The Illusion of Multicultural Harmony الفيلم الهندي ”حياة الماعز” يثير جدلا بسبب نظام الكفيل في السعودية اكتشاف ثاني أكبر ألماسة في العالم خفايا السموم في الكتب القديمة.. تحذير لعشاق الأنتيكا جسم سماوي يهدد الأرض بانفجار هائل.. ”ناسا” تكشف التفاصيل أخطاء في جواز السفر قد توقف رحلتك.. احذرها! متى يعتبر وزن الحقيبة المدرسية زائداً؟ كيفية تحضير الجيلي بالبسكويت نصائح ذهبية لشراء العطر المناسب 5 نصائح لتواصل أفضل بين الزوجين.. من أجل سعادة زوجية حقيقية رونالدو يتحدث عن: موعد اعتزاله.. ووجهته بعد نهاية مسيرته الكروية بعد واقعة نجم الزمالك الأسبق.. حالات «بلع اللسان» بين النجاة والوفاة

كُلٌ يُفتي على ليلاه!

إن المرء حينَ يُلاحظ مُختلف التحديات الفرديَّة والمُجتمعيَّة التي يُبتلى بها الإنسانُ البسيطُ في عالمنا لا يسعهُ إلا الشعور بالإشفاق تجاه هذا المخلوق الذي يواجه في حياته اليومية ابتلاءاتٍ لا حصرَ لها، فهو يُعاني اقتصاديًا ونفسيًا ومُجتمعيًا، وتتعرص صحته الجسدية والنفسية لانتهاكاتٍ مُباشِرة وغير مُباشِرة، ومُشكلاته مع المُحيطين به لا تنتهي، عدا عن صِراعه مع مُستجدات الواقِع المُفاجئة ومُحاولاته للتكيُّف معها.

يُفترَض بمخلوقٍ مثل هذا أن يُكافح للنجاة بنفسه من تلك الظروف مُستغلاً أصغر الوسائل المُتاحة وأكبرها دون إهدار ذرَّة من طاقته العقلية أو الجسدية أو النفسية فيما لا يُقدّم ولا يؤخّر، لئلا تتصرَّم أيَّام الحياة دونما طائل فيرى نفسه زاحفًا من سيء إلى أسوأ.. لكن ذاكَ الإنسان في المُجتمعات ذات الوعي المنخفض يُهملُ كُل ذلكَ ويُركز كُل طاقاته في قضايا بعيدة تخصُّ آخرين لا يؤثر ما يحدث لهم في شأنِه الخاص أو تخصُّ بقاعًا أُخرى بعيدة عن موطِنه ولا يؤثر الحاصل فيها إلا على المُقيمينَ هناك! ونراهُ يُفتي على هواه فيما هب ودب من الآراء تجاه من هب ودب من البشَر وكأنهُ أُستاذُ الأساتذة وشيخُ العارفين والمُلمُّ بحكمة الأوَّلينَ والآخِرين!

لا جدوى من التدخُّل في شؤون الآخرين والخوض في حكاياتهم الشخصيَّة ما لم يتطلَّب الأمر إنقاذَا عاجلاً في مسألةٍ تؤذيهم إلا إن سألونا المُساعدة، وعلى المُنتمينَ لمُجتمعاتٍ مُتدينةٍ – بوجهٍ خاص- أن يقتدوا بمقولة: "من كانَ يؤمنُ بالله واليوم الآخِر فليقُل خيرًا أو ليصمُت"، ولا جدوى من تحوُّل انسانٍ يُجاهد في كسب قوته اليومي وتسديد ديونه إلى مُحللٍ اقتصادي ومُخططٍ استراتيجي ومُنظرٍ حربي ومُراسلٍ واتسابي لبُلدان عُظمى مادام لا يعيشُ في إحداها، متى سيجد الإنسانُ وقتًا لحل مُشكلاته العائليَّة والعاطفيَّة والمِهنيَّة والماديَّة والمعرفيَّة إذا سمحَ لهذا العبث بافتراس اهتمامه ولُبَّ وقته؟

دائمًا وأبدًا سيظل الإنسان البسيطُ هدفًا وغنيمة لمن يعتبرونه جزءًا من لُعبتهم الكُبرى في هذا العالم، يستغلون سذاجته وضحالة وعيه وضيق أفقه ومحدوديَّة زاوية رؤيته لما يدور حوله ليكونَ قطعةً على رقعة شطرنجهم، والعاقِل من لا يسمحَ بتحقيق تلكَ الأجندات التي تُتاجر بعقله وتستغلهُ أفظَع استغلالٍ يُسخّرهُ لمصالحها، والحكيمُ مَن يصم آذانه عن أي ضجيجٍ لا يعنيهِ ولا يُغنيه مُدّخِرًا وقته وجُهده وطاقتهُ فيما يتقدَّم بحياته إلى الأمام، مُدركًا قانون الدنيا الذي ينصُّ على أن "من لا يتجدد يتبدد، ومن لا يتقدَّم يتأخَّر".

أليسَ من عجائب التافهين من البشر أنهم ينصُبونَ أنفسهم مُفتينَ في مسائل غيرهم بينما يدورونَ في دوائرَ مُفرغة وحلقاتٍ مُغلقة أمام مُشكلاتهم؟! أليسَ من العيبِ أن يخوض المرء في العيوب التي يراها في الأشخاص والأشياء دون أن يسعى لتعافي ظروفه من عيوبها؟ من قالَ لكَ أنكَ مؤهلٌ حقًا للإفتاء فيما ليسَ لكَ به عِلم؟