A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

تساؤلات حول قضية الهوية في مصر؟ (1)

اتحاد القبائل العربية... سهم في قلب الوطن.. ام درعا لها؟!

تحقيق: إيهاب أدونيا

أثار تأسيس "اتحاد القبائل العربية في مصر" في مطلع مايو الماضي مخاوف واسعة في الأوساط السياسية المصرية، من تحوله إلى كيان موازٍ للدولة، خاصةً مع امتلاك بعض القبائل المكونة له للسلاح.

كما حظي الإعلان عن اتحاد القبائل العربية أخيرا بنقاشات عديدة، داخل مصر وخارجها، ووصلت المبالغة حدّ الوصف بأنه كيان مواز للدولة، وسوف يخصم من رصيد الجيش المصري الذي تقع على عاتقه حماية الأمن القومي وفقا للدستور، وزاد البعض في تقديرهم بأن هذا الاتحاد سوف يعيد تكرار نماذج في ليبيا والسودان عندما أصبحت سلطة القبيلة فوق سلطة الدولة.

وكان قد أُعلن عن تأسيس الاتحاد في مؤتمر عُقد في منطقة العجراء جنوبي مدينة رفح المصرية، بمشاركة 30 قبيلة سيناوية مصرية، وبرئاسة رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، المقرب من النظام.

وتمّ اختيار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيساً شرفياً للاتحاد، كما تم الإعلان عن تغيير اسم قرية العجراء إلى "مدينة السيسي".

وأعلن الاتحاد عن أهدافه، وهي: دمج القبائل تحت مظلة وطنية، وجعلها سنداً للدولة لدعم الأمن في المناطق الخاضعة للقبائل، ودعم التنمية، وتأسيس دولة فلسطينية.

ولكن سرعان ما واجه الاتحاد معارضة واسعة، حيث هددت "الحركة المدنية الديمقراطية في مصر" باللجوء للقضاء لمنع إنشائه، معتبرة إياه مخالفًا للدستور والقانون، ومُشكلاً خطرًا على مفهوم الدولة المدنية.

كما أصدرت "القبائل العربية في الصعيد وغرب مصر" بيانًا يرفض الاتحاد، ويؤكد عدم تمثيله لها.

وتُثير هذه القضية نقاشًا هامًا حول دور القبائل في الدولة الحديثة، ومدى إمكانية دمجها في إطار الدولة دون المساس بمفهوم المواطنة والمساواة.

تأسيس اتحاد القبائل العربية ... ومن هم أعضاءه

أُعلن عن تأسيس اتحاد القبائل العربية في مصر خلال مؤتمر عُقد مطلع مايو المنصرم، بمنطقة العجراء جنوبي مدينة رفح المصرية، بمشاركة 30 قبيلة سيناوية مصرية، وبرئاسة رئيس اتحاد قبائل سيناء ورجل الأعمال المقرب من النظام إبراهيم العرجاني. ودشّن مصطفى بكري، المتحدث الرسمي باسم اتحاد القبائل الاتحاد رسمياً، مضيفاً أن الرئيس السيسي سيكون رئيساً شرفياً له. كذلك تم الإعلان عن اختيار العرجاني رئيساً لاتحاد القبائل العربية في مصر، وتغيير اسم قرية العجراء إلى مدينة السيسي.

أما عن أهداف الاتحاد فهي دمج القبائل تحت مظلة وطنية، وجعلها سنداً للدولة لدعم الأمن في المناطق الخاضعة للقبائل، ودعم التنمية، وتأسيس دولة فلسطينية.

يرفض مسؤولو الاتحاد وصفه بأنه «ميليشيا»، مؤكدين أنه «كيان لا يتجاوز القانون ولا الدستور»، الذي يمنح القوات المسلحة مسؤولية حفظ الأمن والأراضي المصرية. ويقول المتحدث الرسمي إن «الاتحاد ليس تنظيماً مسلحاً، وإن أبناء القبائل قاموا بتسليم السلاح الذي كان بحوزتهم خلال مواجهة الإرهاب، إلى القوات المسلحة منذ عام 2020»، مؤكداً أنه لا يرى لمنتقدي تدشين الاتحاد مبررات منطقية في ظل وجود جمعيات عدة مسجلة لدى وزارة التضامن لفئات مجتمعية عدة على غرار الاتحاد.

منذ إنشاء مجلس اتحاد القبائل العربية عام 2013، وتدشينه بشكله النهائي في بداية عام 2020، ويعتبر المجلس ظهيرًا شعبيًا يدعم مؤسسات الدولة في سيناء، حيث تم إنشاء المجلس بدافع ذاتي من 30 قبيلة مصرية سيناوية وليس له أي مطالب، حيث يضم المجلس شريحة كبيرة من المجتمع

ويضم أعضاء اتحاد القبائل العربية، قبيلة الترابين من أكبر القبائل انتشارا في شبه جزيرة سيناء والدول العربية، قبيلة السواركة من أكبر قبائل سيناء وتسكن ضواحي العريش وتمتد حتى منطقة الشيخ زويد، قبيلة المساعيد فرع من قبيلة الأحيوات التي تسكن وسط سيناء، قبيلتا السماعنة والسعديين من أقدم البدو الذين توطنوا في شمال سيناء، قبيلة العيايدة من أكبر قبائل شمال سيناء ولها امتداد في محافظة الجيزة، قبيلة الرميلات كانت تسكن قديما في بلدة القطيف، قبيلة البياضية تسكن هذه القبيلة منطقة بئر العبد بين القنطرة شرق والعريش، قبيلة العقايلة من قبائل ساحل سيناء الشمالية في منطقة قاطية ونزل منهم في وادى النيل في الشرقية بمركز فاقوس وصعيد مصر، قبيلة الدواغرة من غرب مُطير وتسكن هذه القبيلة منطقة الزقبة من بلاد العريش، قبيلة الرياشات إحدى القبائل التي تقيم بمصر وفلسطين والأردن والسعودية واليمن.

نائب رئيس اتحاد القبائل: الاتحاد ظهير شعبي خلف القيادة السياسية والجيش المصري

تحدث أحمد رسلان نائب رئيس اتحاد القبائل وكشف الكثير من التفاصيل حول الكيان ودوره الحقيقي، قائلا لسنا ميليشيا أو مجموعة مسلحة ولن نكون.

بل أكد أنهم "كيان قبلي كبير يعمل كظهير شعبي خلف القيادة السياسية والجيش المصري"، مضيفا أن الكيان عبارة عن جمعية أهلية تعمل في إطار القانون

كما أوضح أن الاتحاد سيكون داعما للجيش في حماية الأمن القومي المصري ولقرارات القيادة السياسية فيما يختص بسيناء وأهلها.

ولفت إلى أنه سيلعب دورا بارزا في تنمية سيناء وإقامة مشاريع تخدم سكانها. وأشار إلى أنه بدأ بإنشاء مدينة السيسي التي كانت قبل ذلك وكرا للتكفيريين.

وأردف أنه بعد تطهيرها تم بناؤها بطريقة عصرية لتكون مدينة ذكية من مدن الجيل الرابع تستوعب جانبا من أبناء شبه الجزيرة.

كما تابع قائلا إن اتحاد القبائل العربية سيلعب أيضا دورا في دعم القضية الفلسطينية وتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني، وسيقف كذلك في وجه تهجير الفلسطينيين، مؤكدا أن سيناء كانت ولا تزال وستظل مصرية، ولن يفرط أحد في ذرة رمل منها.

وأشار نائب رئيس الاتحاد إلى أن اتحاد القبائل العربية سيعمل جنباً إلى جنب مع الدولة المصرية، في معركة البناء والتعمير، وسيكون داعماً لها في كل ما تتخذه من قرارات وإجراءات تهدف للحفاظ على أمن الوطن وصون استقراره، وسيكون له دور في متابعة تنفيذ المشاريع القومية في سيناء ومطروح وباقي المحافظات وحل المشاكل العرفية والتعاون مع الدولة في توفير متطلبات الحياة لأبناء سيناء.

اتحاد القبائل... وتوقيع بروتوكولات قطرية

‏قام مؤخرا وفد من دوله قطر بزيارة الشيخ إبراهيم العرجاني رئيس اتحاد القبائل والعائلات وتقديم التهاني له وتم بحث سبل التعاون المشترك في المجالات الصناعية والزراعية والتجارية وإنشاء عده شركات مشتركه في كافة المجالات وتم الاتفاق على توقيع بروتوكول تعاون بين الشركات الخاصة باتحاد القبائل والعائلات ومجموعة شركات الشيخ جاسم.

علم "اتحاد القبائل العربية".. يثير مخاوف المصريين

العلم هو علم مصر ولكن بعد فصل ثلث مساحة العلم بخط ووضع شعار اتحاد القبائل في الثلث الأخير، ورفض المصريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي ذلك الفعل المشين بالعلم المصري حيث أوضحوا انه لا يحق لأي جهة في مصر، باستثناء الجيش، إضافة شعارات أو رسوم لعلم البلاد.

ورأى فيه البعض تكريس لعملية فصل شبه جزيرة سيناء عن مصر لتصبح جمهورية سيناء، وتساءل البعض ماذا لو وضعت جماعة الإخوان المسلمين شعارها على علم مصر بهذه الطريقة، ماذا سيكون رد فعل الدولة والشعب المصري على هذا الأمر؟

كيانات موازية للدولة.. أم داعمة لها

هددت الحركة المدنية الديمقراطية في مصر، وهي تجمع سياسي يضم مجموعة من الشخصيات العامة والأحزاب، بأنها "ستلجأ إلى القضاء للوقف الفوري لأي خطوات تتخذ لإنشاء كيانات تخالف الدستور والقانون وتخلق كيانات موازية أو بديلة لمؤسسات الدولة وتقوم بعملها". وقالت في بيان إن "مصر بلد عريق لديه جميع مقومات الدولة المدنية الحديثة، بما في ذلك جيشه الوطني القوي الذي هو ملك للشعب، ونحن نثق في قدرة جيشنا على الدفاع عن أرض الوطن وحدوده دون سواه". وأضافت أن "الدعم المقدم من جانب المجتمع والقوى الشعبية في مواجهة الاحتلال أو الإرهاب يأتي في سياق لا يحوّل هذا الدعم إلى كيانات ذات طبيعة سياسية أو اقتصادية أو عسكرية".

وقررت الحركة التقدم بعريضة تتضمن "المخاطر المحتملة من جراء إنشاء كيانات تحت أي مسمى"، محذرة من "التصريح لها من وزارة التضامن الاجتماعي، بما في ذلك من انتهاك للدستور الذي يمنع قيام كيانات على أساس عرقي أو ديني أو طائفي". وقالت إن "الموافقة على هذا الكيان (اتحاد القبائل العربية في مصر) تعد تراجعاً للخلف عن مقومات الدولة المدنية الحديثة، وبخاصة أن الإعلان عن تأسيس الكيان صاحبه مظاهر استعراضية تشير إلى أن لديه قوة ومساحة موازية لمؤسسات الدولة الرسمية".

وجود كيانات موازية في ظل وجود أحزاب غائبة عن المشهد السياسي، لا يعتقد أنه المسلك الصحيح، خاصة في حال كون تلك الكيانات لها طابع جغرافي، وينعتها البعض (وهو ما لم يثبت بعد) بأوصاف وأمور سيكون الزمن هو المحك الرئيس لمدى صدقها، وهي أنها ربما تصبح أدوات تمتلك سلاحا، وهو أمر خطير حتى لو كان تحت ذريعة محاربة الإرهاب، لا سيما وأن الجيش في مصر نجح بشكل متميز في عدم إغراق البلاد في مخطط عدم الاستقرار.