A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

طريقة تحضير الإعلامي الكبير في المنزل

ورقة وقلم واكتبي ورايا يا ست الكل، أو أكتب ورايا يا سيد الناس، إن كان طموحك أن تصل إلى ما وصل إليه الكابتن والإعلامي والمعلق والمحلل والإداري والحزبي والبرلماني ورجل الأعمال وعضو مجلس إدارة أي حاجة في أي حتة، ونائب رئيس اتحاد، نادي، حزب، شركة، مسمط، وكل ما وصلت إليه البشرية من مناصب، ومصالح وعلاقات

اكتب ورايا بدقة وتركيز وانصات..ولكن.. وفر على نفسك كل ذلك وأترك الأمر برمته، إن كنت لا تتمتع بالمهارة والموهبة الفطرية في التمثيل واستحضار الدموع.. أو الضحكات، والرقص على كل الحبال، والقفز على كل المواقف، وانتزاع المصلحة ولو من قلب المآسي حتى لو اضطررت تنتزعها عن طريق النبش في القبور ذاتها.. إن كنت لا تملك كل هذه المواهب، فاترك الورقة والقلم واكتفي بدور المتفرج حتى يتسنى لك الاستمتاع بكل عروض السيرك، من أول فقرة المهرج، مرورا برقصات عجين الفلاحة والقرد العازب، وصولا لعروض الاستربتيز... فالعرض مستمر، وسيستمر بالمناسبة حتى لو مر به بين الحين والآخر، فترات توقف وانسحاب تكتيكي من المشهد، فلا داعي للقلق، فالإعلامي الكبير Has No End، وغيابه عن ساحته ومضماره لوقت طويل لا يصب في مصلحة الكثيرين

ورقة وقلم واكتب ورايا.. إن كان حلمك الوصول إلى طريق الشهرة والمال والسلطة والنفوذ مجتمعين، بأسرع وقت، ودون أي مقومات أو كفاءة، أو قواعد عادلة وأخلاقية وإنسانية، فعليك سحق ما تيسر داخلك من مبادئ إن وجدت، وإجراء عملية تخدير دورية دون انقطاع لضميرك ... تلمس بذكاء ورؤية ثاقبة لطريق الشر لا الخير.. فالخير قد يحبب فيك بعض الناس لكنه مبيأكلش عيش في الزمن ده، وعواقب إصرارك عليه كمنهج لكسب الرزق غير مضمونة، بل إنه ممكن يضرك لو تعارض الخير اللي جواك مع طموحات أمثال هذا الأيقونة اللي تاعب نفسي وعمال اشرح لك ازاي توصل وتبقى زيه ..

ورقة وقلم واكتب ورايا.. لو لقيت تيار عالي من البشر العاديين، أو في قول آخر "الرعاع"، سارح في سكة نصرة ضحية، أو حرية مقهور، أو مطالبة بالعدالة لمظلوم، أو رفض للباطل.. اقلع برقع الحياء فورا، وقم بهمة ونشاط لمقاومة هؤلاء.. متخافش من رد فعلهم، أو تبقى حريص انك تخليهم يحبوك.. مش مهم يحبوك..مش مهم خالص .. أوعى تخلي "الرعاع" تارجت .. متبقاش اهبل وتستهدف رضاهم ومحبتهم واحترامهم ليك ولو حتى كانوا ملايين .. امشي عكس التيار.. مش لأن صوتك من دماغك، أو إنك بتتبع رأيك ومبادءك.. لأ.. أتبع المصلحة الفوقية اللي تعلو على رغبة الناس ... دافع عن الباطل باستماته، إن كنت شايفه هو الأقوى والأكثر نفوذ، والأكثر قدرة على تخطي أزماته.. متورطش نفسك في الدفاع عن حق مبيجيش ومش هييجي، وأصحابه أضعف من مواجهة ظلم أو فساد .. تجاهل أصحاب الحق، مهما كان نبل وصدق نواياهم، ومهما شفت إن إصرارهم على الحق مجاني، مش مستنيين منه أي مكتسبات ومصالح ضيقة، واتشعلق فورا بذيل جلابية السطوة والنفوذ.. حارب وقاوح واسخر، وهين وكسر مجاديف أصحاب الحق، وتمترس في خندق الباطل ضد الناس ولو كانوا بالملايين.. خليك حويط واعرف من أين تؤكل الكتف..

اصنع من الانتهازية والبجاحة والوش المكشوف منهج لحياتك ..هو ده جواز المرور وكلمة السر اللي هتفتح لك كل الابواب .. مرن نفسك طول الوقت على ازدواج المعايير.. اللي تقوله النهاردة وفيه مصلحتك، اطلع بكرة قول عكسه، لو كان العكس برضه فيه مصلحتك.. اكره الشباب كرها جما، حرض عليهم وخوض ضدهم معاركك بإصرار وعزيمة لا تلين.. الشباب هما المستقبل، هما بكرة، فلا تسمح أبدا إن شوية العيال دي تتنفس وتعبر وتناقش وتقترح، دي عيال بلطجية وشمامين ووجودهم خطر عليك وعلى المجتمع ، ولو حتى كانوا مهندسين أو دكاترة أو طلبة متفوقين في مدارسهم وجامعاتهم ..

اطلع من وقت التاني عشان تسحل المشاهد، بمعاركك الشخصية المُسلية اللي كلها إثارة وتشويق ..استغل منبرك في الكلام عن نفسك وتصفية حساباتك مع خصومك ألف مرة ، وفي كل مرة لازم تأكد احترامك للمشاهد ، ومعلش اسمحولي للمرة الأولى اتكلم عن نفسي.. خد راحتك واملى الهوا ده عز الطلب لحبايبك، ومتقلقش محدش هيعد وراك..

تناسى كل فضايحك ولو كانت كتيرة ومتكررة قدام الشاشة أو خلفها، واطلع اتكلم بكل مهنية ورقي في الطرح عن الأخلاق والشرف.. أدعي على الفاسدين والناس هتقول وراك آمين.. هما هيقعوا من الضحك آه بس صدقني هيقولوا وراك آمين.. شمشم على الحدث اللي جارح مشاعر الناس وأصابهم بالحزن أو القهرة على حد اتظلم أو حتى مات كمدا.. اطلع بسرعة هاجم المتعاطفين وافتح في الجراح وأنصر الباطل بكل ثبات وأريحية..

ورقة وقلم واكتب ورايا.. لو نفسك توصل لما وصل إليه هذا الموهوب.. انزل الشارع ولو شفت جزار بيدبح ويوزع على الغلابة، بلغ عنه مباحث التموين، ولو توهت مع شخص طيب شريف في صحرا ولقيت مصباح وطلع لك منه عفريت، وقالك ليك طلب واحد مجاب، تطلب ايه؟ جاوبه فورا وأنت بتشاور على الشخص الشريف: طلبي الوحيد إن الواد ده ميروحش من هنا.