A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

قراءة في أول مناظرة بين ترامب وبايدن ... هل يقدم الديمقراطيون مرشحا جديدا؟

أجمع عدد كبير من المحللين السياسيين المتابعين للانتخابات الرئاسية الأمريكية نوفمبر القادم، أن أول مناظرة بين المرشحين على مقعد الرئاسة الديمقراطي جو بايدن والجمهوري دونالد ترامب، كانت كارثية بكل المعايير، وخاصة للرئيس الحالي بايدن. على الرغم من محورية القضايا التي تناولتها المناظرة الأولى التي أجريت في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، حيث شملت موضوعات الاقتصاد والهجرة. وكان أداء الرئيس الأمريكي جو بايدن سيئا للغاية، وبدا وكأنه ضعفا بسبب كبر سنه، وفقده التركيز والتوهان للحظات، مما أثار الكثير من اللغط حول القوة العقلية والذهنية للرئيس الأمريكي البالغ من العمر 81 سنة.

  • أسوء أداء للرئيس الأمريكي جو بايدن .. قضايا محورية

بعد انتهاء المناظرة، لم يكن الكثير من الأمريكيين مقتنعين بأداء بايدن، حيث صوته الضعيف، وتوهانه، وغياب تركيزه أثر على ميل الأمريكيين لجانبه، فضلا عن استخدام بايدن لتعبيرات وجمل غامضة لم يفهمها أحد. وعبر عدد من المحللين أن الأداء السيئ لبايدن لن يزيد من فرص عودة ترامب للبيت الأبيض، خاصة وأنها مسألة مبدأ بالنسبة للبعض عدم عودة ترامب لسدة الإدارة الأمريكية، بعد الكوارث السياسية، التي شهدتها فترته الرئاسية. على الرغم من أن حملة ترامب الانتخابية تحاول تقديمه للناخبين الأمريكيين على أنه أكثر قدرة ومسؤولية على إدارة الولايات المتحدة والبيت الأبيض مقارنة بجو بايدن الفاقد للقدرة على التركيز. وقالت إينيس بول، مديرة مكتب DW في واشنطن أن بايدن فشل أن يثبت أنه جدير بالاحتفاظ بمنصب رئيس الولايات المتحدة خلال وبعد المناظرة. وأوضح ديفيد أكسلرود، أحد كبار مستشاري الرئيس باراك أوباما أن بايدن وضح عليه أنه كان مشوشا وغير مركز في بعض الأحيان. وكان أداء ترامب أكثر حيوية من بايدن على الرغم من أن فارق السنوات بينهما ليس كبيرا.

كما استغل ترامب المناظرة الأولى ليثبت أنه رجل دولة من الطراز الأول، حيث احترم حديث بايدن وإجابته ولم يقم بمقاطعته، في حين تحدث بايدن أحيانا بصورة تهكمية من ترامب، عندما سخر بايدن من الوزن الزائد لترامب، وهو ما جعل مسؤولي المناظرة قطع الصوت عن بايدن. واتسم ترامب خلال المناظرة بالمناورة، حيث كان يتهرب من بعض الإجابات على أسئلة معينة، مثل رعاية الطفل، في حين أنه أسهب في قضيته المفضلة وهي مواجهة المهاجرين غير الشرعيين، التي دمرت الولايات المتحدة، بسبب سياسة بايدن المتسامحة مع المهاجريين غير الشرعيين.

ويتخوف عدد من المراقبين من موقف ترامب من نتائج الانتخابات القادمة، خاصة وأن موقف الرئيس بايدن ضعيف للغاية، في سيناريو يقلق البعض من تكرار الموقف من نتيجة الانتخابات الرئاسية السابقة، حيث اشترك ترامب أن تكون نتيجة الانتخابات قانونية ونزيهة.

كما انتقد عدد من المحللين أن بايدن فشل في أن يكسب الناخبين في صفه عند تناول القضايا التي يتمتع فيها الديمقراطيين بميزة نسبية، مثل القضايا الجنائية المتهم فيها ترامي، ورعاية الحقوق الإنجابية للمرأة. وكان بايدن قد تعد تعهد بالعمل على عودة الحق الدستوري في إجراء عمليات الإجهاض الذي ألغته المحكمة العليا عام 2022 بأصوات ثلاثة قضاة محافظين عينهم ترامب.

  • احتمالية ترشيح الديمقراطيين مرشح آخر غير بايدن

وعقب المناظرة، تساءل كثيرون حول قضية هل بإمكان الحزب الديمقراطي تقديم مرشح أخر بدلا عن بايدن، قبل عقد الحزب مؤتمره في أغسطس، خاصة وأن أداء بايدن أثار الجدل حول جدوى أن يقوم الحزب الديمقراطي بترشيح بايدن رسميا، وهو ما يضع في الحسبان احتمالية ولو ضعيفة، بأن يقوم مندوبي الحزب بانتخاب مرشح مخالف، ولكن هذا سيكون أمرا فريدا في تاريخ السياسة الحزبية الأمريكية، وهو ما أدي إلى سيادة حالة من الاستياء في أوساط الديمقراطيين.

هذا وتتعالي بعض الأصوات بعد داخل الحزب الديمقراطي، بعد الأداء المخيب لجو بايدن خلال المناظرة الأولى أمام دونالد ترامب، في إطار حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، للمطالبة باستبدال الرئيس المنتهية ولايته والمرشح لفترة رئاسية ثانية، بشخص آخر يتمتع بصحة عقلية وبدنية أفضل وقادر على تحقيق الفوز. وتوقع ديفيد أكسلرود، أحد كبار مستشاري الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما لشبكة "سي إن إن" الإخبارية أن بايدن لن يترك السباق الانتخابي الرئاسي. لكن متخصصين في الشؤون الأمريكية صرحوا لشبكة "إيه بي سي نيوز" بأن الخيارات محدودة في حال رفض بايدن مغادرة السباق بإرادته.

ومن بين الحلول المقترحة في المعسكر الديمقراطي تنظيم مؤتمر مفتوح واختيار مرشح جديد من هذا المؤتمر، لكن هناك تحديات الوقت، إذ أن تنظيم هذا المؤتمر يحتاج للكثير من الوقت، في حين أن المتبقي قبل الانتخابات الرئاسية 5 شهور فقط. ويذكر أن سيناريو مشابه لهذا تكرر عام 1968، عندما قرر الرئيس ليندون جونسون عدم الترشح لولاية ثانية، بعدما تأكد بأن حظوظه قليلة بالفوز بالانتخابات. وحتي إذا نجح المعسكر الديمقراطي في تبديل بايدن بمرشح جديد، لا يعرف أحد مدى حظوظ هذا المرشح الجديد في الفوز أمام ترامب، خاصة وأنه سيكون مرشحا غير معروف مثل بايدن، ويجب عليه أن ينظم حملة انتخابية تقنع الناخبين بجدوي فوزه بالانتخابات، خاصة إذا كان مرشحا غير معروفا.

في هذا السياق، يقترح الإعلام الأمريكي الموالي للمعسكر الديمقراطي، أن يخلف بايدن للترشيح على مقعد الرئاسة دين فيليبس من ولاية نيو هامبشير. لكن هذا الأخير لم يحصد في ولايته سوى 20% من الأصوات، خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، أمام بايدن الذي حصد أكثر من 60%.

كما تحدث عدد من المحللين عن احتمالية وفاة بايدن خلال الحملة الانتخابية، أو أصبح غير قادر تماما على مواصلة المعركة الانتخابية. هنا رشح المحللون عدد من الشخصيات الديمقراطية، ذكروا من بينها: حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، وحاكمة ميشيجان جريتشن ويتمر، وحاكم إلينوي جيه بي بريتزكر. بالإضافة إلى كامالا هاريس باعتبارها نائبة الرئيس الحالي، لكنها لا تحظي بالشعبية الكافية لتصبح مرشحة قوية قادرة على التنافس أمام دونالد ترامب، المرشح القوي الحزب الجمهوري، في ظل مخاوف الديمقراطيين من تنافص فرص حزبهم ومرشحهم للفوز بانتخابات الرئاسة أمام ترامب.