ايفت صموئيل تكتب: مارس و المرأة .. ما لها .. و ما عليها
بطابعٍ بروتوكولي أو من قبيل الوجاهة الاجتماعية ، يتم الاحتفال بيوم المرأة العالمي و يوم المرأة المصرية في الثامن و السادس عشر من مارس ، على التوالى .. و تنتهي الاحتفالات و يُسدَل السِتار من جديد على قضاياها التى هي قضايا المجتمع.
و على غير المعتاد ، أستعرض مع حضراتكم بعض أمراضنا المجتمعية "النسائية" ، على اعتبار أن حقوقنا كبشر طرف المجتمع أمر بديهي و ان لم يحظَ بتسليم الثقافة السائدة به .
1 - للأسف ، لازالت الغيرة شائعة بين النساء . مما بين أيدي الآخريات .. نغار، من شجاعة البعض و نجاحهن في كسر بعض القيود بمنطق .. نغار ، من تقدير الآخرين لإحدانا .. نغار . و من لا يُتقِن مهارة تطوير نفسه .. لا يرى بديلاً إلا تقزيم الآخرين .. نهيل التراب على بعضنا البعض بغباء جمّ .
2- تصدير القهر ، بلا وعي أو بوعيٍ زائف أو بعجز عن مواجهة القاهِر .. نلجأ لتفريغ جعبتنا من القهر المُلقى علينا في الآخريات ، نتجرّع الألم ، فنجرّعه بقلبٍ بارد لغيرنا . لا أدلّ على ذلك من علاقة الأم بزوجة الابن على سبيل المثال ، الأم قد تكون عانت من حماتها فى السابق ، جدير بها إذن ألا تلعب نفس الدور مع زوجة الابن ، إلا أننا أحياناً يعترينا عدم التوازن بين ما نتمناه للإبنة مع زوجها و بين ما نرتضيه و نقبل به نفسيا من الابن مع زوجته و المثل الشائع "ربّت الخايبة للغايبة" ، زوجة الابن بدورها قد تلجأ لاستقطاب الزوج من أمه . كذا ، المرأة التي تضبط زوجها مُتلبِّساً مع صديقتها أو خادمتها ، تُبادِر بقطع علاقتها بصديقتها أو طرد الخادمة .. و تُمارِس بنشوة المُنتصِر حياتها بشكل طبيعي مع الزوج .. عادي جداً !!! نغفِر للقاهِر و نتجبّر على مقهورات و مهدورات مثلنا .
3 - الانشغال الزائد بالشكل الخارجي على حساب الانشغال بتكوين الشخصية و الارتقاء ذهنيا و معرفيا ، و كأننا نُسلِّم بفكرة المرأة السِلعة .. تتجمل لزوم الترويج و التسويق .
4 - إعادة الانتاج ، للأسف معظم ما تتضرّر منه النساء فى أزواجهن ، يُعدن انتاجه فى أبنائهن الذكور . بين تفضيله على اخواته ، كتمان بعض تجاوزاته عن الأب ، عدم اشراكه فى تحمل الأعباء المنزلية و ..... الخ .
5 - اجترار الآلام بالجملة .. لا تعرف الكثيرات عيش الموقف بعيداً عن إعزائه لمواقف سابقة تم تصفيتها . و بالمناسبة هذه شكوى دائمة للرجال مِنّا .. عمرك ما فسّحتنى ، عمرك ما فرّحتنى ....
6 - النفس القصير و القبول بتحقيق انتصارات من الأبواب الخلفية .. و هنا تحضرني أغنية سميرة سعيد " سلّمت بإنك أقوى و أنا أضعف منك أيوه ، لكن أنا كل ما باضعف ، قدامك بابقى الأقوى " .. الضعف المصنوع لتحقيق انجاز وقتي ، للأسف منزوع الدسم / الطعم ، و لا يغيّر من واقع اتجاهات الآخر من المرأة ... و من ثمّ لا يُغيِّر واقعها ... و مُستقبلها .
7 - اللجوء لطلب الاستثناءات من زميل أو رئيس العمل لكونها " أنثى " ، و هو سلوك بشكل أو آخر ، في وقتها أو بعد حين .. ستُطالب ، إن تلميحاً أو تصريحاً بدفع ثمنه ، كما يُقدِّره المُستثني .
8 - الطامة الكبرى ، انه رغم كل معاناة المرأة ، اجتماعيا / ثقافيا و اقتصاديا ، هي أول داعم و مُكرِّس لبقاء الحال على ماهو عليه . تابعوا ، سيدة في أسوان تؤسس جمعية للدعوة بقبول " الزوجة التانية " كحلّ للعنوسة . و غيرها تنادي بعودة المرأة للبيت حلاً لأزمة البطالة ، و ثالثة تقبل بضرب الزوج لزوجته على اعتباره من الأمور المحسومة بنصٍّ دينيّ .. و رابعة تحرم ابنتها من الميراث حتى لا يذهب مال الوالد لزوجها الغريب .. و كثيرات رغم معاناتهن في العلاقة الحميمة ، يُمارسن ختن بناتهن .
اعرف جيداً ان الثقافة السائدة لوّثتنا جميعا ، رجالاً و نساء ، إلا أنه من غير المفهوم ، كيف لمن عانت ، ألا تُعمِل عقلها و تحاول تحسين أوضاعها ، بالأخلاق و المنطق ، بالاصرار و الاستمرار ، بمناصرة بعضنا البعض و مؤازرة منفتحي العقل و أصحاب الضمائر من الرجال؟
لا قضية تُحقِّق نجاحاً دون مشاركة أصحاب الهمّ الأول فيها .. لا حلول تُقدّم على طبقٍ من فِضة .. ما حكّ جلدَكِ مثل ظِفرَكِ ، فتولِ أنتِ جميع أمرك .