A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

كلية الطب الاكليريكية !!

الصحف والفضائيات تزف إلينا خبراً عظيماً "إقبال غير مسبوق، 440 ألف يلتحقون برياض أطفال الأزهر"!!، نقلته الميديا وكأنه نصر مبين وغزوة مباركة، وهو في رأيي كارثة للتعليم وللدولة المدنية ولقيم المواطنة، للأسف القانون الذى صدر 1961 هو أكبر خطأ وقع فيه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، هذا القانون باختصار أضاف إلى الكليات التقليدية الأزهرية التي تدرس علوم الدين الشرعية ما يطلق عليه الكليات المدنية مثل: الطب والهندسة والعلوم والزراعة والتجارة والتربية... إلخ، هذه إضافة رأينا آثارها المدمرة في مظاهرات الطلبة الإخوان هناك والذين ينتمون إلى هذه الكليات بشراستها وعنفها وتجاوزاتها، فإذا كان الغرض النبيل المعلن وقتها هو تخريج الطبيب والمهندس المسلم الفاضل التقى الورع المتدين المؤمن، فيكفى نظرة إلى الواقع الفعلي وإلى تلك المظاهرات والى خلية اغتيال النائب العام لنعرف النتيجة، لتعرفوا هل تحققت تلك الرغبة النبيلة التي يتحجج بها البعض دفاعاً عن هذا القانون، وهل من الواجب والضروري لتخريج طبيب عنده ضمير أن يدخل الأزهر؟ وهل معنى ذلك أن خريجي الجامعات الأخرى غير متدينين وليس عندهم ضمير في عملهم؟! في البداية لابد أن نقر أن إنشاء كليات مدنية تقتصر على أبناء دين معين أو مذهب بعينه هو تصرف غير دستوري وغير إنساني أيضاً.

فما ذنب غير المسلم الذي حصل على 97% ولم يدخل كلية الطب مثلاً ويلتحق بها غيره بمجموع أقل بكثير، فقط لأنه أزهري مسلم؟! وهل ترضى الدولة أن تبنى الكنيسة كليات مدنية يقتصر دخولها على المسيحيين ولا تقبل المسلمين؟ وهل توافق الحكومة أيضاً على أن تنشئ الجامعات الخاصة مثل البريطانية والألمانية وأكتوبر كلية شريعة وأصول دين وحديث.. إلخ؟! كل هذه أسئلة لابد أن نواجهها بصراحة، هذا التوسع الرهيب في تلك الكليات والمعاهد الأزهرية والذي لم ينعكس على مجتمعنا أخلاقياً وإيجابياً كما تمنى البعض والذي نصمت أمامه خوفاً وتقية من اتهامات التكفير وازدراء الأديان وإنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة، صار هذا التوسع بلا ضابط ولا رابط، وصارت مناقشته خوضاً في حقل الألغام وكأنك تناقش فرائض الإسلام، وكأن قسم المحاصيل في كلية زراعة الأزهر الفريضة السادسة فى الإسلام، أو قسم الجيولوجيا في علوم الأزهر لا يصح إسلام المرء إلا بالالتحاق به!

والسؤال هل ستوافق الحكومة على إنشاء كلية الطب الإكليريكية أسوة بكلية طب الأزهر؟!

أعرف أن مناقشة هذا الأمر هو فتح لصندوق الباندورا الأسطوري المرعب، لكننا في زمن لا يحتمل نصف الألسنة وكتابة الأيدي المرتعشة.