A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

أوراق مخلوطة

كم يتضايق الكثيرين من أوراق الخريف المتساقطة وتطايرها بالهواء والرياح متناثرة إياها في كل جهة ومكان والمعاناة في جمعها حيث تجدها من كل شجرة حفنة مخلوطة لا يمكنك الا جمعها مختلطة كما هي وحرقها بالنار؛ والشعب المصري مشهور بأكلة الكشري التي هي خليط بين مجموعة حبوب مختلفة مثل الارز والعدس والحمص والمكرونة التي هي نتاج القمح المطحون. ولصناعة بيت قوي متين يخلط البَني الاسمنت بالماء.

كما إننا نخلط أيضا المشروبات المختلفة مثل الشاي باللبن او النعناع؛ وهناك تجار عديمي الضمير يخلطون البضاعة الرخيصة بالغالية حتى يبيعونها بسعر يحقق لهم مكاسب كبيرة؛ ونحن كثيرا ما نخلط الأوراق بين الدين والسياسة بين الحق والباطل بين الصدق والكذب بين الحقيقة والخيال. والطفل ايضا بفطرته يحب الخلط، فيمكنك وضع مجموعة من الالوان المخلوطة بالماء وبعض الفرش ولاحظه من بعيد، فستجده لا يعير الفرشاة اهتماما ولكن يأخذ اللون بأصابعه واضعا إياه على مسطح الصفحة وسرعان ما يمزجه مع لون اخر خالطا اياه بكلتا يديه ليتكون لون ثالث من هذا المزيج.

وحركة ما بعد الحداثة المعاصرة عملت جاهدة علي تحقيق فكرة المزج والخلط هذه مستندة على مبدا الين واليانج، دكتور جيكل ومستر هيد، خلط الطراز المعماري القديم بالطراز الحديث مؤكدة على ان هذا صحي وجيد ومحبب للذات الإنسانية مما جعل الحضارات والديانات القديمة تُبعث من جديد، فأصبحنا نسمع شعارات البحث عن الهوية وتأكيد الذات والتحررية والحرية العقائدية والتحرر الجنسي وحركة العري وغيرها من الاوراق المخلوطة. لكن في العهد القديم بالكتاب المقدس صرخ ايليا في الشعب قائلا: لماذا تعرجون بين الفرقتين، ان كان الرب هو الاله فاعبدوه وان كان البعل فاعبدوه (2 ملوك 18: 21) لماذا تحبون الرب الاله والمال؟ لماذا تحبون الرب الاله والعالم؟ لماذا تعملون الخير والشر؟ هل يمكن لينبوع واحد ان ينبع ماء حلو وماء مالح، غير منطقي. هل يمكن لسان واحد يتكلم باللعنة وأيضا البركة، كيف نشتم شخص ثم نمدح أخر، فعل غير محبب (يعقوب 3: 10، 11).

حذر الرب الاله شعبه من هذا الخلط في أكثر من موضع نذكر منها: لا يزرعون حقلهم نوعين من الزرع او خلط محصول باخر (تثنية 22: 9). ان لا يلبسون ملابس مخلوطة صوف وكتان معا (تثنية 22: 11)، وان لا يكون متاع رجل على امرأة ولا يلبس رجل ثوب امرأة (تثنية 22: 5).

وهنا اذكر مثل قاله الرب يسوع المسيح نفسه في (متي 13: 24 – 30) حيث قال قصة عدو زرع زوان وسط حقل الحنطة الخاص به وكيف كان اقتراح المزارعين بتنقية الحقل من العشب الضار لكن هذا الاقتراح قُبل من صاحب الحقل بالرفض واكد لهم بالنمو معا الي يوم الحصاد، حينئذ سيظهر شكل الحنطة الحقيقي وشكل الزوان الحقيقي فيصبح بسهولة التفريق بينهما وجمعهما، الحنطة للمخازن والزوان للحرق.

لتكن أوراقنا واضحة مرتبة غير مخلوطة، اوراق ليست للمقامرة او بحث في البخت، اوراق تميز بوضوح بين الابيض والاسود، أوراق تشهد عن إله محب صانع عجائب ينبغي ان نقدم له كل السجود والحمد والعرفان لأنه احبنا اولا وبذل ذاته عن خطايانا ليحضرنا له شعب بلا عيب ملح للأرض ونور للعالم. شعب لا يعرج بين الفرقتين بل يشهد باعلي صوته قائلا: اما انا وبيتي نعبد الرب الاله الحقيقي القادر على كل شيء صانع المعجزات والعجائب إله المستحيلات الذي لا يعسر عليه امر.