حادثة أنطونيو ميوتشي التي منعته من دخول التاريخ
أنطونيو ميوتشي مخترع إيطالي ولد في 13 أبريل 1808 بسان فريديانو القريبة من فلورنسـا التحق بأكاديمية الفنون الجميلة بفلورنسا وعمره 15 عاماً فقط كأصغر من التحق بهـا في ذلك الوقت. ودرس خلالهـا الهندسة الكيميائية والميكانيكية والتصميم الفني إلى جانب دراسة الفيزياء.
وبدايته العملية كانت حارس لبوابة من أجل الحصول على المال الكافي لتكملة دراسته لازمه هذا العمل حتى انتهى من دراسته تماماً لينتقل للعمل في مسرح كمصمم لديكور المناظر الطبيعية ثم هاجر إلى كوبا عام 1835 ومعه زوجته للعمل بمسرح "هافانا الكبير" الذي كان بمثابة المسرح الأكبر في الأمريكيتين في ذلك الوقت عمل بعد ذلك مساعداً لصديق كان يعمل طبيباً بهدف تطوير جهاز يساعد المرضى الذين يعانون من التهــاب المفاصل.
وفى عام 1854 أُصيبت زوجته بمرض "روماتيزم المفاصل" مما جعلها طريحة الفراش وغير قادرة على الحركة، ما دفعه لتكثيف أبحاثه حول المبادئ الأساسية لنقل الصوت الكهرومغناطيسية محاولة منه لمساعدتها بأي طريقة بعد هذا الحدث بعامين توصل أخيراً إلى فكرة عبقرية تُشجعه لمواصلة أبحاثه بكوخه في الدور السفلي كما اعتاد أن يعمل بجانب التحدث مع زوجته في نفس الوقت بحجرتها بالدور العلوي عن طريق نقل الذبذبات الصوتية بينهما خلال أسلاك منزلية البسيطة وهذا ما عُرف فيما بعد بـاختراع الهاتف الكهرومغناطيسي.
وبعد هذا الاكتشاف دعا أنطونيو الفنان نيستور كورادي لرسم مخططاته حول اختراعه العجيب كنوع من التوثيق وحاول استغلال أوراقه لإقناع بعض رجال الأعمال الإيطاليين لتمويـل مشروعه لكن الوضع لم يكن مستقر في إيطاليا بسبب كثرة النزاعات العسكرية.. فلم تلاق ترحيباً يُذكر.
ومحاولة أخرى كانت في عام 1871 عند ذهابه إلى المكتب الأمريكي لبراءات الاختراع لتسجيل اختراعه لكنه وجد أن المال الذى يملكه يكفيه لتسجيـل براءة اختراع مبدئية فقط، بعدها قرر أنطونيو تقديم اختراعه لشركة ويسترن يونيون لكن الصدمة جاءت بالتهميش التام ورفضتها الشركة في النهاية والحجة هذه المرة كانت "لقد اختفت أوراقك" ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فإن الرجل تعرض لحادث مأساوي على باخرة عودته لدياره أدى إلى إصابته بحروق خطيرة مما دفع زوجته لبيع كثير من متعلقاته الشخصية لتاجر خردة من أجل الحصول على قليل من المال لعلاجه وكان من ضمنها للأسف النماذج النهائية لـ "اختراع الهاتف".
وبعد أن تعافى اتجه إلى نفس التاجر بأمل استعادتها مرة أخرى لكنه فوجئ بأنه باعها لشخص مجهول، لم يتم معرفته حتى اللحظة ولنقل أن هذه الحادثة كتبت آخر سطور قصة صراع أنطونيو من أجل تقديم اختراع ثوري للعالم لكنها لم توقف نضــاله الذي سيبدأ بعدها بأعوام بحلول عام 1861 أصبحت حالته المادية مُنعدمة تماماً فاضطر لبيع منزله بالكامل لكن صاحب المنزل الجديد سمح له بالعيش في كوخة الصغير وقبل أن يتقدم لتوثيق اختراعه قام بعقد اتفاق مع مسؤولين إيطاليين عام 1871 يقضي بمساعدته مادياً لكن قوبل بدعم مالي ضئيل جداً.
وأخر أيامه كانت كارثية بكل ما تحمله الكلمة حيث فقد كل شيء بداية من منزله مروراً بوفاة زوجته ثم انتهى بفقدان كل ما يملك من مال مما جعله يعيش على تبرعـات العامة وبعض من أصدقائه الأوفياء.