A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

هل تأجير الأرحام خلط للأنساب؟!

أثار مسلسل صلة رحم قضية طبية واجتماعية في منتهى الخطورة، وهي قضية تأجير الأرحام، فبطلة المسلسل والتي كانت حاملاً في شهورها الأولى، يتم استئصال الرحم لها بعد حادث سيارة، ولذلك يبحث زوجها الطبيب عن تأجير الرحم.

والسؤال الذي يفرض نفسه، هل الأم الحاضنة ستؤثر على الكود الجيني؟، هل رحم الأم الحاضنة سيغير الجينات، المكونات، الخريطة الوراثية؟، السؤال مهم لأن فتوى المنع والتحريم تقوم على هذا المفهوم، من يحتكر الحقيقة يراوغ ويقول ممكن هذه السيدة تنقل للجنين فيروسات أو تأخذ أدوية تشوهه، وردي هو أن نفس الشيء من الممكن أن يحدث مع الأم الأصلية.

يظل الأصولي محتكر الحقيقة خائفاً من أن يعلن الحقيقة التي يخاف معظم من يناقش القضية أن يعلنها وهي أن الأم الحاضنة من المستحيل أن تؤثر أو تغير في الجينات، هذا كلام علمي بديهي لا لبس فيه، لكن للأسف عندنا من يضحى بمراجع الطب وبالعلم نفسه لينافق المزاج السلفي للمجتمع ويغازله على حساب العلم وخوفاً من بطش السلطة الدينية، أعرف إنني أخوض في حقل ألغام، لكن لكي تشق طريقاً وسط الجبال تحتاج أحياناً إلى ديناميت، والحقائق العلمية هي الديناميت الذي يشق طريق الحق وسط جبال وركام الخرافات.

لكن السؤال هل تلك الحالة النادرة فقط هي التي تحتاج إلى استئجار الرحم؟، بالطبع لا، هناك من تم استئصال رحمها بسبب أورام خبيثة أو نزيف حاد، وهناك من تعانى من إجهاض متكرر لأسباب غامضة، أو وفاة الجنين قبل الاكتمال نتيجة مرض مناعي شديد إلخ، إذن هناك حالات بائسة تعيش اكتئاباً حاداً نتيجة الحرمان من الأمومة، ويجب أن تكون الكلمة الأولى والأخيرة في تلك القضايا للعلم وللطب المبنى على الدليل وللعلماء الحقيقيين، الذين يعرفون أن الطب موجود في المراجع والمجلات العلمية المحكمة، وليس في كتب وفتاوى رجال الدين، ببساطة البويضة من الأم الأصلية والحيوان المنوي من الزوج الأب الأصلي، وبمجرد الانقسام صار هذا الكيان الخليط الكوكتيل اسمه النطفة أو الزيجوت الذى يحمل كل الخطة الوراثية والكتالوج الجيني كاملاً منذ البداية، وشفرته ذاتية لا ولن تتلقى تعليمات إضافية، وفور إتمام التلقيح تفرز تلك النطفة حاجزاً كيميائياً مانعاً على سطحها الخارجي، ولن ينفذ حيوان منوى آخر إليها إطلاقاً، وذلك حتى لا تستمعوا إلى الخبل الذى يقول إن الحيوان المنوي لزوج الأم الحاضنة سيخترق الزيجوت ويشارك في الطبخة ويساهم في التشكيل!!

أما عن تفاصيل العملية لمن يجهل تفاصيلها، فتلك النطفة أو الزيجوت يزرع في بطانة رحم الأم الحاضنة التي تم تجهيزها بواسطة الهرمونات، وفور نجاح عملية الزرع يبدأ الزيجوت أو مشروع الجنين في الحصول على الغذاء والأوكسجين لمدة تسعة أشهر، يكون محمياً فيها من تأثير وخطر العوامل الخارجية، أنا أعتبر أن ما تفعله الأم الحاضنة منتهى الخير، وأنها على العكس ستنال ثواباً كبيراً، لأنها رحمت إنسانة من نار وجهنم عذاب مزمن لا حل له حتى بالتلقيح المجهري، إنسانة مقهورة بلا ذنب جنته إلا ذنب أن البعض قد فهم الدين على أنه مرادف للقسوة، مدت إليها إنسانة أخرى يد العون لإنقاذها، ما هو الجرم وما هي الكارثة في ذلك الفعل، حتى نشوه ونصف من تفعله بأنها زانية؟!... المناقشة ما زالت مفتوحة، وملف القضية لم يغلق بعد، ومستعد للحوار ولكن بدون فزاعة التكفير واحتكار الجنة.