جود نيوز أحد رعاة الحفل.. تذكرة مجانية إلى مصر! في حفل ١٩ يوليو مدينة أوروبية تعرض أراضي للبيع بثمن فنجان قهوة.. هل تفكر في الشراء؟ فتح تحقيق بحادثة انتحار ”روبوت” ابتكار زجاج ”يصلح نفسه” موجة حر تذيب تمثال أبراهام لينكولن في واشنطن كيف تتأثر الشهية بحرارة الصيف؟ للوقاية من السكري.. احذر الضوء في هذا الوقت من الليل السباحة للحامل في الصيف.. الفوائد وشروط الأمان دراسة تكشف فائدة غير متوقعة للبرقوق إلغاء مباراة سموحة وبيراميدز بسبب حريق في إستاد الإسكندرية السعودية تعتزم استضافة نزالات نسائية في بطولة القتال النهائي ”يو إف سي” المهاجم الياباني ميورا البالغ 57 عاما ينضم إلى ناد جديد ولا يفكر في الاعتزال

دولا أندراوس تكتب: كلنا معاذ

قضى البطل وهو يدافع عن وطنه وأمته. مضى إلى قدره المحتوم المتوقع على يد وحوش ارهابيين وقتلة. مات بسلاح هو الأبعد عن قلب الله والأقرب إلى قلوب المؤمنين به. سلاح النص المقدس الذي من المفترض أنه أنزل رحمة للعباد فإذا به يبيح نحرهم وذبحهم وحرقهم ورميهم من عل. الحق أن التنديد لم يعد يكفي. والدعوات المدافعة عن الاسلام على كثرتها أصبحت محزنة ومثيرة للشفقة لانها ليست سوى طنطنة فارغة خالية من الهدف والمغزى. بل لقد أصبحت مصدر خصومات وخلافات جديدة بين مدافع عن الاسلام متمسك برؤيته له على أنه دين رحمة وسلام، ومهاجم يحمل النص مسؤولية العنف ويراه منشأ الكراهية. وفي معظم الأحوال يخوض الفريقان صراعات خفية وحروباً كلامية إن لم تتطور إلى عنف فهي على الأقل تولد مزيداً من الحزازة والضغينة وتزيد الوضع تأزماً. أقول أن هذه التنظيرات التبريرية يجب أن تتوقف لأنها بالاضافة إلى مساهمتها في ازجاء العنف والطائفية، أصبحت بمثابة تراخيص مفتوحة للارهاب ومسوغات لكي يبقى الحال على ما هو عليه.. حيث يستمر الارهابيون في إرتكاب أعمالهم الاجرامية مدعمة بسند من الحديث والسنة، ويستمر الشامتون في الانقضاض على النص ومحاولة وضعه في قفص الاتهام، ويستمر الغيورون على الاسلام في الدفاع عنه ظانين أنهم بالتنديد ومحاولة تبرئة الدين من شبهة الارهاب يفعلون ما يجب عليهم فعله. والنتيجة هي أننا نداوم على حصر أنفسنا في دائرة مفرغة من هجوم ودفاع ندور فيها بعد كل حدث ثم نتناساها إلى حين تبزغ كارثة جديدة. في هذا السلوك الغشيم تجاهل للقضية الرئيسية التي هي ببساطة تجريم ومقاومة القتل على الهوية بغض النظر عن هذه الهوية، ووضع حد للجرائم الطائفية بغض النظر عن خلفياتها وتنويعاتها. وبعقد مقارنة بسيطة بين سلوكيات الشعوب المتحضرة وردود أفعالهم إزاء جرائم الكراهية والقتل على الهوية، في مقابل سلوكيات وردود أفعال شعوبنا العربية إزاء هذه الجرائم يمكننا أن نرى بوضوح التباين الرهيب في معالجة وتناول هذه النوعية من الحوادث. فبعد جريمة القتل المروعة التي راح ضحيتها ثلاثة شبان مسلمين في ولاية نورث كارولينا قامت الشرطة بالقبض الفوري على المتهم وأعرب قائد الشرطة عن تفهمه لمخاوف احتمال أن تكون هذه الجريمة قد ارتكبت بدافع الكراهية. في الوقت نفسه تمت تغطية الحادث من الجرائد ووسائل الاعلام وكتب كثير من المشاهير ينعون الضحايا على مواقع التواصل الاجتماعي كما احتشدت الجماهير بالآلاف بجامعة نورث كارولينا في وقفة حداد بالشموع على أرواح الضحايا وتمت إدانة الجريمة من قبل جميع الأجهزة والأفراد. في الغرب يخشون العنصرية وينبذون الكراهية فيتحدون ضدها كلما لاح شبحها مهددا لأمن وسلامة مجتمعاتهم.. بينما نحن على الصعيد الآخر نرحب بالانقسام ونفرح بالمصائب التي تصيب الغير ونمارس الطائفية كما نتنفس ونكيل بمكيالين ونعمد إلى التبرير والتنظير والتخوين.. فكيف يمكن أن تُحل المشاكل في بيئة كهذه.. وكيف لنا أن نواجه الارهاب إذا كنا نغذيه بأن نزيد الوضع تدهوراً وانحطاطاً. لعل من الأجدى أن نتساءل عن جدوى تلك المهاترات وأن نقف جميعنا صفاً واحداً في مواجهة الجريمة باعتبارها جريمة وحسب.. دون تصنيف ودون تبرير ودون تنظير ودون انتهازية. الحق اننا إن لم نفعل، سنشهد جرائم تفوق التوقعات وسينتهي بنا الأمر إلى أن نصبح كلنا معاذ حقيقة لا رمزا.