خميرة صغيرة
كم نحب كشعب مصري الخبز، فهو اساس المائدة لجميع الوجبات وفي كل الاوقات، فالخبز كما يقول الكتاب المقدس انه يسند قلب الانسان (مزمور 104 : 15 ). عزيزي اذا اتيحت لك الفرصة لزيارة المتحف الزراعي بالقاهرة بالمبني الخاص بقدماء المصريين سوف تجد اكثر من مئة نوع خبز جاف تم العثور عليه بالمقابر الفرعونية، انواع مختلفة مازال صعيد مصر وفلاحيها يخبزونه حتي يومنا هذا مثل: البتاو، والمرحرح، والزلوط، والعيش الشمسي، والبلدي بالردة، والشباسي، وعيش القمح واخر بالذرة وثالث بالشعير ورابع بالحلبة.....الخ، منها السميك ومنها الرفيع، منها الصغير ومنها الكبير.
والخبز هام لدرجة إن الرب اسقطه من السماء لبني اسرائيل بالبرية فقال الرب لموسى ها انا أمطر لكم خبزا من السماء؛ فيخرج الشعب ويلتقطون حاجة اليوم بيومها. لكي امتحنهم ايسلكون في ناموسي ام لا (خروج 16: 4). وامرهم ايضا قائلا: تحفظ عيد الفطير. سبعة ايام تأكل فطيرا كما امرتك في وقت شهر ابيب. لأنك في شهر ابيب خرجت من مصر (خروج 34: 18).
وشهد بولس عن الرب فقال: الذي يقدم بذارا للزارع وخبزا للأكل سيقدم ويكثر بذاركم وينمي غلات بركم (2 كورنثوس 9: 10). (مزمور 107: 9) لأنه اشبع نفسا مشتهية وملا نفسا جائعة خبزا؛ وعندما عاقب الرب الاله ادم قال له: بعرق وجهك تأكل خبزا حتى تعود الى الارض التي اخذت منها. لأنك تراب، والى تراب تعود ( تكوين 3: 19).
فالخبز يوضع له خميرة صغيرة فإنها تخمر العجين كله (غلاطية 5: 9). والرب يسوع ذاته شبه ملكوت السموات بهذا المثل فقال في متي (13: 33) قال لهم مثلا اخر: «يشبه ملكوت السماوات خميرة اخذتها امرأة وخبأتها في ثلاثة اكيال دقيق حتى اختمر الجميع». وهنا اتذكر المعجزة التي عملها الرب يسوع عندما اخذ الخبزات وبارك وشكر وكسر واشبع الجموع (مرقس 8 : 6 ). كما ينصح كاتب الجامعة بان نلقي خبزنا علي وجه المياه لأننا سوف نجده بعد ايام كثيرة فهو يعني اصنع الخير وسوف يرد لك (جامعة 11: 1 ).( امثال 25: 21) ان جاع عدوك فأطعمه خبزا وان عطش فاسقه ماء (امثال 28: 19) فالمشتغل بارضه يشبع خبزا وتابع البطالين يشبع فقرا.
وإبليس جرب الرب يسوع عندما جاع و هو في البرية اربعون يوم صائما قال له ابليس: «ان كنت ابن الله فقل لهذا الحجر ان يصير خبزا». فأجابه يسوع: «مكتوب ان ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة من الرب الاله» (لوقا 4: 3، 4). والرب يسوع نفسه وصف ذاته انه هو خبز الحياة، الخبز النازل من السماء (يوحنا 6: 48). فحبة القمح تغرس في الارض لتنبت سنابل تجز بالمنجل وتضرب بالمذراة ثم تجمع للطحن لتكون دقيق الذي يلت ويضرب ليكون عجين بعد اضافة الخميرة الصغيرة يترك ليخمر ثم يعجن ويلت مرة اخري ثم يوضع في النار ليخرج خبزا شهيا.
ووصف بولس المؤمنين بالرب يسوع بالخبز كما قال في (كورنثوس الأولى 10: 17) «فاننا نحن الكثيرين خبز واحد، جسد واحد، لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد. ليس افتخاركم حسنا، الستم تعلمون ان خميرة صغيرة تخمر العجين كل؟ إذا نقوا منكم الخميرة العتيقة، لكي تكونوا عجينا جديدا كما انتم فطير. لان فصحنا ايضا المسيح قد ذبح لأجلنا. اذا لنعيد، ليس بخميرة عتيقة، ولا بخميرة الشر والخبث، بل بفطير الإخلاص والحق» (كورنثوس الأولى 5: 6 – 8 ). مجمل القول مما سبق اننا التصقنا بالرب يسوع ومررنا بجميع مراحل الطحن والعجن واللت والخبز فلا يجب ان نسمح للجسد العتيق ان يتحكم في قراراتنا وارادتنا.