A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

مرور الأعوام.. ورحلة الصعود المُمتعة

مقالاتٌ ومقاطع مصوَّرة تُغرق الدنيا مُحذرةً العشرينيين مما يجدر بهم فعله "قبل الثلاثين" وكأن تلك الثلاثين نهاية العُمر، وما أن يصلوا إليها حتى يكتشفوا حجم الخدعة التي تم تخويفهم بها على مدى سنين، وأن لا فرق بين الثلاثين والعشرين، إذ مازال يمكنهم العمل والسفر والزواج والإنجاب وجني المال والاستمتاع بحياتهم وتطوير خبراتهم وتجاربهم، لكنهم يواجهون تلك التحذيرات المُستمرَّة بشأن "الأربعين" التي ما أن يطرقوا أبوابها – هي الأخرى- حتى يكتشفوا أن وراء تلك الأبواب أعوامًا جديدة من الإنجاز والنجاح والفرح الذي لم يكُن مُتاحًا في العشرين ولا في الثلاثين، لكن الغريب في الأمر أن التحذيرات والنصائح والإرشادات (التي نكتشف فيما بعد أنها محض هُراءٍ فارغ) تتوقف عند تلك المرحلة، ولا أحد يتحدث عن الحياة بعد الخمسين والستين والسبعين والثمانين؛ وكأن الإنسان لن يصل إلى تلك المراحل أبدًا!

إن كُنتَ من المخدوعين بتلكَ التحذيرات الترويعيَّة المُستمرَّة؛ دعني أخبرك بما يحدث إذا وصلتَ تلك المراحل العُمريَّة: لا يحدُث شيئًا! مادام الله لم يُقرر بعد أنه قد حان وقت موتك فكل شيء سيستمر على ما هو عليه وربما يتحسَّن أكثر، الاستثناء الوحيد – تقريبًا- إلا فيما يتعلَّق بشروط بعض الإجراءات الرسميَّة التي مازالت تتطلب سنًا مُحددًا، كما ستكتشف أن الحد الأساسي الفاصل في مسألة التأثر برقم السن هو الظروف الماديَّة والظروف الصحيَّة؛ إن حظيتَ بظروف ممتازة من الجهتين ستكون حياتك في كل مرحلة عُمرية تصل إليها أفضل من سابقتها، لأنكَ ستستفيد من قوَّة الخبرة ومخزون التجارب للوقاية من عثراتك السابقة قدر المُستطاع، فتصل إلى أي نجاحٍ تصبو إليه خلال وقتٍ أسرع.

هُناك سرٌ مُذهلٌ لا يتحدث عنهُ أحد، وربما لا يحدث للجميع لكنه يحدث لمعظم الناس وإن كان أكثرهم لا يشعر به، أو لا يفهم معناه، أو لا يستطيع شرحه وتفسيره، وهو أنَّك في بداية كُل مرحلةٍ عُمريَّة مُتقدمة ستُفاجأ – إن كُنتَ انسانًا صالِحًا عاقِلاً- بما يُشبه تحميل باقة من البرامج العميقة القادمة من مصدرٍ مجهولٍ في دماغك! ستنتبه إلى تفاصيل ما كُنتَ تنتبه لها في الماضي؛ لا بحكم خبرة الحياة ولا بفعل التكرار، لأن كثير من التفاصيل التي تنتبه لها قد لا تكون بين مخزون تجاربك أو مرَّت بكَ من قبل! وستغدو أكثر هدوءً أمام التفاهات والسخافات وسفاسف الأمور، وتفهم تلقائيًا ما ينفعك وما لا ينفعك وما لا يستحق منكَ التفاتة.

إن العشرينات ليست المرحلة الأفضل في حياة الإنسان كما يصورونها، ربما كانت الأفضل في أزمانٍ مضت لم نشهدها، لكنني أظنها الأسوأ لأبناء الطبقة المتوسطة والأدنى منها في هذا الزمن، فترةُ ضعفٍ واستضعافٍ واكتئابٍ وفقرٍ وحاجةٍ على مُختلف الأصعِدة، والنجاة منها نعمة عظيمة لمن يعرف كيف يستكمل رحلة تسلقه جبال الحياة والاستمتاع بها.