A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

مقالٌ ضد المرأة!

يشهدُ التاريخُ أن المرأة عانت ما عانتهُ من الظلم والاضطهاد والاستضعاف على مر العصور، وأن للنصف الأنثوي من المُجتمع بعض الحقوق التي مازالَ محرومًا منها مُقارنة بنصفه الآخر، وأن هُناكَ نساء أنانيَّات خبيثات – وأعتذر على الوصف المُباشِر- يُحاربنَ بكل ما أوتينَ من قوَّة ضد حقوق المرأة لآن ذلك يُدمر انتصاراتهن اللواتي اكتسبنها من استغلال بعض الذكور بطرُق أفعوانيَّة تعجز المرأة الساذجة أو البريئة عن سلكِها، وأنني عانيتُ أيُّما مُعاناة لأتمكَّن من تنفُّس بعض الحقوق الإنسانيَّة الأساسيَّة زمنًا طويلاً لمُجرَّد أنني وُلدتُ من فصيلة الإناث، لذا مازلتُ وسأظلُّ في صف حقوق النساء من حيث المبدأ، لكنني وللمرة الأولى – ورُبما الأخيرة- أجد نفسي مدفوعة برغبةٍ داخليَّة للتعبير عن صدمتي ببعض الحقائق التي استطاع وعيي إبصارها مؤخرًا، وعلى الأرجح وصلتُ إلى تلك النتائج مُتأخّرة أكثر مما ينبغي.

إنني مصدومة باكتشاف أن نساء كثيرات مُبتليات بتلكَ الرذائل الملعونة التي كثيرًا ما اتُّهِمَت المرأة بها على صعيدٍ مُجتمعي وديني وذكوري لتؤكد تلك النظرة التي كُنَّا نعتبرها "مُتخلّفة" بمقاييسِ هذا العصر! إن لهُن طبيعة تتلذذ بالتخريب، وتطحن غيرها في مُنافساتٍ غير شريفة، تدور طموحاتهن في فلك البحث عن فريسةٍ من نوعٍ ما؛ وغالبًا ما تكونُ تلك الفريسة رجُلاً يتم امتصاص روحه شيئًا فشيئًا بمُختلف الألاعيب غير المُباشِرة، وتجنيده لتحقيق جميع أطماعهن ورغباتهن التي يتكاسلنَ عن بذلِ جُهدٍ فرديٍ نزيه لتحقيقها بمُفردهن! وأحيانًا يتم تجنيد هذا الرجُل في حروبهن ضد النساء الأخريات: أمه، أخته، زوجته، زميلاته في العمل! كم هذا مُخيفٌ ومُخزٍ وباعثٌ على العار!

حتى بعد تجاوز المرأة حدود جدران منزلها ومُشكلات الصراع الأنثوي مع قريباتها من النساء لم تتمكن من كبح جماح تلك الغريزة الأنثويَّة التواقة للصراعات وحياكة المؤامرات في بيئات العمل النسائيَّة أو التي تسودها النساء، ولم تجد سبيلاً للوقاية من ابتداع الدسائس الخبيثة والانقياد لبعض الخيالات والأوهام التي تصوّر لها زميلاتها جاسوساتٍ أو عدوّاتٍ دون دليل، فلا ترتاح ولا يرف لها جفنٌ إلا إذا كوَّنت لها مُجتمعًا صغيرًا تربط بينه الغيبة والنميمة وإيذاء مشاعر الأخريات، وإذا وُجِدَت في بيئة من بيئات العمل تلك انسانة هادئة تنأى بنفسها عن تلك الاضطرابات الأخلاقيَّة يتم تصنيفها على الفور تحت عنوان "مغرورة" و"شايفة نفسها" ولا بُد من صب الأذى غير المُباشِر على رأسها صبًا مُمنهجًا للتخلُّص منها، لمَ يجب أن يكون الأذى "غير مُباشِر" و"من تحت الطاولة"؟ لأنهنُ أُستاذاتٍ بالفطرة في طبخ صنوف السموم المعنويَّة التي يصعب اكتشاف أدلَّةٍ ملموسةٍ عليها.

إن المرأة التي لم تتحرر ولم تتعافَ بالثقافة والتربية القويمة وخوض غمار تجارب الحياة المُختلفة خارج نِطاق حدود بيئتها الضيّقة من أخطر اعدا المرأة التي تسعى بشجاعة لشق طريقها في الحياة بعد تحررها من هذا الوباء، فتلك المرأة لا ترتاح إلا بإقصاء كل النساء كي تنفرد لها كل الساحات لتسرح فيها وتمرح، ثم تنطلقُ للتنكيد على عالم الرجال زاعمة البؤس لأنها غدَت وحيدة بعد غروب شمس اللواتي فتكَت بهن!