A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

تداعيات صعود تيار اليمين على السياسات الدولية

شهدت الانتخابات الأوروبية صعود تيار اليمين في عدد من الدول، محدثة زلزالا سياسيا في فرنسا، لكن من دون الإخلال بالتوازن السياسي في بروكسل. و حقق اليمين تقدما جليا، مع تصدر التجمع الوطني نتائج الانتخابات الأوروبية في فرنسا وحزب الحرية في النمسا، فيما حل "البديل من أجل ألمانيا" في المرتبة الثانية متقدما على الاشتراكيين الديموقراطيين بزعامة المستشار أولاف شولتس.

أثار صعود أحزاب أقصى اليمين في أوروبا، وبخاصة في فرنسا وإيطاليا، قلقاً في أوساط المهاجرين المقيمين في هذه البلدان أو الراغبين من دول أفريقية في استخدام إحدى الوسائل غير النظامية للوصول إلى الضفة الأخرى من المتوسط، لكن ما قد يضع خطط المتشددين الأوروبيين الجدد أمام اختبار معقد هو تحول موطن تدفقات اللاجئين من الصحراء الكبرى والساحل إلى موطئ قدم لروسيا، التي تقف وراء طرد الفرنسيين من دول أفريقية والدور قادم على الأميركيين، وصارت تبتز الغرب بملف الهجرة.

واكتسحت أحزاب أقصى اليمين انتخابات البرلمان الأوروبي هذا الأسبوع، فاستحوذت على المركز الأول في فرنسا وإيطاليا والنمسا وحلت ثانية في ألمانيا وهولندا، مخلفة حالاً من عدم اليقين في شأن مستقبل الاتجاه السياسي للقارة العجوز، إذ حصلوا على مكاسب كبيرة قد تجعل من الصعب على بروكسل تمرير التشريعات واتخاذ القرارات بسهولة.

صود تيار اليمين في انتخابات البرلمان الاوروبي

شهدت الانتخابات الأوروبية صعود تيار اليمين في عدد من الدول في مقدمتها ألمانيا، محدثة زلزالا سياسيا بفرنسا، لكن من دون الإخلال بالتوازن السياسي ببروكسل.

تؤكد المعطيات لنتائج انتخابات البرلمان الأوروبي إحراز الأحزاب اليمينية القومية والمتطرفة مكاسب هامة، وانتكاسة مريرة لزعيمي القوتين الرئيسيتين في الاتحاد الأوروبي، المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أعلن حلّ الجمعية الفرنسية ودعا لانتخابات تشريعية في 30 يونيو الجاري.

جرت الانتخابات التي دُعي إليها أكثر من 360 مليون ناخب لاختيار 720 عضوا في البرلمان الأوروبي، في مناخ مثقل بالوضع الاقتصادي القاتم والحرب في أوكرانيا، وفيما يواجه الاتحاد الأوروبي تحديات استراتيجية من الصين والولايات المتحدة.

في فرنسا، تصدر حزب التجمع الوطني بقيادة جوردان بارديلا النتائج بنسبة تزيد على 31,5 بالمئة من الأصوات، متقدما بفارق كبير على حزب النهضة الذي يتزعمه الرئيس ماكرون (15,2 بالمئة)، بحسب تقديرات معاهد الاستطلاع. وبذلك سيحصل حزب الجبهة الوطنية على 31 من أصل 81 مقعدا فرنسيا في البرلمان الأوروبي.

وفي ألمانيا، رغم الفضائح الأخيرة التي طالت رئيس قائمته، احتل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المركز الثاني بنسبة 16 إلى 16,5 بالمئة من الأصوات، خلف الاتحاد المسيحي المحافظ (29,5 إلى 30 بالمئة). لكنه تقدم بفارق كبير على حزبي الائتلاف الحاكم، الاشتراكيين الديموقراطيين (14 بالمئة) والخضر (12 بالمئة).

في إيطاليا، تصدّر حزب "إخوة إيطاليا" اليميني الذي تتزعمه رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، النتائج بنسبة 25 إلى 31 بالمئة من الأصوات، وفق استطلاعات رأي مختلفة.

أيضا في النمسا، حصل "حزب الحرية" اليميني على 27 بالمئة من الأصوات، وعزز الهولنديون الذين كانوا أول من أدلوا بأصواتهم الخميس، موقف حزب خِيرت فيلدرز اليميني المتطرف.

وفي إسبانيا، أظهرت النتائج الرسمية حصول الحزب الشعبي اليميني، التشكيل الرئيسي للمعارضة الإسبانية، على 22 مقعدا في البرلمان الأوروبي مقابل 20 للاشتراكيين بزعامة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، وحقق حزب فوكس اليميني تقدما بحصوله على 6 مقاعد.

أما في بولندا، فقد تقدم الحزب الوسطي المؤيد لأوروبا بزعامة رئيس الوزراء دونالد توسك على حزب القانون والعدالة القومي الشعبوي، لكن الأخير حافظ على قسم هام من الأصوات، كما أن اليمين المتمثل في حزب كونفيديراجا لن يحصل على أقل من 6 مقاعد في البرلمان الأوروبي.

رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين تحتفل في بروكسل بفوز حزبها الشعب الأوروبي في انتخابات البرلمان الأوروبي 09.05.2024رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين تحتفل في بروكسل بفوز حزبها الشعب الأوروبي في انتخابات البرلمان الأوروبي 09.05.2024

لكن اليمين منقسم في البرلمان الأوروبي إلى كتلتين لا يزال تقاربهما غير مؤكد بسبب خلافات كبيرة بينهما، خاصة فيما يتعلق بروسيا.

يتبنى أعضاء البرلمان الأوروبي تشريعات بالتنسيق مع الدول الأعضاء، يمكن لليمين أن يجعل صوته مسموعا في القضايا الحاسمة: الدفاع ضد روسيا التوسعية، والسياسة الزراعية، والهجرة، والهدف المناخي لعام 2040، ومواصلة التدابير البيئية التي يرفضونها بشدة.

ملف الهجرة

فيما يتعلق بالهجرة، يتوقع أن يتم وضع إجراءات لتقييدها أكثر، حيث يعد التصدي للهجرة الكثيفة ملفا أساسيا في برامج الأحزاب اليمينية.

وتصدر الخوف من تأثير الهجرة على الهوية وفرص العمل ومستوى المعيشة خطاب الأحزاب اليمينية في كل من إيطاليا وفرنسا وهولندا والمجر وغيرها، وقاد هذا بالفعل أحزابا منها إلى الحكم، منها حزب "إخوة إيطاليا" عام 2022، وحزب الحرية في النمسا في انتخابات 2021، وحزب الحرية في هولندا في انتخابات 2023.

حرب أوكرانيا

بعض تيارات اليمين الصاعدة في الانتخابات الأوروبية "قريبة من موسكو"، وهو ما يترتب عليه احتمال أن "تظهر طريقة تفكير أوروبية جديدة ومغايرة عما سبق" في إدارة الحرب وتحديد مستقبلها.

وفاقمت حرب أوكرانيا التي اندلعت في فبراير 2022، من الأزمات الاقتصادية في أوروبا، وخرجت مظاهرات تطالب بالحد من المساعدات الضخمة التي تخرج من خزائن البلاد إلى أوكرانيا.

إلا أن تقارير أوروبية تشير إلى أن اليمين المتشدد منقسم في البرلمان الأوروبي إلى كتلتين بشأن الموقف من روسيا.

ويعد رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، من أكثر السياسيين اليمينيين جرأة في الإعلان عن عدم رضاه عن الحرب وعن فرض عقوبات على روسيا.

كذلك، فإن زعيم حزب الحرية النمساوي هربرت كيكل، أكد أمام مناصريه بعد إعلان تقدم الحزب في انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة، على "حياد" فيينا، منتقدا الدعم المقدم لأوكرانيا والعقوبات المفروضة على موسكو.

في المقابل، فإن حزب أخوة إيطاليا الذي حقق تقدما أيضا في انتخابات البرلمان الأوروبي، تصرح زعيمته رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني بتأييدها للحرب على روسيا.

تحول الطاقة

تسببت حرب أوكرانيا في أكبر أزمة طاقة تشهدها أوروبا في هذا القرن، حيث رافقتها قرارات من الاتحاد الأوروبي بالاستغناء التدريجي عن الغاز والنفط الروسيين، مما تسبب في قفزة ضخمة بالأسعار.

وترتب على ذلك اتخاذ بعض الدول، على رأسها ألمانيا، إجراءات لإحياء وتعزيز استخدام المفاعلات النووية، وهو ما أيدته فرنسا.

كما اتجه الاتحاد الأوروبي لتعزيز اللجوء للطاقة المتجددة وغيرها، مثل الهيدروجين والميثان الحيوي.

ويرجح أن تتراجع برامج تحول الطاقة مع صعود الأحزاب اليمينية الرافض كثير منها للعقوبات المفروضة على روسيا، بما تشمله من وقف استيراد الغاز والنفط منها.