا يعثروا، الإله الذي وفر لهم طعام وماء في البرية، ومن فضل عنايته أن نعالهم وملابسهم لم تبلى لمدة أربعون سنة طويلة، الإله الذي دافع عنهم في حروب لم يخوضوها وأباد ملوك أعزاء من أمامهم، الإله الذي حامى عنهم من وحوش الارض لئلا تفتك بهم وتبتلعهم، الإله الذي حامى عنهم من غضب الأمم المحيطة بهم، الإله الذي شق البحر ونهر الأردن فعبروا فيه، فصرخ صموئيل قائلا الي هنا اعاننا الرب ( صمؤيل الاول ٧ : ١2 )، ليتذكر الناس معية ومعونة ذلك الاله الذي سار بوجهه امام شعبه فميزهم عن باقي الشعوب حتي يومنا هذا.
أما في وقت ضعفنا واحتياجاتنا نصرخ يا رب كما صرخ دَاوُدَ في ضعفه العديد من المرات باعلي صوته: الي معاونتي أسرع يا إلهي. ( مزمور ٣٥ : ٢؛ ٣٨ : ٢٢؛٤٠: ١٣ ؛ ٧٠ : ١؛ ٧١ : ١٢ ؛ ١١٩ : ١٧٣؛١٢١ : ٢). أمثال ٢: ٧ فالرب يذخر معونة للمستقيمين، هو مجن السالكين بالكمال.
هو ذات القول لكاتب سفر العبرانيين: الرب معين لي ماذا يصنع بي إنسان (عبرانيين ١٣: ٦) مذكرا إيانا انه ان كان الرب معنا فمن علينا. لان يسوع المسيح هو هو أمسا واليوم والي الأبد، لم ولن يتغير ولن يغير فكره من نحونا بنو البشر، الذي احبنا وبذل ذاته لأجلنا، لأنه هكذا أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. إن كلمة معين أطلقها الرب الإله بنفسه على حواء أم كل إنسان عندما نظر لآدم وقال: اصنع له معين نظيره (تكوين ٢: ١٨) أي مساعد وسند. عزيزي من هو معينك وسندك؟ من تلجأ إليه في وقت ضعفك وضيقك؟
انظر إلى الرب... ففي العام الجديد نقف لنقول أيضا: إلى هنا أعاننا الرب، إلى هنا لم نحتاج لأننا أفضل من عصافير كثير، ومن زنابق الحقل التي يلبسها الرب أفضل من سليمان كما قال الرب يسوع المسيح.
عزيزي هل يمكنك القول: إلى هنا أعاننا الرب، في نهاية مشوار تعليم أو زواج أحد أبنائك كما كان أبي يقول دائما بعلو صوته: إلى هنا أعاننا الرب. عام جديد ومراحم وإحسانات جديدة، وحياة جديدة في المسيح، وبداية جديدة لعهود جديدة ومغامرات جديدة، وكان صباح وكان مساء يوما جديدا، هوذا الكل صار جديدا.