A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

هل حان الوقت ليحاسب الناخب الأمريكي بايدن وحزبه الديمقراطي؟

تجري الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر القادم، وحاليا تجري الانتخابات التمهيدية للحزبين الجمهوري والديمقراطي، والمرشح الأوفر حظا عن الحزب الجمهوري الرئيس الأسبق دونالد ترامب، والمرشح الأوفر حظا عن الحزب الديمقراطي الرئيس المنتهية ولايته قريبا جو بايدن.

بعيدا عن تحليل الإفلاس السياسي للنظام الأمريكي الحزبي والانتخابي، خاصة في ظل شيخوخة القيادة السياسية، لمرشحين ورؤساء تتجاوز أعمارهم السبعين عاما، بل أن الرئيس الأمريكي بايدن يتجاوز الثمانين من عمره عندما يكون مرشحا للحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئيسية أما ترامب الذي تجاوز 74 عاما. هل أفلست أمريكا عن تقديم نخب شابة ناضجة، قادرة على تجديد دماء القيادة السياسية؟ هل جماعات الضغط "اللوبي" لها مصلحة بأن تنحصر المنافسة بين مجموعة من العواجيز، مع كل التقدير لكبار السن، لكن هناك اعتبارات للسن تتعلق بالقدرة الحركة والذهنية على السواء، خاصة وأن بايدن وضح عليه العجز، وسقوطه أكثر من مرة من على سلم الطائرة أو في مناسبة وطنية وعسكرية وغيرها في منظر مخزي ورمزي لأكبر دولة في النظام العالمي.

بعيدا عن الإفلاس النخبوي والفقر الحزبي والسياسي للنظام السياسي الأمريكي، والذي يحتاج إلى ضخ دماء جديدة، وقيادات شابة، فإنه من الواضح أن الانتخابات التمهيدية ستقودنا إلي ثنائية ترامب وبايدن.

وهنا من الضروري أن نذكر أنه علي الناخب الأمريكي دور محوري لمحاسبة الديمقراطيين وبايدن العاجز عما فعلوه من تدمير للنظام الاقتصادي والمالي العالمي، بعد أن أوعزوا إلي أوكرانيا إمكانية انضمامها إلي حلف الناتو "شمال الأطلنطي"، بدعم مطلق من أمريكا والغرب، وهو يعلمون تمام الإدراك أن هذا يمثل ضربا في قلب الأمن القومي الروسي، والذي لن تقبل به، حتي لو نشبت حرب نووية بين الشرق والغرب، بين روسيا وحلفاؤها الصين وكوريا الشمالية ومن يستجد من حلفاء من ناحية، وبين أمريكا وحلفاءها في الاتحاد الأوروبي وغيرهم ممن يدورون في فلك أمريكا.

لقد عصفت إدارة الديمقراطيين وجو بايدن باستقرار النظام العالمي الاقتصادي والغذائي والطاقة، لأن الكل يعمل أن روسيا وأوكرانيا من أكبر دول العالم المنتجة للقمح والمنتجات الغذائية، فضلا عن إمدادات الطاقة التي تتحكم فيها روسيا والدول الحليفة لها في فنزويلا وبعض الدول الأخرى مما يمثل تهديدا لأمن الطاقة في النظام العالمي الاقتصادي.

أمريكا وإدارة بايدن تعلم أنها لن تفوز في حربها غير المباشرة مع روسيا، تلك الحرب التي تخوضها بالوكالة أوكرانيا، لأن روسيا حتي لو طالت الحرب، فإنها نجحت عن طريق وقف أو تقليل إمدادات الطاقة والمنتجات الغذائية منها ومن أوكرانيا أن تؤثر تأثيرا بالغا علي مستويات الأسعار للمنتجات الغذائية ومواد الطاقة، وهو ما أدي إلي ارتفاع معدلات التضخم، الذي أصبح العالم كله يعاني منه، خاصة في الدول النامية الفقيرة، وكذلك دول الاتحاد الأوروبي التي تعتمد علي الطاقة الروسية والحبوب والغلال الأوكرانية التي تتحكم روسيا في موانئ تصديرها.

المحللون يقولون أن بايدن الواهن العجوز وإدارته الديمقراطية علي علم تمام بأنهم لن يستطيعوا الفوز في الحرب ضد روسيا عبر أداتهم الأوكرانية، كما أنهم لن ينهكون القوة الشاملة لروسيا الاتحادية، بل واشنطن قامت بكل ذلك من أجل صرف الأنظار عن الاتهامات التي وجهها ترامب للإعلام اليساري الأمريكي المتحالف مع الحزب الديمقراطي والخاصة بتزوير الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والتي أثرت بالسلب كثيرا علي صورة أمريكا باعتبارها منارة الحرية والليبرالية والديمقراطية، حيث برز التحيز الفج للعديد من وسائل الإعلام الأمريكية من قنوات تليفزيونية وصحف ووسائل التواصل الاجتماعي من الفيسبوك وتويتر وغيرها والتي كانت متحالفة مع الحزب الديمقراطي ضد ترامب والحزب الجمهوري، حيث اعتمد الأخير علي وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الناخب الأمريكي، بعد أن اكتشف العيان فساد الإعلام اليساري الأمريكي وتحيزه بدافع من جماعات الضغط "اللوبي" للحزب الديمقراطي وإدارته برئاسة بايدن التي تعتبر السبب الرئيس والعامل المفجر للتضخم العالمي وارتفاع الأسعار بصورة جنونية، جعلت المواطن في المجتمعات الغربية في أمريكا الشمالية ودول الاتحاد الأوروبي شأن الدول الفقيرة يعاني من نير التضخم وارتفاع الأسعار، وإن كانت لدي مواطن الدول الغربية القدرة أكثر من مواطني الدول الفقيرة علي تحمل التضخم بفضل وسائل الائتمان والقروض التي تتيحها الدول الغربية لمواطنيها مقارنة بمواطني دول الجنوب الفقيرة.

حان الوقت لكي يحاسب بالناخب في أمريكا والدول الغربية الأوروبية التي سارت عمياء وراء الحزب الديمقراطي والعجوز جو بايدن أن يحاسبهم أمام الصناديق الانتخابية، بعد أن أفسدت النظام الاقتصادي والغذائي والطاقة العالمي. ولا يقصد من كلامي أن اليمين أو اليمين الوسط أفضل حالا بالنسبة للحزب الجمهوري من بايدن وحزبه الديمقراطي، ولكن على الأقل الخبرة مع الحزب الجمهوري وترامب أكدت أنه لا يسعي إلى تفجير النزاعات والحروب لصرف أنظار الناخب الأمريكي في الداخل عن مشاكله الداخلية. كان ترامب تاجرا، قادرا على الحصول على أموال وإتاوات سياسية لأمريكا من بعض الدول، بما فيها بعض الدول الخليجية بدعوى ضمان أمريكا لأمنها القومي.

وسنتابع تطورات الأحداث، وهل سيغير الناخب الأمريكي من توجهه هذه الانتخابات ليتخلص من تصرفات الإدارة الديمقراطية التي أشعلت الحرب الباردة من جديد مع روسيا بتقليب أوكرانيا ووعدها بأنها ستنضم لحلف الناتو، وواشنطن تعلم أن هذا لو حدث ستنشب حرب نووية لا مفر منها، وإلا يجب علي واشنطن أن تأتي بأحد حلفاءها ليحكم روسيا من الكرملين وهذا أشبه "بعشم إبليس في الجنة"، لأن روسيا تتمتع بإدارة وقيادة قوية ممثلة في الرئيس فلاديمير بوتين القادرة علي إدارة الأزمات بكفاءة وهدوء، فضلا عن سعيه بأن يعود ترامب، الذي تربطه علاقات طيبة للغاية، مرة أخري إلي سدة الحكم في البيت الأبيض، لأن ترامب سيوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ويسحب وعود بايدن الزائفة لأوكرانيا بضمها لحلف الناتو، وهو ما يجعل روسيا تفتح مواني وخطوط إمداد الطاقة والحبوب والمنتجات الغذائية لشرايين الاقتصاد العالمي من جديد، بما يخفض من الأسعار، ويقلل الضغوط علي كاهن المواطن في الغرب والشرق.