The Fine Line Between Democracy and Social Disorder البابا تواضروس بعد ١٢ عام من رئاسته للكنيسة 6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس

ايفت صموئيل تكتب: و من اللطافة .. ما قتل !!

كثيرا ما نُردِّد " لطيف " في وصف أحد الأشخاص ، و لاشك أن اللطافة سمة من السِمات المؤهلّة لتفاعل إنساني ايجابي ... أن تكون لطيفاً ، يعنى أنك إنسان دمِث الخُلُق ، حسّاس لمشاعر الآخرين و احتياجاتهم ، تُجيد التعبير و الاصغاء .... لكن هل للــ " اللطافة " تداعيات أو آثار جانبية ؟؟ أظنّ هذا . فقد يدفعنا حرصنا على لطافتنا للوقوع آسرى في أيدى الغير ، جلباً لرضائهم ، حِرصاً على استبقائهم في حياتنا .. و يُكلِّفنا هذا معاناة كبت التعبير الصريح عما يساورنا من قلق و غضب إزاء بعض مواقفهم و ردود أفعالهم .. نكتم غضبنا ، نقبل بالتزامات فوق طاقة احتمالنا ، نبذل جهدا فائضا لممارسة التعقُّل وقت الغضب و الانفعال . اللطافة لا تتناقض مع الالتزام بالمصداقية .. و النزعة للـ " كمال " شئ و " وهم إمكانية إدراكه " ، شئ آخر ... آخذين في الاعتبار ان سعينا للكمال يُعدّ شكلاً من أشكال الوفاء لمعايير وضعها الآخرون داخلنا من خلال عمليات التأثير فينا .. فما المرء مِنّا سوى مجموع ديناميكي مؤلّف من كل " ما " و " من " لامسَ حياته ، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، بالسلب أو بالايجاب . و قد يسيطر على وعينا أحياناً ، التصرُّف بطريقة تجعل الآخرين يُحبُّونا أكثر ، فلا يُفرِّطوا فينا .. و كأننا استبدلنا السعي لتقبُّل كل منا لـ " ذاته " ، بالسعي لتقبُّل الآخرون له . وَهم امكانية ادراك الكمال ليس إلا محاولة عقيمة لبلوغ المستحيل ، يكلفنا كثير من الوقت و الجهد و المعاناة النفسية .. على الجانب الآخر ، يُقسّي قلوبنا في الحكم على الآخرين ، لأنهم لا ينتهجوا نفس النهج ، و لا يعاملوننا بالمثل .. نحاول السيطرة على مساراتهم ، بقدر لا يقل عن تحكمهم في مساراتنا عبر اعراف و معايير لم نتفق عليها و لا نُقِّر بالكثيرٍ منها ، للحد الذي قد يجعلنا فى لحظة ، لوامّيين لأنفسنا ، نشعر بالاستياء مما نفعل و من أولئك الذين من أجلهم نفعله . في الطفولة ، طغت علينا سيكولوجية " الاعتمادية " الكاملة على الغير ، في المراهقة ، كان الغالب علينا سيكولوجية " الاستقلالية " شبه الكاملة عن الغير .. و ظنّي أن معيار نُضجنا لا يحدده عمر زمني ، بقدر ما يحدده اعتمادنا سيكولوجية " الاعتماد المتبادل " .. وقت أن ننجح في استخدام كل من الاعتمادية / الاستقلالية ، تقدير الذات و تقدير الآخر ، طبقا للمشهد و الموقف .. بما يؤدي لحالة من التوازن الانفعالي و السلام الداخلي . لذا الدعوة قائمة لأن نُحرّر أنفسنا من الالتزام بما يتوقعه الآخرون منا متى اختلف عن توجهاتنا ، أن نقول " لا " عند الضرورة ، أن نخبر الآخرين بشعورنا تجاههم و مواقفهم ، أن نُعبِّر عن غضبنا بطريقة تداوينا منه و تضمن صون علاقاتنا و استمرارية حيويتها ، أن نخبر أصدقائنا بالحقيقة عندما يخذلوننا ، أن نهتم بالآخرين دون تحمُّل عبء محاولة ادراة حياتهم ، أن نُقدِّر لأنفسنا قيمتها و أهليتها لإدارة حياتنا بشكل مُستقِّل . لن نكون كاملين ، و لن نسلم من أحجار الطريق ، لكن ، سنكون أكثر معرفة بأنفسنا ، أكثر احتراماً و تقديراً لها و صدقا معها ، أكثر فعالية في علاقاتنا ، أكثر احتراماً لكينونة الآخرين و مساحاتهم الشخصية .. و سنظل لُطفاء .