A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

الجذور

في حواري مع أحد الأصدقاء، سألته عن اجتماع الصلاة الاسبوعي وعن إمكانية إشتراكه معنا في الصلاة ولكنه قال بكل هدوء: "صلاة، لا مليش مزاج "!!

لم أسترسل في الحوار أكثر من ذلك ولم أُعط لنفسي الحق في تخطي أسوار حياته الشخصية والروحية، فلم أسأله عن سبب أنه (ملوش مزاج)، بالرغم من ذلك، كنت منشغلا طوال اليوم بهذا الصديق وبجملته التي قالها لي بكل ثقة. أخذت أفكر وأبحث عن السبب. وهنا تذكرت الفيلسوف العظيم د. مراد وهبة حينما قال جملته الشهيرة أنه يجب علينا ان نبحث عن الجذور!!

فما هي جذور هذا الرفض القاطع والمستتر تحت غطاء المزاج؟؟

في رأيي ان أحد أهم هذه الجذور هي غياب التعريف الصحيح لكلمة صلاة بل والأدهى من ذلك هو سيطرة بعض الأفكار الغريبة التي تسبي العقل ولا تعطي فرصه للفكاك منها. فأحد هذه الأفكار هو الإعتقاد بأن الصلاة هي إحدي الأدوات المستخدمة لكي ينال الانسان بها البر. فالبر هو ان يكون الإنسان بلا لوم أمام الله. فيصلي الإنسان لكي يرضي الله عنه فيتبرر!!!

للأسف ان هذه الفكرة تُعد إحدي الفيروسات الخطيرة التي تهدد علاقة الإنسان بالله بل والأكثر من ذلك إنها تشوه صورة الله وتضعه في وضع إستاتيكي كل ما عليه ان ينتظر عمل الإنسان بل وتحنن الإنسان عليه الذي يكون بدوره في وضع ديناميكي يسعي ويتحرك ويبحث عن الله!!

أولا: الله ديناميكي الحركة أي هو من يبحث على الإنسان، فهو البادئ بالعلاقة مع الإنسان، وما على الإنسان إلّا الاستجابة. ولعل بشارة معلمنا يوحنا هي خير دليل علي ديناميكية شخص المسيح، فهو من سعي وذهب للقاء السامرية وكذلك المفلوج. بل والعجيب أننا في صلواتنا اليومية نعلن هذه الديناميكية حينما نصلي الصلاة الربانية قائلين: "ليأت ملكوتك". فمن يذهب إلى من؟؟

ثانيا: بالنسبه لنقطه البر؛ فالصلاة أو الجهاد عامة ليس الهدف من هذا أن يحصل الإنسان على البر كمكافأة إلهية للإنسان على جهاده لان الإنسان قد تبرر أصلاً في شخص يسوع المسيح. وهذا ما كتبه معلمنا بولس الرسول في رسالته الي رومية: "متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح."(رو٢٤:٣). فيا لشقاء الإنسان الذي يبحث عن البر وهو أصلا مبرر وهذا البر براً مجانياً بدون أي تعب من الإنسان بل قُدم له من خلال دم المسيح. إذاً فالله ليس محتاجا لصلاة الإنسان ولا هي أداة للحصول على البر.

فحصول الإنسان على البر يكون بنعمه الله من خلال عمل الروح القدس الذي يأخذ من المسيح ويُعطي للإنسان (يو١٤:١٦)، فيحصل الإنسان على سمات المسيح فبالتالي يحصل علي بره دون أي جهاد من الإنسان. وهنا تأخذ صلوات الإنسان وضعها الطبيعي فبدلاً من أن تكون أداة للحصول على البر أصبحت ذبيحه شكر يقدمها الإنسان لله على هذا البر المعطي مسبقا. فيقف الإنسان أمام الله ليس باحثا عن البر بل شاكرا عليه. فينظر الآب الينا مبرَرين في إبنه يسوع المسيح.

يا لمجد الإنسان الذي يقف أمام الآب رافعاً صلاته شاكراً له، فينظر الآب إليه مبرَرا في إبنه يسوع المسيح.

ألا تدري عزيزي القارئ، لماذا يتمهل الآب علينا بالرغم من كل شرورنا وخطايانا؟؟... لأنه وبكل الحب ينظر إلى ابنه يسوع المسيح فينا.