A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

الكنيسة القبطية والأرثوذوكسية ... بين الشك واليقين‎

اليقين هو اعلى درجات الثقة في الاعتقاد وهو الأساس الحقيقي المبنى عليه الإيمان بالأمور الغيبية الغير مرئية أو الأحداث الآتية والمستقبلية، واليقينية ليست هي صفة مكتسبة أو وراثة أو حاسة تولد مع الإنسان بالفطرة ولكنها أولا حياة معاشة وتجربة واختبار ومعرفة نتج عنه فكر مستقيم وواضح بيقين الماضي الذي أدى للحاضر وضامن للمستقبل.

يقولون إن الشك هو بداية الإيمان ولكنى ضد هذه المقولة، فالشك يولد شك وسيظل الإنسان في دائرة مفرغة من الشك بالرغم من انه قد دفع بتأثير الشك إلى أعلى مراتب المعرفة، ولكن في المسيحية اليقين التام يكون في الحق المطلق، والحق المطلق في الله الآب، والله الابن والله الروح القدس وما صنعه وأوصاه وأعلنه وكتبه.

وأما الشك في المسيحية فقد يطال كل ما ليس إلهي أو إعلان إلهي بفم رسله أو أنبياءه أو الإنجيل، وكنيستنا القبطية كانت ولا زالت تعتقد بيقينية الحق الإلهي الموحى به في الأسفار المقدسة كما كتب عنه القديس اثناسيوس الرسول في رسالته الرابعة إلى الأساقفة موضحا أن الحق الإلهي وحدة موجود في الإنجيل حيث قال (إني أعتقد أن الأسفار المقدسة الملهمة كفيلة بحد ذاتها أن تُعلن الحق) (ضد الوثنيين، 1).

(إن الأسفار المقدسة تكفينا عوضاً عن أي شيء آخر. لذلك أنصح الراغبين في مزيد من المعرفة.. أن يقرأوا كلمة الله) (الرسالة إلى أساقفة مصر، 4).

ومعرفة الحق تؤدى إلى يقينية الإيمان بهذا الحق سواء في الماضي والحاضر والمستقبل، والسؤال الآن هل هناك شيء أخر غير الحق الإلهي يؤدى بنا إلى يقينية الإيمان؟!

بالتأكيد القاطع لا ، لان أي شيء خارج الحق الإلهي هو عرضة للشك فلا يكون من اليقين بشيء، وكنيستنا القبطية أولا والأرثوذوكسية كان يقين الإيمان فيها فريد من بدايتها حتى إن قديس واحد هو الشهيد القديس مرقس الإنجيلي فتن بمفرده مدينة مثل الإسكندرية بكل حكمائها وباحثيها وفلاسفتها الذين كانوا يتبعون منهج الشك للوصول للحقيقة، فتحولت هذه المدينة بيقينية معرفة الحق الإلهي إلى مركز تنويري قاطع اليقينية بالإيمان المسيحي حتى إنها حكمت العالم المسيحي في ذلك الزمان ليس من خلال مبدأ الشك الذى يصل إلى الإيمان ولكن بيقين الإيمان بالحق الاله المعلن.

واستمرت كنيستنا على قوتها الإيمانية حتى أن أجدادنا من شدة ويقين إيمانهم كانوا يهللون ويسبحون وهم يساقون إلى الذبح على يقينية الرجاء في الرب يسوع المسيح حتى غدت مصر كلها مسيحية.

وبعد حوالى ٣٠٠ سنة من دخول المسيحية لمصر بدء عصر الشك والأقوال المتضاربة والتعاليم التي ليس مصدرها الحق الإلهي والتي بطبيعتها مصدر أكيد للتشكيك الذى يقود المؤمنين إلى إيمان معرفي هش وليس إيمان يقيني مبنى على أساس الحق الإلهي، ولكى تعود كنيستنا رائدة لا تابعة، يجب أن نرجع بجملتنا إلى معرفة وتصديق أن مصدر إيماننا الذى يجعلنا متيقنين من إيماننا هو الحق الإلهي المعلن في الإنجيل وحده، وهو الكافي ليحكمنا إلى الخلاص وليست الأقوال والأفعال المصنعة والمنتسبة، واليقين في الإيمان المسيحي وكنيستنا الأرثوذوكسية يأتي أولا وأخيرا من الإيمان المعطى لنا بالنعمة من الله الآب لشخص الرب يسوع المسيح اذا فهو ليس منا ولكن يقين بإيمان من الله نفسه.

والأمثلة عديدة على الشك الذي ضرب الكنيسة ففي أول ثلاثة قرون تقريبا كانت كنيسة واحدة رسولية ثم ظهرت المجامع وكان مجمع قرطاجنة هو بداية الشك حيث تم عقد المجمع بناء على طلب الأسقف كبريانوس أسقف قرطاجنة للنظر في خلافة مع الأسقف اسطفانوس أسقف روما بشأن قبول عماد الهراطقة التائبين ثم ظهرت الرهبنة وتولى أبناء الكنيسة القبطية الدفاع عن الإيمان ضد التشكيك الذي أدى بدوره إلى انقسام الكنيسة الواحدة إلى كنيسة شرقية وأخرى غربية وقد كان الشك هو بداية الانقسام الذي ليس من الإيمان بشيء.