أنصاف المتعلمين... ومحنة العالم
فرنسا مثل باكستان، وأمريكا تشبه مصر، الشرق الأوسط لا يختلف كثيرا عن غرب أوروبا، الكل الآن ينقاد بروح واحد هم "أنصاف المتعلمين"، الأمور خرجت عن دائرة السيطرة، والعالم كله يسير لتغيير ممنهج للسياسات الليبرالية والتوزيع الديموجرافى والتركيبة العرقية للمجتمعات، حتى كأنك تقول إن الدول الشمولية وبرغم المشكلات المزمنة لديها، باتت ذات حظا أوفر في الاستقرار والبقاء كل ذلك بسبب "أنصاف المتعلمين".
ولكن من هم "أنصاف المتعلمين" إنهم غالبية قليلة من السكان الذين نالوا الحد الأدنى من المعرفة، واعتبروا انفسهم انهم يملكون كل المعرفة، وهم الذين يأخذون من الخبر عنوانه، ومن الكتاب مقدمته، ومن الحدث تأثيره، ولكنهم لا يمكنهم البتة التطرق أو معرفة الهدف أو المضمون أو حتى الغرض، ومع الآسف هم يشكلون الغالبية من التكوين الهرمي للمجتمعات، وتجدهم في الواجهات السياسية والخدمية يقنعون الناس بأفكار غيرهم الذين هم انفسهم لم يفهموها ولكنهم يفعلون ذلك لأغراض حزبية أو سياسية أو شخصية وتجدهم متحمسون حتى الموت لمبادئ وأيدولوجيات وسياسات لم يعلموا عنها شيء، إلا إنها من هذا الحزب أو تلك الجماعة أو هذا الدين.
كما حدث في الانتخابات الأمريكية الماضية حيث قاد "أنصاف المتعلمين" من الأمريكيين المهاجرين معركة الحسم والتزوير لانتخابات أعظم دول العالم ليفوز بالانتخابات رئيس لا دخل له بالعالم ولا السياسة، وتقاد أمريكا والعالم من خلال تأثير اليسار الأمريكي على "أنصاف المتعلمين".
وكذلك الحال في مصر، فانتخابات الرئاسة التي فاز بها رئيس اخوانى جاءت بتاثير اليمين المتطرف الإسلامي على "أنصاف المتعلمين المصريين" الذين اقتنعوا بفعل تأثير رجال الدين إن "غزوات الصناديق" هي الحل الأمثل لتقريبهم إلى الله، وان الحكم الثيوقراطي هو سبيل النجاة في الدنيا والأخرة، وبسبب هؤلاء مالت الكفة نحو اليمين المتطرف وعاشت البلاد فترة أحلك ظلام من عصر الهكسوس، ولولا العناية الإلهية وتدخل الجيش لهلكت العباد والبلاد.
ومن هنا نجد إن العمود الفقري لليسار واليمين المتطرف هم "أنصاف المتعلمين" الذين عن عدم إدراك وفهم للأحداث سواء كانت السياسية أو العقائدية يذهبون بالعالم إلى الظلام ومع الأسف الشديد هم الأغلبية، وفي الديمقراطية رأى الأغلبية يسود.
وقد قالها الإرهابي الاخواني سيد قطب في كتابه "معالم في الطريق" انه سيشنق الغرب بحبل ديمقراطيتهم الكافر، وقد وضع بروتوكولات الإخوان على هذا الأساس.
من وجهة نظري انه لا يوجد نجاة من همجية "أنصاف المتعلمين" طالما يوجد يسار طامع إلى السلطة بعطش لا نهائي، ورجال دين منتفعين، ومن استغلال مثل هؤلاء ليبقوا في الواجهة، ولكن كما توقع معظم المحللين والمفكرين والفلاسفة انه سينتج حركات قومية متشددة، وخاصة في البلاد الغربية تقاوم وبشدة تصل إلى العنف تأثير "أنصاف المتعلمين" على الحياة السياسية والاجتماعية لبلادهم ولكن من سيكون المنتصر في النهاية لا أدري؟! ولا أنت عزيزي القارئ يمكنك أن تتنبأ.