مجلة ”ماريان” الفرنسية:
دعوة فرنسية للتصدّي لأيديولوجية تنظيم الإخوان الإرهابي
دعت رئيسة تحرير مجلة "ماريان" الفرنسية ناتاشا بولوني، إلى وجوب شنّ معركة ثقافية ضدّ الأيديولوجية الإسلاموية لتنظيم الإخوان الإرهابي، والتي اعتبرت أنّها تُهاجم في المقام الأول المواطنين الفرنسيين المسلمين من خلال محاولة تجنيدهم بالقوة، مؤكدة في مقالتها الافتتاحية الأخيرة أنّه "في مواجهة الإسلام السياسي، لدينا حرب خلفنا".
وشددت بولوني على ضرورة امتلاك الأسلحة الفكرية لمُحاربة الظلامية والتصدّي لمُبررات "عدم الاندماج" التي تطفو على السطح فور وقوع أيّ أعمال إرهابية جديدة وقبل حتى إدانتها، مُوجّهة الدعوة لجميع المواطنين الفرنسيين من كافة الأديان لأن يُعلنوا أصواتهم اليوم بقوة، وأن يعتبروا أننا في حرب ضدّ أيديولوجية مُتطرّفة قاتلة. لكنّ هذه الحرب الثقافية برأيها تتطلب امتلاك السلاح وعدم الاستمرار في غضّ الطرف عن الفكر المُتشدد، وطرح سؤال الظلامية وخطر انتشارها على أنفسنا.
وعلّقت الكاتبة الفرنسية على قُرب إغلاق ثانوية ابن رشد التي تُديرها وتدعمها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، مُشيرة إلى أنّ هذه المدرسة الخاصة فقدت دعم الدولة الفرنسية كونها تُروّج لأفكار الإخوان داخل أسوارها وليس لإسلام الأخوة الحقيقي الذي تُمارسه الغالبية العظمى من المسلمين الفرنسيين. وعلى العكس من ذلك، اعتبرت بولوني أنّ إنشاء مؤسسات تعليمية إسلامية لا يتم اتخاذها كمراكز أمامية للقوة الإخوانية الناعمة، سيكون خطوة إلى الأمام نحو الاندماج الكامل للإسلام في الجمهورية الفرنسية.
وأدانت بولوني الأفكار الإسلاموية الإخوانية التي حرّضت على قتل مدرسين فرنسيين على أيدي متعصبين همجيين، مُحذّرة من الفشل لغاية اليوم في قياس ماهية الإسلام السياسي وخطره، والطريقة التي تنتشر بها أفكاره، والسم الأيديولوجي الذي يُفسد به مجتمعاتنا.
وترى مديرة تحرير "ماريان" أنّه لذلك لا بدّ من طرح مسألة الإسلاموية وانتشارها بين الأشخاص الذين رحبت بهم فرنسا لحمايتهم بحجة أنّهم مهددون في بلادهم. وحازت دعوة الإعلامية الفرنسية المعروفة لمُحاربة الإسلام السياسي ثقافياً، أصداء واسعة عبر منصّات التواصل الاجتماعي التي اعتبرت في معظمها أنّ الإسلام الفرنسي الليبرالي والجمهوري أمر ممكن، ولكن هذا يتطلب برأيهم محاربة أولئك الإرهابيين الذين لا يحترمون الرؤية الصحيحة للإسلام، ويسعون لإضفاء الطابع الأكثر أصولية على الدين.