الفنان اسماعيل البلبيسى صاحب اغنية الغربه يعود للغناء بعد غياب ٢٠ سنه إلغاء الفلسفة وعودة الكتاتيب شكرا ... لمن ماتوا عن العالم ... ليمنحونا الحياة (1) السيد المسيح … صديقي الذي أحببته كما أحبه التلاميذ‎ قصة ”غير المولود أعمى”! لسنا عربا... ولسنا قبائل عُمر خورشيد.. ملِك الجيتار الخالِد هل سيتخلى ”اليهود” عن دعمهم التاريخي للحزب الديمقراطي‎؟! سمع هُس!! بين منهج الروحانية المسيحية وبين الصوم في المسيحية سياحة في فكر طبيب العطايا ... وأسئلة محيرة

السيد المسيح … صديقي الذي أحببته كما أحبه التلاميذ‎

أنها أوقات الكريسماس، موسم ميلاد السيد المسيح، وجدتني أريد أن أتحدث عنه، عن مسيحي الذي أعرفه لا ذلك المسيح الذي أراد لي البعض أن أعرفه، عزيزي القارئ هذا ليس حديثاً في الدين، ليس وعظاً وليس تأملاً وليس شيء من هذا القبيل فأنا لا أجيد فنون الوعظ واخترت دائماً أن أكون من الموعوظين الذين يستمعون القول فيتبع منه ما جاز عقله بنجاح وهو علي كثرته قليل.

لذلك عزيزي القارئ إذا أردت الوعظ فاذهب إلى الكنيسة ستجد الشعب والأكليروس كلاهما يعظ ليل نهار فأستمع وتلذذ ثم تعالي لتعظ أمثالي بما سمعت وإن لم أقتنع بكل ما قلت لن أتفاجأ لو ذهبت وتحدثت عني كمارق رعديد يهوي المناكفة وجرؤ على طرح السؤال، وحيث أنني كــ"جورج" لا أجد في نفسي ما يستحق أن أعظ به أحداً فاخترت بإرادتي أن أضع لساني الطويل هذا داخل فمي، وكل ما كنت أطرحه كانت محض تساؤلات جالت في عقلي البغيض هذا ولم يقبلها فبحثت لها عن إجابات.

كانت محض أسئلة ليس أكثر، كانت بعضاً مما جال في خيالي البغيض، لذلك أرجوك يا عزيزي القارئ لا تأخذ هذه الكلمات كوعظة فما أقسى على نفسي أن تصفني كواعظ، هي مجرد رؤية لشخص قرأ حياة السيد المسيح بقلبه وعقله وليست قراءة عابرة ولم أدع أحداً يقرأها لي.

هي مقالة في حب السيد المسيح كما عرفته، مقاله في حب من تبعته نيفاً وأربعون عاماً وما ندمت أبداً، يا عزيزي منذ حداثتي وأنا أهوي تخيل الموقف حين أقرأ عنه، ولا أعلم هل حين أعطاني الله شيئاً كهذا هي منحة أو نقمة أم أنها شيئاً عادياً يتمتع به باقي البشر! وهنا يا عزيزي أريد أن أطرح موقفين استوقفاني للسيد المسيح خلصت منهما أن السيد المسيح كان يعيش وسط تلاميذه كواحداً منهم، كصديق ديمقراطي ولم يسمح لنقيصة الخوف منه أن تتملك من قلوبهم تجاهه، كان يريدهم أصدقاء يتحاورون معه ويحاورهم، فاحترموه ولم يخافوه بل خافوا أن يحزنوه بشيئاً، بكلمة أو فعل، ليس خوفاً ولكن حباً، أسرح معي يا عزيزي في موقف كهذا ، حين كان التلاميذ في عرض البحر وتعرضت مركبهم للغرق بينما السيد المسيح نائماً، لا أعلم كيف تخيلتها هكذا، وهم يقومون بإيقاظه كأنهم قالوا له باللغة الدارجة، أصحي انت مش فارق معاك أننا بنغرق؟! فهل هذه طريقة أحداً يرتعب منه أم طريقة صديق يوقظ صديقه من النوم؟! صديق فزع إلى صديقه الذي يثق به أنه سينجيه؟! هذه هي ديمقراطية السيد المسيح منذ أكثر من الفين عام!

الموقف الثاني حين قال إنه ينبغي أن يذهب إلي أورشليم وسرد ما سيحدث له فأخذه بطرس وانتهره، يقول الكتاب (وأنتهره) وانا هنا أريد أن أقف عند ما قام به بطرس، أنتهره، فهل هذا شخصاً يهاب ويرتعب منه أم يحبه ولم يستطع كبح مشاعره حين سمع منه ما يقول؟! بطرس هذا أنكر السيد المسيح وأسترجعه المسيح بنظرة واحدة فذهب وكرز للعالم ورفض أن يصلبوه كمثل سيده وطلب أن يُصلب مُنكس الرأس حباً ورفضاً أن يتساوى في موته مع هذا الذي أنتهره يوماً! من كان المسيح حين كان يجلس بجانبه يوحنا ويسند رأسه على كتفه وعلى صدره، هل كان يوحنا يشعر برهبة أم كان يشعر بحبّ الصديق؟! السيد المسيح في نظري هو الديمقراطي الذي وقف دوماً في صف الشعب، في صف الخطاة، في صف الموعوظين أمثالي وهم كُثر، السيد المسيح الذي كان يجول يصنع خيراً وقصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ!

عزيزي القارئ، تخيل معي بخيالي المريض هذا، كيف كان يقابل الشعب المسيح حين يروه آتياً؟! في ظني كانوا يقابلونه كصديق أحبوا رفقته، أحبوا سيرته، أحبوا كلماته وتعاليمه، أحبوا أشفاقه على الناس! السيد المسيح الذي لم يلوم الشعب يوماً، هذا هو المسيح الذي أعرفه والذي أحببته كما رأيته وقرأت عنه وليس كما أراد البعض أن يسقينيه! والذي رفضت أن أتبعه بالوراثة ظناً مني أنني لا أستحق أن يورثوني ديني وأفكاري وهو يستحق أن أعرفه بنفسي فقرأت ما استطعت عن الأديان وعن أصل الأديان وعن تاريخ الأديان وفي النهاية وجدتني أقول نعم أريدك بإرادتي يا صاحب المزود وليس لأنهم أرادوك لي فكيف لمن ورثك أن يحدثني عنك؟!